أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين عزم الندوة 34 للاقتصاد الإسلامي التي نظمتها مجموعة البركة المصرفية بجدة يومي الأربعاء والخميس الماضيين على أحداث تطورات تتوافق مع المتغيرات الحالية ورؤية أهل الصناعة لوضع أدوارها في المستقبل من خلال تنظيم جلسة عصف ذهني يشارك فيها نخبة مختارة من العلماء في مختلف التخصصات للنظر في دور الندوة كمرجعية فكرية في تطوير الصناعة، وتطوير آليات إدارة منتداها السنوي بتوفير إطار مؤسسي شبه متفرغ.
ولفتوا إلى أن مراكز التمويل الإسلامي عالميًا تتركز في منطقة الشرق الأوسط، وتقدر حصة البحرين من مجموع الأصول المالية الإسلامية بـ 5.3%.
ويرى عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية عدنان أحمد يوسف أن الحل يبدأ وينتهي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي أطلقها مطلع هذا العام في القمة المصرفية العربية ودعا فيها لتفعيل دور القطاع الخاص وتمكينه من لعب دور القائد في الاقتصادات الوطنية، علاوة على دوره في خلق فرص العمل وتشجيع تحرك وتدفق رؤس الأموال عبر الفرص المتوافرة في كل الدول العربية والإسلامية.
من جانبه، أكد عادل سعود دهلوي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة إتقان كابيتال: «إن قطاع المصرفية الإسلامية بات يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث ارتفع التمويل الإسلامي في عام واحد بنسبة 27% من 800 مليار دولار إلى 1.1 ترليون دولار، وأن 98% من أصول التمويل الإسلامي عالميًا مملوكة لدول منظمة العالم الإسلامي، الأمر الذي يتطلب وضع الحلول التي تتناسب مع هذه الزيادة والنمو المضطرد».
وأشار دهلوي بمناسبة مشاركة إتقان كابيتال في المعرض المصاحب للندوة إلى أن مراكز التمويل الإسلامي عالميًا تتركز في منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران التي تقدر حصتها بـ35.7% من مجموع الأصول المالية الإسلامية تليها المملكة العربية السعودية بنسبة 13.9% ثم الإمارات العربية المتحدة بـ8.7%، الكويت 7.3%، البحرين 5.3%، وقطر 4.8% بالإضافة إلى ماليزيا التي تبلغ حصتها 12.3%.
وفي ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه القائمون على هذه الصناعة، توقع دهلوي أن تشهد المصرفية الإسلامية نموًا متزايدًا وإقبالاً كبيرًا من قبل المتعاملين في هذه السوق لاسيما مع الحلول المتوقع أن تخرج بها مثل هذه الندوات المتخصصة التي تضم نخبة من الخبراء والباحثين في التمويل والمصرفية الإسلامية، وحسب توقعات ستاندرد آن بورز فإن مبيعات الصكوك ستتضاعف لتبلغ 3 تريليونات دولار بحلول عام 2015م في ظل سعي الشركات التي تسعى إلى الاستفادة من هذه السوق.
وبين دهلوي أن الندوة التى عقدت برعاية رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية صالح عبدالله كامل تناولت جملة من الموضوعات الهامة في الشأن المصرفي وعددًا من التحديات التي تواجه الصناعة المصرفية الإسلامية، مشيرًا إلى أن من أبرز موضوعات الندوة زكاة الديون التي تعد من المسائل المهمة، خاصة في ظل انتشار المؤسسات المالية المتخصصة في التمويل من مصارف وشركات، وما تبع ذلك من توسع في الطلب على التمويل بمختلف أنواعه وآجاله من القطاعين العام والخاص، وقد ظهر أثر ذلك في القوائم المالية للشركات والمؤسسات بمختلف أنواعها.
يذكر أن تطبيق المصرفية الإسلامية بدأ في دول خارج منظومة العالم الإسلامي نتيجة التطور الكبير الذي تشهده الأسس المصرفية الإسلامية وانعكاسها على إيجاد الحلول في الجهات التي تعمل على تطبيق أنظمة المصرفية.