العدد 3969 - الجمعة 19 يوليو 2013م الموافق 10 رمضان 1434هـ

وزيرة الثقافة في افتتاح المعرض: الفنُّ أعاد تشكيل خارطة الوطن العربيّ

ربع قرنٍ من الإبداع مع معهد العالم العربي

شهدت المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013 افتتاح معرض «25 عامًا من الإبداع العربيّ» الذي يُعدّ أكبر معرضٍ فنيًّ معاصر في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس، والذي يجعل المنامة عاصمة السياحة العربيّة للعام 2013، تعيش روائع الفنّ العربيّ وتستحضر ربع قرنٍ من المعالجات والأطروحات الفنيّة في تركيبة فريدة وتجربة جماعيّة داخل متحف البحرين الوطني.

وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة افتتحت المعرض، المقام بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، يوم الإثنين الماضي، وذلك بحضور مدير عام المعهد العربيّ بباريس منى خزندار، مدير المركز الإقليمي العربيّ للتراث العالمي بمملكة البحرين منير بو شناقي، والقيّم العلميّ على المعرض إيهاب اللبّان، إلى جانب العديد من الشخصيّات الدبلوماسية والفنيّة والمهتمّين بالشأن الثقافيّ والتشكيليّ.

وبهذه المناسبّة، عبرت الوزيرة عن سعادتها بالخارطة العربيّة التي تتآلف وتنسجم مجدّدًا عبر الفن واللغة البصريّة، مؤكّدةً «كلّ الأحلام والثقافات التي نؤمن بأنها الطريق الأوحد للوصول إلى الجمال والفكرة العميقة والإنسانيّات المرهفة وحالات السلام هي اليوم تتجسّد في هذا المعرض الذي يُعدّ أكبر المعارض الفنيّة المعاصرة في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس، حيث الثقافة تؤسّس للأوطان بمختلف تصوّراتها واحتمالاتها ورؤاها».

وأضافت «خمسةٌ وعشرون عامًا لا تُطلِق فكرة الرمزيّة الهويّة بل تنقل ربع قرنٍ من حيوات كثيرة أرّخت لكل الأحداث والمتغيّرات بمعادلات فنيّة وذهنيّة. نحن اليوم لا نصطاد فكرة الجمال فحسب، بل نبحث بأدوات فنيّة عن أفكار إنسانيّة وأطروحات اتّخذت الشكل الذي عليه، باعتبارها التأريخ الحقيقيّ لكل الإشكاليّات والألغاز، فثقافة الوطن العربيّ تعدّدية وتشعبّية، ويمكننا بهذا المنتج الفنيّ الإنسانيّ أن نستوعب الأنساق الواقعية والخيالية وندرك الطارئ أو الملابسات التي شكّلت خارطة الفن العربيّ الجديدة».

ينطلق معرض «25 عامًا من الإبداع العربيّ» من ذاكرة الفنّان العربيّ ومساحاته الفنيّة ومجسّماته للتعبير عن الأسئلة والوجوديّات بمشاركة 33 فنانًا عربيًّا بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس معهد العالم العربيّ في باريس.

ويُشرع المعرض مختبره الحقيقي في تجارب منتقاة لبحث الظواهر المستمرّة والمتغيّرات اللاحقة. وعن ذلك، يقول القيّم العلميّ على المعرض إيهاب اللبّان: «نعتقد أن التجارب والمشروعات الفنيّة التي يطرحها المشاركون في هذا المعرض قد تساهم، وبشكل كبير، في الكشف عن البناء المتناغم والملامح المكوّنة للمشهد الفنيّ العربيّ»، مشيرًا إلى أن المشهد الفني للوطن العربي يحتاج إلى متابعة ضرورية لمناحي الفن كافة التي تنتج بأيادٍ ورؤى عربية.

وأضاف «لقد بدت على العالم العربيّ ملامح تغييرات كبيرة وجذريّة في الآونة الأخيرة، لم ينفصل عنها الفنّانون»، مؤكدًا أن الفنانين انخرطوا في تلك التغييرات وأصبح لهم دور واضح في مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية.

وعن مصادر الإبداع العربيّ، يشير اللبّان إلى أنّ مصادر الإبداع تعدّدت بشكل كبير عند الفنانين، قائلاً: «تداخل الفنّ في أدقّ تفاصيل الحياة، واتّسعت رؤية الفنّانين لتشمل جوانب كثيرة، وإن كان ذلك على حساب جماليّات العمل الفنيّ المتعارف عليه أحيانًا».

يشتغل المعرض على صورة واقعيّة لحالة الفنون التشكيليّة الراهنة بمختلف موادّها ووسائطها: الرسم، النحت، التصوير الضوئي، الفيديو، الأعمال التركيبيّة وغيرها، وذلك في محاولة لشفّ خارطة فنونيّة وإنسانيّة للوطن العربي، ورصد الحراك الذي يعيشه المبدعون في مختبراتهم الخاصّة وتحليل المكوّن المجتمعي داخل المنتج الفنّي.

كما يمثّل مغامرة بصريّة حقيقيّة تتشابك فيها الأطروحات والأشكال الفنيّة والألغاز، يلوّح عبرها الفنّان بهويّته الشخصيّة وحالته الفريدة بمعزل عن سلوك الجماعة أو في تعبير عنهم، في اتّصال مّا بالبيئة أو المحيط العام والقضايا الإنسانيّة.

يستمرّ هذا المعرض حتّى الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، في سياق احتفاء الوزارة بفصل السياحة الترفيهيّة في المنامة عاصمة السياحة العربيّة 2013، مستقرّاً في العاصمة البحرينيّة بأكبر معرض فنّي معاصر في تاريخ معهد العالم العربيّ بباريس.

العدد 3969 - الجمعة 19 يوليو 2013م الموافق 10 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً