وُلِد ديدييه مونتالفو الكولومبي والمعروف باسم «الطفل السلحفاة» – نتيجة لتشابه التشوه الخلقي مع صدفة السلحفاة - مع وحمة الصباغية الخلقي العملاقة (CMN)، التي تغطي نحو 60 % من جسم الصبي البالغ من العمر 6 سنوات.

وعاشت أسرة الطفل منبوذةً في قريتها؛ بسبب تفسيرات الأهالي الخرافية لحالة نجلهم؛ إذ كانوا يظنون أنه تعرض لمسّ من قبل قوة شريرة؛ وهو ما يعني أنه لا يستطيع أن يذهب إلى المدرسة.

وفي ظل عجز الأسرة عن توفير المال اللازم للجراحة، كان من الممكن أن تتحول هذه الطبقة الجلدية لورم خبيث. وظل الطفل الكولومبي يردد: “أنا أريد أن أكبر لكن هذه المشكلة لن تسمح لي”.

وظلت معاناة الطفل وأهله حتى عُرِضت قصته في سلسلة تلفزيونية خاصة تسمى

“BodyShock” وهي سلسلة أفلام وثائقية خاصة تحكي قصصاً استثنائية من واقع الحياة عن النقيضين من جسم الإنسان، وقد بُثَّت الحلقة التي تتحدث عن “الطفل السلحفاة” على القناة 4 في شهر أبريل/ نيسان 2012.

وبعد رؤية قصة “الطفل السلحفاة” وعرضها على الجراح الأعلى في المملكة المتحدة الدكتور نيل بولسترود قرر الأخير الانضمام إلى فريق جراحي في العاصمة الكولومبية وإزالة الورم الجلدي دون مقابل.

وسارع الدكتور بولسترود للذهاب إلى بوغوتا مع فريقه لإجراء سلسلة من العمليات عبر إزالة الورم وعمليات ترقيع الجلد.

وعلق الدكتور بولسترود قائلا: “لحسن الحظ، لم يكن الورم خبيثاً”، وأضاف: “حالة ديدييه تُعَد أسوأ حالة رأيتها في حياتي، كان من الواضح أنه بحاجة لأن يخضع لعدد من الجراحات المؤلمة، ولكن نحن نشعر أن الأمر كان يحتاج لهذا، إنه لشيء عظيم أن ترى كيف أصبح الطفل الآن. أنا سعيد فعلاً بتحسن حالته”.

وقد تابعت قناة ناشيونال جيوغرافيك (NGC) ديدييه مونتالفو في فيلم وثائقي وجهود الأطباء في محاولة لإزالة الورم، وأطلقت القناة اسم “الطفل السلحفاة” عنواناً للفيلم؛ إذ كان فريق ناشيونال جيوغرافيك هناك عندما رأى ديدييه نفسه للمرة الأولى بعد أن تم إزالة الورم.

وكان الصب ي البالغ من العمر 6 سنوات عصياً على الكلام عندما قال إنه يتطلع في جسه في المرآة وإنه سيستطيع بعد العملية أن يذهب للمدرسة.

ولم يجد الخبراء تفسيراً واضحاً لحالة الطفل، لكنهم يعتقدون أنها ناتجة عن تغيير يحدث في نمو خلايا جلد الجنين؛ بسبب تحور الجين الذي عادةً ما يكون نادراً ويصيب طفلاً من بين 20 ألف طفل.