العدد 3973 - الثلثاء 23 يوليو 2013م الموافق 14 رمضان 1434هـ

ولي العهد: جدية القيادات المجتمعية يجب أن تتجسد بموقف وطني مسئول يدرك معطيات المرحلة الراهنة و كيفية التعامل معها

أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن جدية القيادات المجتمعية كافة يجب أن تتجسد بموقف وطني مسؤول يدرك معطيات المرحلة الراهنة و كيفية التعامل معها من خلال التوصل إلى توافقات تجمع جميع الأطراف المعنية أما التمادي في مزايدات الخطاب و التفرد و إتخاذ العنف و الارهاب وسيلة فهي لن تؤدي إلا إلى تفاقم حالة الانفلات و الشحن.

و عرج سموه لدى زيارته اليوم الأربعاء (24 يوليو/ تموز 2013) لمجلسي الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة و مجلس عائلة الحاج صادق البحارنة على أهمية ما ورد في حديث حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي أجرته معه صحيفة إيلاف و حدد فيه جلالته ما تتطلبه مصلحة البحرين في هذه المرحلة والذي وجه فيه جلالته دعوة صريحة لقوى الاعتدال والتعقل أن تتحرك بإيجابية، وتتولى الاضطلاع بواجبها الوطني وتحمل مسؤوليتها.

و أضاف سموه أن هذه الدعوة تأتي في إلمام بحالة نفاد الصبر عند المواطنين أمام ما يجري من ممارسات تقوم بها بعض الأطراف التي لن تكون نتيجتها إلا إشعال الفوضى من خلال ما تبديه من تعنت و تفرد، في اعتقاد خاطىء منها بأن هذا النهج سيأتي بنتيجة.

و قال سموه إن المواقف التي تظهرها بعض الأطراف والقيادات المجتمعية التي تقف ورائها يعكس عدم جديتها، مشيراً سموه إلى ما تبدى مؤخراً في بعض جوانب المشهد السياسي بالبحرين من أطراف سياسية تقصي الآخرين وترى بأنهم غير معنيين بالعملية السياسية في مقابل أطراف أخرى ترى الآخرين بأنهم غير متساويين معهم في الحقوق، و لكن ما يجب التأكيد عليه هو بأن البحرين كانت ولازالت وطناً للجميع ولن نقبل بأي تمييز أو انتقاص لحق من حقوق كافة مكونات المجتمع.

و تابع سموه قائلاً أن شجاعة الاعتذار و شجاعة الاعتراف بمواطن القصور و الخطأً من القيادات المجتمعية السياسية و الدينية خطوة لا بد منها للتعاطي بشكل فاعل مع المساعي الرامية للانتقال لمرحلة جديدة يتطلع اليها الجميع وتتعامل بحس مسؤول دون اجترار لشوائب وترسبات الماضي التي تقف أمام تقدم و تطور العمل الوطني المشترك بكافة نواحيه.

و لفت سموه في هذا الجانب بأنه إيماناً و تمسكاً بالثوابت الوطنية أقدمت القيادة على العديد من المبادرات و الخطوات الجادة التي تجسد ثقافة التعامل مع الأخطاء وتداركها بما يتسق مع مصلحة الوطن العليا، مؤكداً سموه الاستمرار في استكمال البنى المؤسسية الحقوقية و تطوير الممارسات و الثقافات السليمة في هذا الجانب بما في ذلك العمل المتواصل لتنفيذ توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق وإحدى مؤشراته ما تم انجازه بملف دور العبادة.

ولفت سموه بأنه من المؤسف لكل من يحب هذا الوطن أنه كلما يتم إحراز أي تقارب في وجهات النظر لوضع الحلول يلاحظ تزايد وتيرة العنف في مؤشر واضح على أن هناك بعض العناصر التي لا تريد الخير للوطن و التوصل إلى توافقات تخدم مسيرته ، مؤكداً سموه أنه حان وقت أخذ زمام المبادرة و العمل و التكاتف بين الجميع لصالح الوطن.

و أشار سموه إلى ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله و رعاه باعتبار الحوار هو السبيل لتجاوز القضايا التي تواجه الوطن، و طاولته هي المنصة التي سيتم من خلالها إقرار التوافقات دون استثناء أي طرف.

و قال سموه إلى أن العمل متواصل لدعم هذا المسار كما تناوله حضرة صاحب الجلالة حفظه الله و رعاه و للنأي به عن أصوات التطرف والتشدد، فالتعويل هنا على جدية كافة الأطراف المشاركة في هذا الخط ، و الذي يرفده إيمان الجميع و تطلعهم نحو العلو بصوت الوطن و السمو به فوق أي أصوات ناشزة أخرى تحاول يائسة أن تعكر نبل الهوية البحرينية الجامعة التي تحتفي بتعددية المجتمع في نسيج وطني متين و تجعلها مصدر قوة و انطلاقة يصونه الاحترام المتبادل و يعزز مردوده في البذل المتفاني من أجل رفعة الوطن و استمرارية تقدمه، مضيفاً سموه أن سمات التواصل و الترابط المجتمعي من النقاط المضيئة في تاريخ مملكة البحرين وجب الحرص على زيادة تكريسها من خلال المزيد من التكاتف.

كما تطرق سموه في حديثه مع أصحاب و حضور المجالس إلى ملفات و أولويات العمل الحكومي، مشيراً سموه إلى أن الخطط التنموية أو الاقتصادية أو التطويرية يجب أن تكون موجهة لصالح المجتمع البحريني بما في ذلك تحسين الخدمات المقدمة و الارتقاء بالمستوى المعيشي للجميع.

و قال سموه أن على الجميع استذكار ما وصلت إليه مملكة البحرين في المراحل السابقة من سمعة اقتصادية و مكانة متقدمة و مرموقة، مشيراً سموه إلى ضرورة الحفاظ على هذه المكانة و البناء على مكتسباتها لبلوغ طموحات أرفع و أفق أوسع.

كما نوه سموه بعطاء الكوادر البحرينية و توليها المناصب العليا في المنظمات العالمية و القارية مما يعكس ما وصل إليه الشباب البحريني من كفاءة و قدرة على اكتساب الثقة في هذه المحافل مما يشرف اسم المملكة.

من جانبهم، أعرب أصحاب و حضور هذه المجالس عن شكرهم و تقديرهم لزيارة سموه جرياً على عادة سموه السنوية في هذا الشهر الفضيل التي يتطلع إليها الجميع، معربين عن تفاؤلهم بالعطاء الوطني الدؤوب الذي يوالي سموه بذله مؤكدين على الأسس المتينة للمجتمع البحريني التي تصون الوطن بالتأكيد على وحدة الصف و إعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، داعين الله سبحانه أن يحفظ البحرين مطمئنة مستقرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً