مانديلا في الثامن عشر من يوليو/ تموز، يضيء للعالم بنضاله شمعة، لتبقى مع شمعات سنواته المحفورة في ذاكرة التاريخ، نبراساً لمن جعلوا حياتهم كفاحاً من أجل شعوبهم. لم ييأس، ولم يمل، بل كان دائماً ما يقول «العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها».
لم يكن شخصيةً من خشب، بل كان مناضلاً بحق، وعنيداً في الوقت ذاته. إصراره من أجل شعبه دفع ثمنه غالياً، تغييبه في السجن لم يخفِ توهجه، فبعد أن أفرج عنه بعد 27 عاماً، قال جوني كليج في كتابه الإنسانية «عندما خرج مانديلا من السجن، قلنا: ها هو ذا لحم ودم الرمز الذي أخفوه عنا طوال 27 سنة».
نيلسون روليهلالا مانديلا، الذي وُلد في الثامن عشر من يوليو 1918، أطلق عليه أفراد قبيلته لقب «ماديبا» وتعني «العظيم المبجل». كان مانديلا أول عضو في عائلته ذهب إلى المدرسة التبشيرية وهو في السابعة من عمره، وتوفي والده وهو في التاسعة. حصل مانديلا وهو في سن 19 عاماً، على ليسانس الآداب في جامعة فورت هير، بعدها قرّر التوجه إلى جوهانسبرغ، وهناك نجح في الحصول على وظيفة مساعد في مكتب محاماة، وهو الأمر الذي شجّعه على متابعة دراساته في القانون في جامعة ويتووترسراند. كان مانديلا مُلهَماً بالمهاتما غاندي في حياته وفلسفته حول نبذ العنف والمقاومة السلمية ومواجهة المصائب والصعاب بكرامة وكبرياء.
يعتبر العام 1942 بدايةً لالتحاق مانديلا بالعمل السياسي المعارض، إذ انضم في صفوف المجلس الإفريقي القومي، المعارض لسياسة نظام الحكم في جنوب إفريقيا الذي كان بيد الأقلية البيضاء، والذي كان يمارس سياسات عنصرية، ويقوم بإدخال تشريعات عنصرية في مؤسسات الدولة، بل وينكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا.
كان مانديلا في البداية يدعو إلى النضال السلمي والبعد عن المواجهة ضد الحكم العنصري، ولكن موقفه تغيّر بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في العام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، فقرّر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة، ونتيجة لذلك اعتقل مانديلا. وفي 1962 حُكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب. وفي العام 1964 حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى. خلال سجنه الممتد سبعة وعشرين عاماً، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض سياسة التمييز العنصري.
نيسلون مانديلا جذر ثورة بلاده، معلناً أن الثورات لا تقف ولا تنتهي بمجرد الظلم والحيف ونشر الخوف بل هي باقية حتى تحقيق المطالب، يحملها جيل بعد جيل. كل ليلة في سجنه هي بمثابة رسائل إصرار لبقية شعبه، مانديلا الذي سجن ما يقارب عشرة آلاف ليلة ظلماء، لم تملأه ظلمتها حقداً وتشفياً، بل همه الشاغل كيف يقيم عدلاً فيصف حاله بعد خروجه من السجن: «خرجت من السجن بعد أن سلخت بين جدرانه عشرة آلاف عام، وخرجت إلى الدنيا بعدما وُورِيتُ عنها سبعاً وعشرين عاماً، لأني حلمت أن أرى بلادي خاليةً من الظلم والقهر والاستبداد».
مانديلا الذي رفع من قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن بلغ التسعين من عمره، هو نفسه لم يتغير. ها هو يدفع ببلدان الربيع العربي الذي تغيّرت حكوماته بمزيد من العدالة: «كيف سنتعامل مع إرث الظلم لنقيم مكانه عدلاً؟ أكاد أحس أن هذا السؤال هو ما يقلقكم اليوم. لقد خرجتم لتوكم من سجنكم الكبير وهو سؤال قد تحدّد الإجابة عليه طبيعة الاتجاه الذي ستنتهي إليه ثوراتكم. إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم».
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3967 - الأربعاء 17 يوليو 2013م الموافق 08 رمضان 1434هـ
يقال للحلاقين تنكس الروس بينما بمن ترفع الهامات؟
ليس من أحداث العالم العاديه لكنها تحدثت عن تاريخ أسود لتغييب نليين مانديلا وإغتيال غاندي وتغييب مجيد مرهون وراء القبان 25 عشرين سنه وإغتيال سعيد العويناتي وأبو نفور غلوم ونظام وغيرهم من من كان المستثمر البريطاني قضى عليهم لا لأجل إظهار الحق ولكن لاخمادهم لأنهم قالوا أن الوضع غير صحيح وأن البلاد سلب وتنهب .. وكما قال المعاودة مال قبل عاد: يشقى بنوها والنعيم لغيرهم. ها نحن اليوم لا مال ولا نقد ولكن عند نا بحريني أصيل مو تجاري ولا موزور.. فهل ترفع الهامات بشهداء رسمو خرائط طريق ليس لها عنوان الا
المحامون العرب وغاندي ومانيلا
الهند وجنوب أفريقا من المستعمرات بسبب وجود ما بي باطن الأرض أو ما يزرع ويحصد. فالاستثمار عفواً الشركات الاستعماريه عابرة القارات والمسلطة على الشعوب. يقولون أن هذه الشركات لا تتبع دول مثل الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانيه وتلك التي في الاساس عملت على الاستحواذ على خيرات بلدان العالم الثالث. فنلسن مانيلا وغاندي كانا محاميان وحاولا الدفاع عن حقوق شعوبهم. يا ترى هل الشعوب العربيه في محامين هربوا أو يدافعون أو يحامون عن مصالح شعوبها؟ العاداله أو المصلحة أو الكرامة أو الحريه أوالعبوديه؟
شكرا..سلمت
مقال يستحق القراءة