تتسارع الأحداث السياسية الواحدة تلو الأخرى في المشهد السياسي العربي، الذي إما أن يتكلم عن إحباط واضطهاد، أو تمرد يقلب الموازين، فيأتي برئيس ويخلع آخر. بينما تنشغل الأنظمة في المنطقة بوضع مزيد من العقبات والعراقيل التي تحدّ من مقاومة أي تغيير إيجابي من خلال إلغاء المواطنة والتعددية وتعزيز الفرقة داخل المجتمع الواحد.
هكذا هو حال المشهد العربي اليوم، لم يتغيّر كثيراً في نواحٍ، ولكنه تغيّر في نواحٍ أخرى، بحيث أصبح الشعب يتكلم بصوتٍ عالٍ بعد أن انكسر حاجز الخوف، وخرجت الجماهير إلى الشوارع والميادين بمختلف فئاتها الاجتماعية والسياسية، بصورة فرضت التعددية دون أي استثناءات أو رتوش.
لم يكن هذا المشهد الوحيد، بل صاحبته مشاهد الاعتداء على التعددية ومحاولات إلغاء الطرف الآخر من خلال الاعتداء حتى على المساجد، وهذا ما حصل تماماً في العام 2011 عندما هدمت مساجد بحرينية في اعقاب الحراك السياسي، وتم توثيق ذلك في «تقرير بسيوني» (اقرأ توصيات لجنة تقصي الحقائق) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.
وحالياً أيضاً تصر السلطات على إلغاء مسجد قائم منذ عقود طويلة وتصر على تحويله إلى حديقة، إمعاناً في ارتكاب الخطأ الفادح بشكل مختلف.
الاعتداء على التعددية وإلغاؤها من أي مجتمع يعبر عن قصر نظر... أما وفي بريطانيا، وتحديداً منذ حلول شهر رمضان المبارك، فقد باشرت القناة التلفزيونية الرابعة ببث أذان الفجر بصورة مبتكرة وبسيطة، وهي المرة الأولى لقناة تلفزيونية بريطانية تذيع أذان المسلمين. وقد أشعلت هذه الخطوة جدلاً كبيراً في بريطانيا، إذ يمثّل المسلمون أقل من خمسة في المئة من السكان، وقد أدى مقتل الجندي «لي ريجبي» أمام ثكنة وولويتش في لندن خلال العام الجاري إلى اندلاع سلسلةٍ من المظاهرات للتنديد بالمتطرفين.
وبحسب موقع القناة الإلكتروني فقد أعلنت أنها أول قناة وطنية تذيع أذان الفجر الساعة الثالثة صباحاً، ابتداء من العاشر من يوليو/ تموز طوال شهر رمضان، كما قطعت برامجها 4 مرات في أول أيام رمضان لعرض أفلام مدتها 20 ثانية لتذكير المشاهدين بموعد الأذان، وطوال الشهر تعرض الأذان في الفجر، بينما تنوه عن مواعيد الصلوات الأربع الأخرى في موقعها على الإنترنت.
وقد دافع مدير البرامج اليومية في القناة الرابعة رالف لي، في تصريحه لوكالة «رويتزر» عن قرار القناة قائلاً: «نتمنى من المسألة برمتها لفت الأنظار لأقلية مهمة في بريطانيا، هناك تقريباً ثلاثة ملايين مسلم في بريطانيا، بالنسبة لغالبيتهم رمضان سيكون جزءًا رئيسياً من عامهم، أغلبهم سيمارس طقوس شهر رمضان دون إحداث جلبة، ودون أن يتحدثوا بالضرورة إلى الجميع بشأنه».
المؤذِّن الذي ظهر في فيديو الأذان حسن رسول، أشار إلى أنها «فرصة رائعة» لإظهار صورة مختلفة للإسلام لمشاهدي القناة، وأغلبهم من غير المسلمين. ومضى يقول: «نرفع القبعة للقناة الرابعة هنا في إنجلترا لهذه الخطوة. إنها رؤية ثاقبة من القيادات، وقد مللنا من تصوير الإسلام بشكل سلبي على الشاشات في أنحاء العالم، وقد حان الوقت ليقوم الأشخاص في أعلى المناصب في وسائل الإعلام بمسئولياتهم في إظهار الصورة الحقيقية».
إن احترام التعددية داخل المجتمع البريطاني قد أعطى نموذجاً متميزاً رغم الإرهاب القادم من بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة، إلا أن القناة والمجتمع معاً اتحدا من أجل إنجاح التعددية، وهذا يحدث في بريطانيا كدولة أوروبية، بينما في مجتمعاتنا العربية فإن الاختلاف مشكلة، والتعددية أصبحت مستهدفة حتى بين المسلمين أنفسهم.
هذه الخطوة أعطت بكل تأكيد تمثيلاً للأصوات البديلة والأفكار المختلفة، وحتى النقد، أما إلغاء الطرف الآخر وإلغاء صوته فلا ينفع.
وهذا ما يجب أن يحدث في البحرين من خلال احترام جميع المذاهب والأديان وعدم الاعتداء على المقدسات كما فعلت حركة طالبان عندما استلمت الحكم في أفغانستان في تسعينات القرن الماضي، حيث قامت بتدمير تماثيل بوذا.
