ليس هناك أي شيء سري في دسائس وتواطؤ هوليوود مع العملاء السريين هذه السنة، فهناك جحافل وأكوام من الجواسيس وأفلام الجواسيس من كل نوع يمكن تخيله. ومن المغامرات الجاسوسية العادية إلى كوميديا الأكشن وإلى السخرية المباشرة.إن ما لا يقل عن 12 فيلماً جاسوسياً بدأت تنزل إلى الصالات ابتداء من شهر يناير/كانون الثاني الماضي تعرض عملاء تتراوح أدوارهم بين القزم والبطل والجاسوس المخضرم، ناهيك عن عودة جيمس بوند في مغامراته العشرين على الشاشة. وكانت كل هذه الأفلام قد جهزت قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001, ولكنها لم تعرض في غمرة اهتمامات أمنية وتسليط أضواء حقيقية على الوكالات الاستخبارية. وأخيراً وصلنا فيلم «The Sum of All Fears» الذي يلعب فيه بن افليك دور جاك ريان بطل روايات توم كلانسي، وفيلم «Undercover Brother» الذي يسخر من أفلام الجاسوسية التي درجت في السبعينات والذي يلعب فيه إدي غريفين دور عميل ذي قصة شعر أفريقية يعمل لحساب منظمة سرية تدعى B.R.O.T.H.R.H.O.O.D. وفي الترتيب الثالث فيلم «Bad Company» وهو قصة أكشن كوميدية بطولة أنطوني هوبكينز في دور عميل السي.آي.ايه، وكريس روك كأحد أوغاد الشوارع الذي يجرى تجنيده ليحل مكان شقيقه كبير الجواسيس، الذي يذهب ضحية جريمة قتل. ويتبع هذا الفيلم عن قرب «The Bourne Indentity» المقتبس من رواية لروبرت لادلوم، ويلعب فيه مات دامون دور عميل سري فاقد الذاكرة. يقول دامون: «أعتقد أن هناك شيئاً مدهشاً بالفطرة في عالم الخداع، وهو شيء أكثر جاذبية من عالمنا وحياتنا... عظمة رؤية بطلنا بالبدلة الرسمية في سويسرا، العالم الذي لن يراه أي منا عن كثب، ولعله عالم غير موجود على كل حال». ونسج ألفريد هيتشكوك بعض أروع قصص الجاسوسية في أفلامه، وبينها «The 93 Steps» و»The Lady Vanishes» و»Notorious». وأطلق فيلم «Dr. N»» في العام 1962 سلسلة أفلام جيمس بوند فاتحاً الباب أمام مسلسلات جاسوسية أخرى، ومنها أفلام البطل مات هيلم التي لعب نجوميتها دين مارتين، ثم جيمس كوبرن في فيلمي «»ur Man Flint» و»I Like Flint». وكانت روايات جروج سمايلي وقصص الجاسوسية الأخرى لجون لو كاري مصدراً دائماً للأفلام والمسلسلات التلفزيونية الصغيرة، ومنها «The Spy Who Came in From The Cold» و»spy Tinker, Tailor, Soldier» و»The Little Drummer Girl» و»The Tailor of Panama» في السنة الماضية. ويقول جيري براكهايمر منتج «Bad Company» الذي صنع أيضاً فيلم «Enemy of The State». إن أفلام الجاسوسية مسلية جداً، والناس مبهورون بالجواسيس. هناك أشخاص عرضوا حياتهم للخطر فعلاً في سبيل ما آمنوا به والجمهور مهتم بذلك على الدوام. وأفلام جيمس بوند المقتبسة من روايات أيان فلمينغ هي أكثر عمليات هوليوود السيرة صموداً، إذ تواصلت على امتداد 40 سنة وشهدت تعديلات مرحلية ونجوماً جديرين في دور العميل السري 007 «بعد شون كونري جاء جورج لازنبي وروجر مور وتيموثي دالتون، وأخيراً بيرس بروسنان الذي يلعب دور العميل 007 للمرة الرابعة). ومن قصص الجاسوسية الأخرى المنتظرة: - مايك مايرز يستعمل الأسنان المستعارة السوداء مرة أخرى في دور الشرير غولدممبر في «Austin Power In Goldmember»، الحلقة الثالثة لأفلام أوستين باورز الساخرة. - «XXX» فين ديزل يلعب دور نجم رياضة عنيفة يجنده عميل وكالة الأمن القومي «صموئيل جاكسون» للقيام بمهمة خطرة. - «I Spy» إدي مورفي ملاكم متعجرف يتعاون مع عميل سري (أوين ويلسون) لمطاردة تاجر سلاح في فيلم سينمائي مقتبس من برنامج تلفزيوني من الستينات. - «The Recruit»: آل باتشينو في دور رئيس السي.اي.ايه. يدرب مجنداً جديداً «كولين ماريل» في قاعدة التدريب الجديدة لوكالة الاستخبارات وتدعى «المزرعة». ويقول بن افليك إن هناك طرقاً عديدة لرواية قصص الجاسوسية. إنه نوع صامد من الأفلام يغذي حياتنا الخيالية، سواء كنا ممثلين أو جنوداً سابقين. وتشمل أفلام الجاسوسية الساخرة المسلسل الكوميدي «Top Secret» للعام 1984. وحتى فيلم «Airplane» بطولة جيمس كامرون وأرنولد شوارزنيغر سخر من تقاليد النوع السينمائي دون أن يتردد في تبني أكشن ودسائس هذا النوع المبالغ فيها. ويقول جون رايديل الذي صنع فيلم «Undercover Brother» إنه «لكي تسخر من شيء ينبغي أن يكون هناك تواصل مع الجمهور، عندما تشاهد عدداً كبيراً من أفلام الجاسوسية الموجودة، تلاحظ أن لديها كليشيهات مما يجعل من السهل السخرية منها. ويضيف: «كيف يستطيع جيمس بوند دائماً التخلص من المواقف الحرجة والمآزق. لماذا يعرضون دائماً عمل الأجهزة والأدوات التي سيحتاج إليها لاحقاً؟ لماذا يحتاج الأشرار إلى وقت طويل لشرح ما يعتزمون عمله عندما يصبحون على وشك أن يقتلوه؟».
العدد 86 - السبت 30 نوفمبر 2002م الموافق 25 رمضان 1423هـ