دعا الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان إلى الذهاب نحو ديمقراطية توافقية تحتكم إلى الثلثين في القضايا الوطنية الأساسية»، مشدداً على أن هذه الديمقراطية التوافقية أكبر ضمانة على ألا تنفرد جهة حتى ولو كانت المعارضة بالقرار الوطني».

وأكد سلمان في لقاء مفتوح مع أهالي المحرق عقد أمس الأول الإثنين (15 يوليو/ تموز 2013) أن «المعارضة مستعدة لتقديم كل الضمانات التي تجعل الجميع يطمئن على معيشته وحقوقه».

وأضاف «نعيش واقعاً لا يجادل فيه أحد أنه واقع متخلف، ففي أي واقع سياسي جديد يجب أن يكون الشعب هو مصدر السلطات يعيش على قدم المساواة بين أبنائه، كل له نفس الحقوق والواجبات».

وشدد على أن «القانون يعلو على الجميع، ويمثل إرادة الناس، وهو صيغة للتنظيم يتفق عليه الناس ويمثل إرادتهم، هذا هو مشروع المعارضة، الذي يجمع جميع أبناء البحرين، ولا يجعل البلد محور جهة واحدة، والبقية يعيشون حالة التهميش».

وواصل «في هذا المشروع، هل نريد أن نبخس حق أحد؟ بالتأكيد لا، والمعارضة مستعدة لتقديم كل الضمانات التي تجعل الجميع يطمئن على معيشته وحقوقه».

وذكر سلمان «وقد دعوت إلى الذهاب نحو ديمقراطية توافقية تحتكم للثلثين في مسائلها الأساسية، فلا يستطيع أحد أن يفرض رأيه على الآخر، فهل توجد ضمانات أكثر من ذلك؟».

وتساءل «ما هو البديل للديمقراطية، هل هو حكم جهة واحدة تؤدي بنا إلى كل هذا الفشل الذي نعيشه يومياً في كل مفاصل حياتنا؟، فمشكلة الدخل الوطني المعتمد على النفط والغاز، وسنوات الانتظار الطويلة للإسكان، وعدم توفير العلاج المناسب للمرضى، وغيرها، كل ذلك يثبت فشلاً كبيراً لهذه الحكومة القائمة».

وأشار إلى أن «الحل في البحرين لابد أن يُبنى على أساس الشعب مصدر السلطات، يسمح للجميع بالمشاركة وعدم التهميش والإقصاء، ويكون فيه ضمانة منطقية للأقلية قبل ضمانة الأكثرية».

وتابع «البحرين بحاجة إلى صورة متقدمة عما كان مطروحاً في العام 2001 فالسلطة التشريعية لابد أن تكون لدى الشعب بشكل كامل وأن تكون الحكومة منتخبة أو بإقرار شعبي صريح».

وأفاد «ندرس طبيعة المعركة السياسية، ونعمل على توزيع جهدنا، وإيقاع المعارضة قادر على التجدد والاستمرار إلى ما لا نهاية، ونعمل على إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الشرائح المجتمعية للمشاركة في الحراك، ولن ندخل معركة تستنزف فيها السلطة طاقتنا، وهذه العملية تحتاج إلى نفَس طويل ولكنها لابد أن تأتي بنتائجها، السلمية والنفَس الطويل طريقنا للوصول نحو مطالبنا».

وأوضح سلمان «لقد أنجزنا كشعب، الكثير من أجل الوصول إلى التغيير الحقيقي؛ وأهمها أن العالم ينظر إلى النظام السياسي في البحرين الحالي لا يمثل إرادة الشعب، ونحن مستمرون حتى الوصول إلى حل حقيقي».

ولفت إلى أن «أي حل يُقدم لابد أن يحصل على موافقة غالبية شعب البحرين، و «الوفاق» تعمل على إيجاد حل حقيقي شامل، يحفظ حقوق المواطنين كافة، ولا تتوقعوا من «الوفاق» أن تنحاز لطريق غير الإرادة الشعبية».

وأشار إلى أنه «ليس لدينا ثقة في هذه الحكومة بعد كل الانتهاكات التي قامت ومازالت تقوم بها، سنبقى على العمل السلمي، وكل شيء مفتوح في إطار العمل السياسي السلمي، ولن نتوقف مهما تعرضنا لأي أمر».

وتابع «نحن نعمل وفقاً للإمكانيات والقراءة الواعية للظروف المحلية والإقليمية، ونتعامل مع الوضع بعد دراسة واعية للساحة، وفي الوقت نفسه لا نحتكر البرامج السياسية لأنفسنا، ونؤكد أن الحراك الشعبي متاح للجميع في إطاره السلمي».

وأضاف «كل الحركات الشعبية في العالم أحدثت تغييرات، وقد لا تحقق كامل الطموحات، وهذا الحراك يحمل وعي النضالات السابقة، ونؤكد ما كررناه سابقاً أننا لن نتوقف حتى نصل إلى حقوقنا، ونقولها للنظام لن تجد أحداً يوقع لك على ميثاق جديد، ولا مجال للمخادعة مرة أخرى».

وبيّن أن «وثيقة المنامة إذا تحققت وهذا ما نأمله ستكون هناك انتقالة كبيرة في الوضع المعيشي، ويمكن خلال عشر سنوات من نظام ديمقراطي تنتقل البحرين فيه إلى الديمقراطية».

وأكملَ «الأمل أولاً على شعبنا وعلى قضيتنا العادلة، وبإذن الله سبحانه وتعالى سنصل إلى حل يحقق مطالب وتطلعات شعب البحرين».

وأردف «نحتاج إلى وقفة وطنية تصنع تاريخ البحرين ومستقبله، لا تدافع عن سارق، ولا تدافع عن ظالم، نحن بحاجة إلى أناس يقدمون مصلحة البحرين على مصلحة قبيلتهم وطائفتهم، ورئيس الوزراء يجب أن يكون منتخباً من شعب البحرين».

وواصل «أؤكد على ما نعيشه من محبة وتكامل بيننا كأبناء البحرين، ومشروعنا يؤكد على جمع المواطنين في مشروع يحتضن كل المكونات،علينا أن نتمسك بوحدتنا الوطنية، بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية، فالعلاقات الاجتماعية والتواصل، والاحترام المتبادل لابد أن تستمر».

وذكر أن «أهل البحرين في غالبيتهم العظمى يحترمون التعايش مع بعضهم البعض، وعلينا أن لا نسمح للموتورين أن يوتروا الجو العام، علينا أن نتحمل الإساءة، ولا نرد السيئة بالسيئة، قدرنا التعايش مع بعضنا في جو من المحبة وهذه نظرة دينية وعقلية ووطنية».

وختم سلمان «للتحركات السلمية مجموعة من الضوابط، وفي المحرق بشكل عام، بشرط عدم الاحتكاك مع من يختلف في التوجه والمطلب، ونبتعد عن أي أسلوب يزعج الآخرين، نحن نؤمن بحقنا في المطالبة السلمية بمطالبنا، ولابد من حالة التفهم، ولا أؤيد أي كتابة على بيوت إخواننا لأنهم قد ينزعجون من ذلك».