العدد 3971 - الأحد 21 يوليو 2013م الموافق 12 رمضان 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

طلبه حوّله من قرض شراء إلى وحدة سكنية 94 ومازال ينتظر دوره

إلى متى واسمنا يعتبر في نظر وزارة الإسكان مدرجاً على قائمة الانتظار؟ هل إلى حين يقضى أجلنا وتحال حياتنا إلى الفناء والعدم ستقرر حينها وزارة الإسكان حاجتنا الماسة إلى السكن المريح؟ علماً بأننا من ذوي الفئة المستحقة عن جدارة وإلحاح إلى وحدة سكنية ويلزم الأمر تطويع كل إمكاناتها لأجل توفيرها لنا في أسرع وقت ممكن؟!، لقد كان لنا طلب في بادئ الأمر مسجل لدى وزارة الإسكان لخدمة نوعها قرض شراء في العام 1991 ولكن نظراً لقلة المبلغ الذي لا يستوفي حق شراء متطلبات العقار الباهظ الكلفة سرعان ما حظي بجواب الرفض من قبلنا وعلى ضوئه قمنا بتحويل خدمة القرض شراء إلى خدمة وحدة سكنية والتي خضعت كذلك إلى حالة من الشد والجدب ما بينا من جهة الذين رفضنا تسجيلنا ضمن طلبات 1998 وإسقاط 7 سنوات من قائمة الانتظار وما بين وزارة الإسكان التي أصرت على هذا الموقف؛ تثبيت 1998 ضمن سجل الطلبات حتى قبلت في نهاية المطاف بعد مشوار طويل من الذهاب والإياب والصولات والجولات قبلت برسالة التظلم التي رفعناها إليها لأجل احتساب المدة التي أسقطتها ضمن حسبتها القانونية وعلى إثر ذلك وافقت وزارة الإسكان على رسالة التظلم وقامت بتسجيل طلبنا الخاص بنا إلى وحدة سكنية ضمن طلبات العام 1994 بدلاً من العام 1998 وعلى خلفية على ما حصل مازلنا ننتظر دورنا المثبت حتى كتابة هذه السطور على قائمة الانتظار على رغم أن التوزيعات الإسكانية قد شملت واستهدفت كل أصحاب طلبات 94 بينما مازلنا نحن في نظر الوزارة مثبتين على قائمة الانتظار من دون زحزحة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


زوجة تنشد مساعدة أهل الخير في تهيئة حياة كريمة لأبنائها

هي أمورٌ أحياناً كبيرة، وتقع خارج إرادة المرأة في أن تتحكم في مجرياتها مع الشئون العائلية، خاصة إن اختل نظام ميزان الحياة القائمة في محيط العائلة، وتخلف أحد أركان العملية التربوية عن أداء دوره الأساسي في محيط الأسرة.

هنا يبقى العبء الأكبر وجلّ المسئولية على عاتق طرف واحد لا سواه، ألا وهو أنا الزوجة التي تتحمل جل المسئولية من نفقة وتربية وتعليم وكسوة وإطعام، فيما زوجي الذي أعيش على ذمته رغم راتبه، الذي يتجاوز 330 ديناراً، وخصم يطاله نتيجة قرض يبلغ 200 دينار، غير أنه كثيراً ما يرفض تقديم أية مساعدة لي ولأطفالي؛ بحجة عدم تحصيله على المبلغ في جيبه، كما أنه دائماً ما يتذرع بعدم امتلاكه شيئاً.

ناهيك عن انعدام وجوده كأبٍ يمارس دوره الأبوي في محيط الأسرة تجاه ابنيه الاثنين وزوجته، سواء الأول البالغ في العمر 8 سنوات، أو الأصغر الذي للتو قد أكمل السنتين، ونعيش في بيت والد زوجي.

وعلى إثر هذا الوضع المعيشي الخانق، الذي أمرُّ به، وأضطر على مضض لجم صبري تجاهه، فأنا لا أملك حيلة، سوى أن أبث زفرات الألم والمعاناة التي احترق بها لوحدي وبمعية أطفالي في طيات الصحيفة علَّ صوتي يبلغ صداه إلى مسامع الجهات، التي لن تألوا جهداً في تقديم يد المساعدة أو تدخره في سبيل تحقيق مصلحة ومنفعة للفئة المحتاجة الذي أعياها الدهر بنوائبه.

وأطلق من خلال هذه الأسطر نداء استغاثة أدعو فيه كل شخص قادر على أن يعينني أنا وأبنائي في شهر رمضان المبارك والعيد الذي هو على الأبواب، في وقت لساني يعجز عن البوح وسرد ظروفي.

فظاهري لا ينطبق على ما بداخلي من ضيق وألم، فأنا دائماً مبتسمة، لكني أخفي بداخلي كل ذلك لكي لا ينظر لي الناس نظرة شفقة وإحسان، فأنا عزيزة نفس لا أحتمل نظرة الشفقة من الناس عليّ، أحاول أن أسعد أطفالي بشتى الطرق وأضغط على نفسي لكي أرسم الابتسامة على وجوههم في زمن صعب يزداد فيه الغلاء يوم بعد يوم، رغم الديون المتراكمة عليّ.

