طرحت الدار المصرية اللبنانية الطبعة الرابعة من رواية «المرشد» التي تمثل آخر مؤلفات الروائي المصرى أشرف العشماوى.

ويقدم الكاتب في روايته شرحاً دقيقاً لأسباب وصول مصر إلى الوضع المتردي الذي تعيشه اليوم، من خلال قراءة عميقة فى التاريخ القريب لمصر، وهو الممتد منذ نكسة 1967 حتى عام 2011.

ورسم المؤلف روايته حول «كف مريم» النبتة التي تنبت في آخر الصيف وتظل تنمو أثناء الشتاء ثم يأتي عليه الصيف مرة أخرى فيجف و «ينزوي» وتلتوي فروعه ثم تنقبض كالكف على ثمرة ناضجة فإذا ما عادت المياه والأمطار تتفتح الفروع وتلقي ببذورها لتنمو من جديد.

ويشبه الكاتب بطل روايته، ماهر السوهاجي وهو تاجر آثار، بهذه النبتة، فماهر كان «جافاً ومطبقاً على فروعه» لكن الثورة أدت إلى أن يفرد ماهر فروعه «على استحياء»، ثم يعود لينزوي.

ويأخذ المؤلف قرّاءه في رحلة طويلة تنقسم إلى جزءين يصعد فيهما البطل ثم يهبط ثم يعود للصعود مرة أخرى، تماماً كما يحدث لنبات «كف مريم».

تبدأ الرحله الأولى عام 1968 «النكسة» وتستمر حتى عام 1977، يعيشها ماهر مع مباحث أمن الدولة، واختار المؤلف لهذه الرحلة عنوان «الحجر الواحد».

تنتهي أحداث الرحلة الأولى مع مظاهرات 18 و19 يناير/ كانون الثاني 1977، وهي التي تتشابه كثيراً مع ثورة يناير في أسباب اندلاعهما، وعلى الأخص في الجزئية التي تتعلق بتعارض وجهات نظر الشباب مع التي يحملها بعض الكبار.

تبدأ الرحله الثانية عام 1981 وتستمر حتى ستة أشهر بعد ثورة يناير 2011. يختار المؤلف لهذه الرحلة عنوان «الزمن لا يغير الناس وإنما يكشف حقيقتهم»، وخلالها تزدهر تجارة ماهر وتكون في عهد النظام السابق.

يشار إلى أن العشماوي هو قاضٍ مصري بمحكمة الاستئناف وروائي صدرت له ثلاث روايات هي «زمن الضباع»، «تويا» التى وصلت للقائمة الطويلة للبوكر للرواية العربية 2013، وأخيراً «المرشد».

كما أصدر العشماوي كتاباً «سرقات مشروعة» الذي يتناول سرقات الآثار المصرية وتهريبها ومحاولات استردادها. وتمت ترجمة الكتاب للغة الألمانية. وللعشماوي الكثير من المقالات المنشورة في بعض المواقع الإلكترونية وفي صحيفتي «اليوم السابع» و «المصري اليوم».