العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ

الانتهاكات مازالت متواصلة

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

ليس من المستغرب أن تجد أحدهم في البيت القريب منك يصرخ ليلاً لأن أفراداً من حفظ الأمن انتهكت أمنه. وليس من المستغرب أيضاً أن تسمع عن قريةٍ محاصرةٍ من قبل الجهات نفسها التي تمنع دخول وخروج أي أحد منها وإليها، بحجة البحث عن المطاردين أمنياً، أو بحجة محاولة إعادة الأمن للقرية. وليس من المستغرب أبداً أن تفتح المذياع وأنت في طريقك من أو إلى عملك فتجد المذيع أو المتصلين لهذا البرنامج أو ذاك، ينهالون شتماً على أحد المواطنين أو على طائفةٍ كاملةٍ من غير أن يشعروا بالخجل.

وليس مستغرباً أن تفتح الصحف اليومية في بلادك فترى الصفحات الأولى منها وقد امتلأت شتماً وتحريضاً وسباباً لأحد الرموز الدينية أو السياسية أو الحقوقية التي لها حضورها لدى شريحة ليست بالقليلة من المواطنين. كل هذه الأمور التي لا يقبلها حرٌ أبداً تجدها مجتمعةً في آنٍ هنا في بلادنا، بمعرفة الجهات المسئولة وأحياناً بتشجيعها ومباركتها. وهي انتهاكات واضحة وصريحة لحقوق المواطن في شتى المجالات، وانتهاكات واضحة لحرية الرأي والتعبير، وبالتالي كسر لكل قواعد الديمقراطية وأصولها.

إن ما يحدث في القرى في كل ليلةٍ من ليالي شهر رمضان المبارك، هو واقعٌ يؤكّد استمرار الانتهاكات الأمنية التي فُرِضت منذ فبراير 2011، واستمرت حتى اليوم، وهو ما تؤكّده الصور اليومية التي تطالعنا بها مواقع التواصل الاجتماعي التي يبثها أهالي الجرحى والمعتقلين والملاحقين أمنياً أو محاموهم، إضافةً إلى تسجيلات الفيديو والشهادات المكتوبة لكل أولئك المنتهكة حقوقهم. فما الذي تغيّر قبل وبعد تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق؟ وما الذي توقف من انتهاكات كان الجبين يندى لها وما زال بعد انتهاء فترة السلامة الوطنية؟

كل ما حدث هو أن عدد الانتهاكات ربما قلّ مقارنةً بتلك الفترة، وصارت معظم هذه الانتهاكات تمارس في الليل لتقل تلك الانتهاكات ومداهمات المنازل التي كانت تمارس في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع الجميع، ولتتخذ تلك الجهات من الليل جناحاً ساتراً لما تقوم به من ممارسات ضد المواطنين الذين يمارسون ما يرونه حقهم الطبيعي في الاحتجاج أو المطالبة بحقوقهم بصورة سلمية، أو تجاه المواطنين الآمنين الذين لم يرتكبوا جريمةً أو تجاوزاً واحداً للقانون الذي باسمه ترتكب كل تلك الأفعال. وما يحدث خلف قضبان الاحتجاز من انتهاكات وتعذيب للمعتقلين المتهمين والمحكومين، مما نسمع منه في كل يوم قصة جديدة تقشعر لها الأبدان، يجعلنا نتوقف عند إشارات التأييد والتشجيع لمنتهكي حقوق الإنسان في المعتقلات. ولأن كلّ هذه الانتهاكات مازالت مستمرةً، استمرت المطالبات بتحقيق العدل والمساواة، وتطبيق القانون على الجميع، لعل المعنيين بالأمر يستمعون إلى ضرورة تحقيق هذه المبادئ قبل أن يزداد الوضع تعقيداً واحتقاناً وتأزماً.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:01 ص

      الحكومة

      مستعدة علا السيطرة علا مزانية الدولة لقمع شعبهه اهم شى مصالحها والناس تحت رجلها ولاتحترم لا كبير ولا صغير ولانساء لاكن الله راح ينتقم منهم

    • زائر 9 | 7:27 ص

      منهك ومنتهك وأخير أوريد بأهل الأرض أم شر بهم نزل

      عند ما يتعب الانسان يقال منهك، بينما عند ما يعتدى على حقه فان من إعتدى وتعدى على حقه قد إنتهك كرامته. فمن الجوارح جارحه مثل اللسان يشتم الآخرين فينتهك واليد تضرب فتنتهك والعين كذلك تنتهك ما نظرت لما لا يحق لها أن تنظر أو تنقل صورة التي نظرت اليها – تجسس يعني. كل ما ذكر يعد ويعتبر و يحسب إعتداء – ألم يقل الله أنه لا يحب المعتدين.. ليش الناس يعتدون على بعضهم البعض؟ جحا في بيانه الصادر ما ندري متى قال ما دام الناس تطاوع نفسها أو تطيع غيرها هذا الشيطان لاعب بصدورهم وبأفكارهم بعد.

    • زائر 8 | 6:50 ص

      ويش انقول عمك اصحمخ

      ولأن كلّ هذه الانتهاكات مازالت مستمرةً، استمرت المطالبات بتحقيق العدل والمساواة، وتطبيق القانون على الجميع، لعل المعنيين بالأمر يستمعون إلى ضرورة تحقيق هذه المبادئ قبل أن يزداد الوضع تعقيداً واحتقاناً وتأزماً.... وما يثبت كلامك هو ما يحصل من تصعيد وفبركات. ترى الناس ملت.

    • زائر 7 | 5:16 ص

      صاحبة القلم الشريف

      كلام في العمق، متى يضع البحرينيون يدهم في أيدي بعضم البعض ، ويغلبون لغة العقل ، ويقفون صفا واحداً ضد الظلم والفساد ، ليرتقوا بهذا البلد الجميل ، بدلا من التفرج عليه وهو جريح وأبنائه مشتتين وأفضل كفاءاته مهدرة ، وطال الزمن أو قصر فعجلة التغيير قادمة لا محالة ، فلماذا التنكيل بهذا الشعب الطيب؟

    • زائر 4 | 3:56 ص

      هذا الوافع المزري لا يعني الكثير من اصحاب التصريحات النارية

      اصحاب الادانات والتصريحات النارية لا يرون في هذا الواقع المرير والمزري شيئا يستحق ان يتكلموا عنه ولكن لمجرد فبركة قضية مكشوفة ومكشوف المستفيد منها ترى اداناتهم جاهزة تصدر مع الحدث او ربما قبل الحدث

    • زائر 3 | 3:48 ص

      الأمور مقلوبة عندنا

      الشريف بالسجن مهان و الوضيع مكرم

اقرأ ايضاً