فكل ما أنشده مساعدة بسيطة كفيلة بانتشالي من هذا الوضع الرث المتراكم بثقل المسئوليات من قبل فئة تسعى وتجاهد سراً وعلانية، ليلاً ونهاراً، من أهل الخير والإحسان على رسم الابتسامة في وجوه الفئة المحرومة منها؛ لكونها تملك مفاتيح الحلول وفك شفرات العقد المالية على مستوى المعيشة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


التسامح بأنفسنا ولأنفسنا

مفهوم التسامح من المفاهيم التي أثارت العديد من الجدل في أوساط المفكرين وعلماء الاجتماع، إلا أن المفهوم قد تناوله أيضاً علماء اللغة حيث اعتبروه مرادفاً للتساهل. يقول الفيروز آبادي في «القاموس المحيط»: المساهلة كالمسامحة، تسامحوا: تساهلوا وأبدى ليونة في الطلب. وهكذا فإن التساهل والتسامح واللين والرفق، يشير في الواقع إلى أسلوب معين للتعامل في اللغة أي يعني التساهل، أما التعريف العلمي فهو يقصد به قبول الاختلاف، والإقرار بالتعدد(العرقي، السياسي، الديني، المذهبي، الحضاري...)، أي احترام رأي الآخر والاعتراف بحقوقه، وهي من أهم القيم الإنسانية والتي حثنا عليها ديننا الإسلامي فقد حثنا على ألا نحمل بداخلنا أي غضب تجاه الآخرين وأن نغفر لأخطائهم، ونصفح عن زلاتهم وأن تكون لنا قلوب خالية من الحقد والغضب، وألا نسعى لإيذاء أحد ونحسن الظن بكل من حولنا. وهو ما من شأنه أن يساعد على الهدوء الروحاني والاتساق الذاتي، فالإنسان عندما يتسامح فهو في ذلك يحقق مشيئة الله في خلقه فنحن نتسامح مع من هم حولنا من والدين وأقربين، وهو الأمر الذي يساعدنا على سلوك طريق الصلاح والهداية، ومحبة الناس في الدنيا، فالتسامح صفة يجب أن نتحلى بها من أجل أنفسنا ومن أجل من حولنا.

والقاعدة الأساسية في التسامح هي الإيمان بأن كل بني آدم خطاء، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، فالخطأ أمر وارد عند جميع البشر، ودورنا أن نؤمن بذلك ونتعاطى مع هذه الأخطاء بالشكل الذي يجنبنا سلبياتها ويحافظ على علاقاتنا السوية مع مرتكبيها عندما يعترفون بخطأ مقصدهم وحسن نياتهم الأمر الذي يساعدنا على تقليل المشاكل الإنسانية التي قد نتعرض لها في المستقبل وأكد هذا المعنى المولى تبارك وتعالي في كتابه الكريم عندما قال: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (النور: 22)، وعدم التسامح مع الآخرين قد يؤدي بالإنسان إلى أن يقطع رحمه وينعزل عن أصدقائه ويحمل الغضب بداخله فيقضي حياته ساعياً للانتقام والتشفي في من أخطأ في حقه، لذلك يعتبر التسامح أحد أهم محفزات السعادة الإنسانية ومن مظاهر هذا التسامح ليس فقط نسيان خطأ الآخر والترفع عنه بل إن العزيز الكريم قد أمرنا ألا نكتفي بذلك فقط فدعانا أن نرد السيئة بالحسنة لقوله تعالى: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34). أما المستوى الأكثر رقياً في التسامح بل هو أصعب أنواع التسامح في رأيي فهو التسامح مع الذات فعندما نتسامح مع أنفسنا فإننا بذلك نكون من المتطهرين الذين يستطيعون التغلب على خطاياهم وسيئاتهم التي فعلوها بالتطلع إلى سلوك إنساني يترفع عن هذه الصغائر ويتعفف عن تكرارها والوقوع مرة أخرى في براثنها وهو الأمر الذي يعود بالخير على صاحبه. لقول الرسول صلي الله عليه وسلم «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزّ».

وعلى مستوى المجتمع فإن التسامح يعني الإقرار بقيمة المساواة بين أفراده بغض النظر عن اختلاف أديانهم وألوانهم وثقافاتهم وإعطاء كل ذي حق حقه بالإضافة لاحترام الرأي الآخر، أي السماح للأفراد بإبداء آرائهم وأفكارهم واحترامها والتحاور حولها محاولين بذلك إيجاد قاعدة يستطيع المجتمع التلاقي حولها، وذلك بما لا يخل بقيم المجتمع الأساسية من عدل ومساواة، فالجميع أمام القانون سواء وهو المبدأ الذي يساعد على التعايش والسلم الاجتماعي. فعندما تكون نفوس الأفراد مطمئنة هادئة سيرد ذلك على المجتمع بزيادة القدرة على الإنتاج والمعرفة والعلم، على عكس ما سيكون عليه المجتمع عندما يغيب التسامح فيه فيصبح مجتمعاً متعصباً تسوده روح الكراهية والحقد والانغلاق على النفس ما قد يدفع المجتمعات الموحدة إلى أن تخوض حروباً داخلية دفاعاً عن مصلحة هنا أو قيمة هناك.

وأخيراً فإن التسامح هو قيمة إنسانية أساسية في حياتنا يجب أن نتحلى بها ونعلي من شأنها، فالتساهل والتنازل والاحترام من صفات المسلمين، وعندما تنتشر هذه الصفة في مجتمعنا يرقى ويتطور ويصبح خير مثال لباقي الأمم. فهلا تسامحنا من أجل أنفسنا.

هيا الكعبي

باحثة قانونية

معهد البحرين للتنمية السياسية

العدد 3971 - الأحد 21 يوليو 2013م الموافق 12 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً