كطالب مجتهد دخلت عالم الصحافة من باب بريد القراء في جريدة الأضواء يدفعه الأمل في أن يكون يوما ما كاتبا أو محررا رياضيا، وكان كل ما ينشر لي عبارة عن قصص قصيرة استوحيها من نسج الخيال متأثرا بالبيئة التي أعيشها، ولكن بعد أن تخرجت من معهد العالي للمعلمين أتيحت لي فرصة الكتابة في الأعداد الأولى من مجلة المواقف مع الزميل هاني الريس. ولكن بعد عودتي من احدى الدورات التدريبية الرياضية في دولة الكويت الشقيقة فوجئت بأن مكاني تبوأه أحد الزملاء، لذلك فضلت الابتعاد والاقتصار على العمل الإداري في إدارة اتحاد كرة اليد الذي كان لي شرف المشاركة في تأسيسه وإدارته وتحكيم مبارياته، وبعد فترة قصيرة التقيت بمدير تحرير مجلة الرياضة طيب الذكر الاستاد حسن عثمان الذي كان يبحث عن محرر يغطي للمجلة مباريات كرة اليد والسلة والطائرة والقوى، لكون غالبية المحررين يكتبون في اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم.
وبعد عام من العمل الجاد غادر المجلة مدير تحريرها عائدا إلى بلده فاستلم المهمة أشهر قليلة الزميل نصر الدين حمد، قبل أن يقرر رئيس التحرير «رحمة الله عليه» عبدالرحمن عاشير أن أستلم المهمة وان اعمل مع زملائي بتفان من اجل تطورها وتقديم خدمة إعلامية متميزة ساهمت بشكل كبير في نشر الألعاب الرياضية وتغطية مبارياتها وإبراز نجومها، بالإضافة للتحقيقات الهادفة التي شدت إليها القارئ.
ومجلة الرياضة التي صدرت في البحرين بداية سبعينات القرن الماضي وتوقفت نهاية الثمانينات بعد سقوط رئيس تحريرها صريع الفراش، تحمل قصب السبق كونها أول مجلة رياضية متخصصة في دول مجلس التعاون الخليجي .
ومجلة الرياضة التي يرأس تحريرها شيخ الرياضيين كونه احد مؤسسي نادي المحرق العتيد وأمينا للسر أكثر من 30 عاما، يستحق منا كلمة وفاء في هذا الشهر الكريم، فقد آمن بصدور مجلة خاصة بالرياضيين في زمان قلما يؤمن فيها الإنسان بصدور مطبوعة يضع فيها تحويشة عمره الهدف منها خدمة الرياضيين والشباب البحريني.
رحمة الله على عبدالرحمن عاشير، كان نعم الرجل الصالح، يتحلى بالأخلاق الرياضية العالية والروح المرحة الوثابة، والعلاقات الوطيدة بجميع الرياضيين لاعبين وإداريين، كما كان نعم السفير للرياضيين البحرينيين في جميع دول مجلس التعاون.
العدد 3970 - السبت 20 يوليو 2013م الموافق 11 رمضان 1434هـ