الولايات المتحدة الأميركية هي أكبر صانع للعبة العقلية للحياة الإنسانية، وتمتلك أكبر قدرة على وضع القواعد التي تحكم الحياة، حتى أصبح جزء كبير من مصير العالم مرهوناً بمصير أميركا.
أميركا تمكنت من وضع قواعد تحكم الحياة البشرية على وجه الكرة الأرضية، على سبيل المثال، عملة الدولار التي أصبحت قيمتها راسخة في أذهان جميع البشر.
مثال، الصين عندما تريد أن تشتري نفطاً من السعودية، فإن السعودية تطلب من الصين أن تدفع المبلغ بعملة الدولار، وحتى تتمكن الصين من توفير الدولار، فإنها تصدر منتجاتها إلى أميركا التي تطبع الدولار وتعطيه للصين.
فأميركا لم تفعل أو تنتج شيئاً سوى طباعة ورقة اسمها الدولار، للحصول على منتجات من الصين التي تحتاج إلى هذه الورقة لشراء النفط من السعودية.
فأميركا وضعت قاعدة للدولار تتحكم بشكل كبير في حياة البشر في عمليات البيع والشراء، فيمكنها أن تطبع الدولار لشراء النفط من السعودية، وتطبع الدولار لشراء الذهب والألماس والمعادن من إفريقيا...الخ؛ لأن هذه المواد مقومة بعملة الدولار.
بالأمس كانت العملة مقومة بالذهب، بمعنى أن مبلغ 20 ديناراً أو دولاراً الورقية لها قيمة من الذهب، يمكن للشخص أن يذهب إلى المصرف المركزي ويستبدل هذه الأوراق بالذهب، أما اليوم، فقد تغيرت القاعدة، وأصبحت العملة قائمة على قوة اقتصاد البلد الإنتاجية، بمعنى أن مبلغ 20 ديناراً أو دولاراً، لها قيمة من السلع والخدمات في ذلك البلد الذي طبع النقود، يعني تشتري بها طعاماً أو عصيراً أو كرسيّاً... وغيرها من المنتجات.
وما يروج في الجامعات ووسائل الإعلام من أن «الدولار تغطيه قوة الاقتصاد الأميركي» هو كذبة، بل إن أغلبية الاقتصاد العالمي تغطي الدولار، كإنتاج السعودية من النفط مثلاً يغطي الدولار، بدليل أن الصين تستبدل الدولارات بنفط من السعودية (أي أن الدولارات التي لدى الصين تمت تغطيتها بنفط السعودية).
والولايات المتحدة الأميركية لا تطبع الدولار بشكل عبثي، وإنما بشكل منظم ومدروس، بحيث تجعل الاقتصاد الأميركي يغطي أكبر قدر ممكن، وما قصُر تتم تغطيته بطباعة نقود من دون إنتاج أميركي، وتترك تغطيته على حساب إنتاج العالم.
إلا أن دول العالم أدركت اللعبة الأميركية، لكنها في موقع يصعب عليها إنهاء اللعبة؛ لأن القواعد في اللعبة العقلية للحياة الإنسانية تحتاج إلى وقت طويل وشاق.
مثلاً لو أن الصين رفضت البيع والشراء بالدولار الأميركي، فإن اقتصادها سينهار، لأن غالبية البيع والشراء بين الدول يكون بالدولار الأميركي، ورفض البيع والشراء بالدولار يعني أنك تقاطع غالبية العالم، وعدم قدرتك على بيع منتجاتك، وتكدسها لديك، وبالتالي إفلاس المصانع والشركات لديك.
فالصين مستفيدة من اللعبة الأميركية للدولار؛ لأن مصانع الصين تعمل وتحقق أرباحاً، بفضل اللعبة الأميركية، كما يمكن للصين من خلال الدولار شراء احتياجاتها من مختلف دول العالم بالدولار، أي تستبدل الدولار بالنفط والغاز والمواد الخام وغيرها.
أميركا لديها عباقرة ومفكرون، جعلوا الاقتصاد الأميركي يعيش على حساب شركائه في النظام العالمي، وأسسوا القواعد العقلية التي تحكم الحياة الإنسانية بما يخدم السياسة الأميركية، حيث يقوم الدولار على فهم أن الاقتصاد عبارة عن إنتاج واستهلاك، فتم جعل العالم ينتج، والولايات المتحدة تستهلك. ففي حين يمثل سكان الولايات المتحدة نحو 4.5 في المئة من إجمالي السكان في العالم، فإنها تستهلك أكثر من 30 في المئة من إنتاج العالم.
والدول التي تريد أن تؤسس قوة اقتصادية، عليها أن تفهم القواعد العالمية للاقتصاد، ومن ثم تصنع قواعد أخرى من صلب النظام العالمي.
واقتصاد البحرين لايزال تابعاً ومرتهناً للقواعد الاقتصادية العالمية، ويتكل بشكل أساسي على إنتاج النفط الخام، وعندما ينفد النفط، فإن مأساة كبرى ستحدث.
ولهذا، على البحرين أن تعيد النظر في وضعها، وأن تدرس القواعد العالمية للاقتصاد، وتؤسس لها قواعد من صلب النظام العالمي، مثل ما فعلت دبي التي تمكنت من أن تصبح مدينة عالمية للتجارة والاستثمار.
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3971 - الأحد 21 يوليو 2013م الموافق 12 رمضان 1434هـ
معلومة خاطئة
الكل يتصوربأن حكومة الولايات المتحدة هى من تطبع الدولاروتوزعه على البنوك. الواقع هو أن الدولاريطبع بواسطة FEDERAL RESERVE BANK . هذا بنك خاص يمتلكه افرادمجهولون.يجتمعون فى أماكن سرية. يوزعون المال على البنوك. يعينون الرؤساء.يرشون المسئولين.يدفعون شباب إمريكا للموت فى أرجاء العالم حفاظا على مصالحهم.يشترون وسائل الإعلام والكثير من الأمور.كل ذلك بواسطة هذه الورقة المطبوعة. حاول ثلاث رؤساء جمهورية فى الولايات المتحدة تغيير الوضع و تأميم هذا البنك. لكن تم إغتيالهم. يتم حذف كلما ينشر عنهم فى يوتوب.