إن أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار هي احترام التنوع المجتمعي والثقافي، وعدم استهداف أية فئة أو طائفة لأهداف سياسية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3966 - الثلثاء 16 يوليو 2013م الموافق 07 رمضان 1434هـ
ولكن لدينا اناس يحاربون الله!!!
بهدمهم المساجد فهم حاربوا الله ورسوله والمؤمنين
وما فعلوه بالمساجد سيكون نكبة لهم عاجلا انشالله
علي القطان
مقال جميل وفيه المواعض والعبر ويجب على المتخلفين ان يدركوا حقيقة احترام المذاهب المختلفه والمعتقدات. .شكرا استاذه ريم
شكرا" عالمقال
ياما منشوف ،
لنتسامح كما علمنا نبينا عليه السلام
التسامح الديني بين الاديان قمة في الرقي والاخلاق ، ولكن للأسف توجد فئة لا تعرف إلا كلمة يا مشرك يا كافر
إذا كان خصما أو المخالف عاقلا ستصل إلى هذه النتيجة
نثني على كلام المؤذن حسن رسول ونرفع القبعة للقناة الرابعة.
أن رفع اذان الفجر في القناة الرابعة "البريطانية" أمر طبيعي جدا لأن ..تتمتع برجاحة عقل. والعقل المنطق يفرض احترام الاخر مهما كان حجمه أو فكره او طائفته أول لونه وتجد هذه القاعدة في ديننا الحنيف الذي تربينا عليه في البحرين.
أما إذا كان عدوك أو خصمك أو المخالف لك جاهل حقود انتهزي و (...) فالله المستعان
إذا كانت حرمة المسلم التي هي اكثر حرمة من الكعبة قد اهينت
حرمة الانسان المسلم اهينت ودمه قد استبيح وكرمته قد ديست وقد قال النبي الأكرم ان تلك الامور لها قدسية اكبر من قدسية المساجد! فمن يقدم على الأهم لحري به ان يقترف ما هو اقل خطرا
نعم نعم نعم هو كذلك دول ليست اسلامية تحترم الاسلام ودول الاسلام تهدم المساجد
هو ذا الواقع المرير والمزري والغريب العجيب والادهى حين تجد من يبرر هذا الواقع بتغير مسمى المسجد الى معبد او منشئة عبادية او غيرها ليتلاعب بالالفاظ.
يضحكون على من ؟
لا تعليق
كلامك يضحك على العقول الصغيرة
لا تعليق
الظاهر انك واحد من اللي تكلم عنهم الكاتب هاني الفردان من مجموعة الاستحمار
متى ما كان الدين بالدعاية والإعلان ليش ما يتقد البعض بمقترح مثل:
نظرا لقلة الحداق وخاصة في العاصمة المنامه يتقدم قرعويه وجحا بتبن إقتراح أن يكون مكان مسجد الفاتح حديقة عامه تتسع للجميع. وهذا الاقتراح لا يحتاج لا لعمل على تنفيذه ولكن الاسرع مثل البرق. لكي يرضى البريطانيون ويتعلموا من الشعب البحريني مدى ومعنى التسامح السامي والبحري نهري عيوني – نسبة لمملكة العيونينون. ويش ما يقدرون لا الألمان ولا الامريكان التدخل وإقناع الناس بأن حديقه حق الجاليات أفضل من مسجد أسس على التقوى أو على العدوان.
قال الإمام محمد عبدهـ عندما زار أوروبا : ( وجدتُ في أوروبا مسلمين بلا إسلام ووجدتُ في بلدي إسلام بلا مسلمين ! )
وفي بلاد المسلمين وفي شهر الله العظيم تُبث المسلسلات مباشرةً بعد الأذان.
لا تنسي : الإستعدادات الكبيرة قبل رمضان لخيم الشيشة وخيم الفنادق والألعاب ولا تنسي الدعايات المروجة في معظم محطات التلفزيون لعرض المسلسلات الكثيرة والمتنوعة والتي وكالعادة مُعظمها لا تحتوي إلا على الإستعراضات للموضه وللأجساد المثيرة وووووو والتي لا تحمل أي معنى لقصة يستحق المشاهد متابعتها غير قصص الغرام والتباهي والطلاق والدعايات للمباني الفخمة لكي نُعرف المشاهد الخارجي بأن المواطن العادي هو الذي يملك تلك المنازل.
البحر و ين
مقال جداً راقي ورائع يفتح عقول المثقفين ويغلي دماء المتطرفين شكراً ريم خليفة
في البحرين
اول مرة يحدث ان هناك امرأة بحرينية تؤذن في خرابة ........
حريه لبراليه ديمقراطيه وأسماء إن أعددتها لا تعد شعوبا الا مستعمره وبلا عداله
ليس من الأسرار أن القديم ينهار لكن قد يكون لدى البعض إصرار على البكاء على ألأطلال والتشبث بالماضي القديم. فكما قيل ليس كل جديد دخيل ولا كل قديم أصيل. وهنا أصيل لوصفه بالأصاله وتعني The Original . فما بين ما بعد طريق الحرير ورحلة الشتاء والصيف قبلها والعولمة أو التجارة العالمية. سمة وميزة ما مر من الزمن قد أسس على علاقه تجاريه أو تجارة بين الشعوب وليس على أساس علاقات الانسان المعامله. فالتجارة بيع وشراء وتبادل بضائع في حال المقايضه.
ايوم تشهد تحولات سريعه وغضب من ماضي معتم مظلم جعل شعوب مستعمره