أوال، تلك الجزيرة التي تقع في الخليج العربي، ورغم صغرها إلا أنها تحتل مكانة كبيرة في قلوب أهل المنطقة بفضل شعبها المضياف الكريم المسالم الطيب.
أُعلنت فيها وعلى مدى عقود الكثير من الإنجازات التي كانت تتقدم فيها على دول وشعوب المنطقة بفضل وعي شعبها ونبهاته وعمله في شتى المجالات، وعدم الاكتفاء بالعمل في هذه المجالات بل بالإبداع فيها وتطويرها.
في تسعينات القرن الماضي كنت في إحدى الدول الخليجية وعلى مقاعد الدراسة لم يخفِ أبناء تلك الدولة الخليجية إعجابهم بالبحرين -رغم أن وضعهم المادي أفضل من الوضع المادي البحريني بكثير- وهذا الإعجاب، كما كانوا يرددون؛ لأن «البحرينيين موجودون في كل مكان تذهب إليه، فهم حتى في محطات التزود بالبترول»، فضلاً عن التعامل الذي كانوا يشيدون به انطلاقاً من أصالة شعب البحرين وأخلاقه الرفيعة.
اليوم ورغم مرور سنوات على الإنجازات التي كانت فيها البحرين تتقدم على غيرها، وفي مراجعة للأوضاع، نرى أن دول الخليج استلمت الراية من البحرين وتقدمت، وظللنا نحن نراوح مكاننا، إلا أن شيئاً واحداً لم تستطع دول المنطقة حتى الآن أن تسبقنا فيه، وهي الطاقات البشرية المبدعة، والتي تستطيع لو أعطيت الفرصة كاملة أن تقود القطاعات المختلفة لتكون في مقدمة وطليعة دول المنطقة، بل إنها ستكون في تنافس مع الدول عربياً أو حتى عالمياً.
ولكن للأسف، البحريني الذي يعمل في جميع المجالات، تم التضييق عليه في جميع المجالات، حتى باتت جهات تجلب أجانب وعرباً لتوظفهم بدل البحريني، فضلاً عن إبعادهم في جهات أخرى عن مواقع المسئولية والإدارة لأسباب ليس لها علاقة بالمواطنة أو بالكفاءة.
ورغم كل الآلام التي يعيشها الوطن والمواطنون، إلا أن الأمل بغدٍ مشرق يعيش فيه الجميع بأمن وسلام واستقرار وكرامة لا زال موجوداً بوجود من يحب الخير لهذا الوطن وأهله، والبحرين وطن الخير وشعبها شعب الخير.
وبينما كان الجميع ينتظر أن يكون شهر رمضان هذا العام مختلفاً عن شهر رمضان في السنوات الأخيرة، إلا أنه لازال في السياق نفسه، من تصاعد للأحداث دون وجود حل سياسي شامل يحل معه الأزمات المتتالية، التي أتعبت معها الوطن في شتى المجالات، خصوصاً في ظل استغلال الطفيليات لها من أجل تحقيق مزيد من المصالح الشخصية دون النظر أو حتى التفكير في مصير الوطن والمواطنين.
صحيح أن الكلام سهل والعمل والواقع هو الأصعب إلا أن الأصعب يمكن حله إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لحله، لتتلاقى آمال البحرينيين التي لا نهاية لها، ولن يوقفها شيء مع الإرادة.
وقفات
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن اعتماد نتائج البعثات، ولكن ستظل المشكلة ليست في الإعلان أو في عدد البعثات، بقدر ما في الشفافية الغائبة، فضلاً عن عدم وجود ثقة من قبل المتفوقين وأهلهم في الكيفية والآلية التي تم من خلالها اعتماد البعثة أو المنحة، خصوصاً في ظل تغييب المعلومات.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3969 - الجمعة 19 يوليو 2013م الموافق 10 رمضان 1434هـ