قال الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ على سلمان: إن الأزمة الحالية ليست مرهونة بالسقف السياسي للمعارضة، ولذا فإن تخفيضه أو عدم تخفيضه عن المتسوى المطروح في أدبيات جمعيات المعارضة لايغير كثيرا في مسار الوضع الحالي. وأفاد في لقاء مفتوح عقد في الدراز مساء الخميس (18 يوليو/ تموز 2013)، أن «المعارضة لعبت دوراً في حفظ السلم الأهلي أكثر من غيرها، ويجب أن تستمر في ذلك بناءً على رؤيتها الدينية والأخلاقية».

وذكر أنه «تخفيض سقوف مطالبها المشروعة. المطروح في الحوار وفي غيره هو سقف (وثيقة المنامة)، لابد أن نطرح جوهر دولة المواطنة».

ولفت إلى أن «من يريد أن يتقدم لموضوع الحكومة عليه أن يتقبل آراء الآخرين، ويتقبل المسيرات السلمية. والمجاملات لا تقوم عليها مصلحة الوطن».

وتابع «إذا حاول أحد إيقاف الإصلاح فلن يستطيع... وما نطالب به سجلناه في (وثيقة المنامة)، نحن نريد دولة نكون فيها مواطنين على قدرالمساواة مع الآخرين، ونريد نقل البلاد من حالة التمييز إلى العدل، لا يمكن أن نقول هذا المواطن يصبح مسئولاً في الدولة وهذا لا، هذا يدخل المؤسسات الأمنية وهذا لا يدخل».

وواصل «(ألف باء) تكوين الدولة الحديثة هو المواطنة، ولا نقبل أن نعامل كمواطنين من الدرجة الثانية، التمييز مرفوض. ولا بد أن يحكم هذه الدولة التي نريد دستور متوافق عليه من الأغلبية».

وأشار إلى أن «الحوار يعبر عنه بفكرتين، الفكرة الأولى هو للخروج من الواقع السلبي للإيجابي، حيث يوجد طرفان لابد أن يتوافقا، والفكرة الثانية أن الحوار يدخل فيه بلا حسابات، مع الفائدة أو من دونها نبقى، لذلك فهناك تدارس لما تم من جلسات حوار. المعارضة تتدارس هل أنها تستمر أو لا».

وفيما يتعلق بزيارات المعارضة للخارج، أفاد بأنها «للاطلاع على نماذج الدول الأخرى... وانه من دون إرادة سياسية لا يمكن أن يحدث تغيير».

وبيّن أن جمعيات المعارضة تؤكد رفضها للعنف، وتدينه، وان «كل الأدوات السلمية مطروحة، ومدى نجاحها أو فشلها مرهون بالدراسة، وكل الأساليب التي ستوصلنا للحل سنستخدمها».

وذكر سلمان أن «ما قدمه شعب البحرين يستحق عليه الانحناء، وما قدمه أكثر من الشعوب الأخرى في تونس ومصر، وفي مقابل ذلك هذا تحدينا، التحدي لدينا أكثر من تونس ومصر، وطبيعة حراكنا أنه ذو زمن طويل، وهي ليست معركة أيام ولا أشهر، نحن نأمل أن نصل لحل في أسبوع، ولكن هذا ليس الواقع».

وأردف «ستخرج مشاكل في حال كان هناك حل إذا ما استجبنا لطبيعة السؤال، لابد من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، في ايرلندا شكلوا لجنة لإنهاء التمييز مثلاً، وجدولوها خلال عشر سنوات.»

وأكمل «في جنوب إفريقيا هناك فلسفة أخرى، ولكن بنمو الديمقراطية أصبح كل شيء طبيعياً، الأهم أن ينشأ اتفاق رئيسي، نحن لدينا تصورات ولكن نحن مشغولون بالمرحلة الحالية، لدينا تصورات حول إصلاح الشرطة، بعض الوزارات، ولدينا قدر من المسئولية في تحمل أعباء كل مرحلة».

وأضاف «حال بعض الجهات وتفكيرها الذي يرفض الإصلاح، هو جزء من مشكلتنا، وهي مشكلة كل الناس التي تعاني من مثل هذا التفكير، مثلما هؤلاء يفكرون كانت بعض الأنظمة في أوروبا تفكر، فهي إما تطورت أو تغيرت».

وشدد على أن «وعينا تطور، وعجلة التاريخ تدور، والوضع لابد أن يتغير، والانتصار الذي نسعى إليه هو الانتصار الذي يحقق مطالب الأسوياء، الإنسان السوي يمكن أن توجد معه حلول، وما يعبر عنه أن الجميع ينتصر من خلال توافق الجميع».

وواصل «الشعب أكثر تطوراً ووعياً، والمعارضة لعبت دوراً في حفظ السلم الأهلي أكثر من غيرها، ويجب أن تستمر في ذلك بناءً على رؤيتها الدينية والأخلاقية».

وتابع «لابد أن نعيش سوية، وألا تؤثر فينا الهزات من الخارج. المطالب التي نطالب بها هي مطالب إنسانية وتمشي في الطريق الصحيح».