قال ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إن التوافق بين جميع الأطراف هو السبيل الوحيد و الأضمن لتحقيق المصلحة العليا للوطن دون التخلي عن ثوابتنا ومكتسباتنا الوطنية.
و أكد سموه على أن مبادئ ميثاق العمل الوطني هي المرتكز الأساسي لتحقيق الأهداف الوطنية الجامعة التي تحقق التطلعات المنشودة، مضيفاً سموه أن هذا الأمر يتطلب مشاركة الجميع وبنوايا بحرينية مخلصة تضع الوطن ومصلحته نصب أعينها بعيدا عن المكاسب الآنية مع نبذ كل ما يمس وحدة المجتمع البحريني.
و لفت سموه الى أنه في الوقت الذي نؤمن فيه ونسعى إلى مواصلة الإصلاح والتطوير بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة في شتى مناحي الحياة فإننا ندرك كذلك أن الإصلاح يتم وفق مراحل ومن غير الممكن أن يختزل بخطوات قليلة وفي وقت قصير، فبغير ذلك لن يثمر عن مخرجات بناءة و مستدامة.
و أعرب سموه عن التطلع للعمل و انجاز المزيد من أجل البحرين و تحقيق كل ما يصبو إليه الجميع من أمن و أمان و نهضة و عمران، مع التشديد على أهمية أن نوجه الجهود نحو ما نود أن نكون عليه كبحرينيين بتسخير الامكانيات المتاحة و التعامل الجاد و الفاعل مع الصعوبات، بدلاً من التركيز على الحديث عن ما كنا عليه.
جاء ذلك لدى زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء لمجالس أبناء حجي حسن العالي و فضيلة الشيخ النائب عادل عبدالرحمن المعاودة و عائلة بن هندي وعلي راشد الأمين تبادل سموه خلالها التهاني والتبريكات بالشهر الكريم واستذكار ما فيه من الخير والبركة والأجر المضاعف عند الله سبحانه وتعالى وما يمتاز به من بين سائر الشهور من الرحمات والتواصل و التسامح، و هي قيمة احتضنها المجتمع البحريني على أسس الاحترام المتبادل الذي يشكل عماد كل العلاقات الانسانية الناجحة.
و نوه سموه بدور المجالس الرمضانية في تعزيز الترابط الاجتماعي و تطلع سموه أن يتواصل دورها طوال العام، إذ تعد ملتقى حيوي لتبادل الآراء و الأفكار و الاستماع للمواطنين عن قرب.
و أشاد سموه بتمسك أبناء البحرين بسلك ونهج الآباء والأجداد بمواصلتهم للعادات والتقاليد البحرينية الأصيلة المستمدة من تراثنا الغني بصور المحبة والترابط الأسري الممتد والمتصل بأشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تشكل عمقنا الاستراتيجي، بتطلعات و مصير مشترك و آمال مستقبلية واحدة تلتقي على تحقيق كل ما فيه صالح مواطني دولنا .
و في حديثه، أشار سموه إلى ما لمحافظة المحرق من خصوصية و مكانة لدى سموه و ما يكنه سموه لأهلها الكرام، مستذكراً سموه اسهامات أهل المحرق في شتى القطاعات العامة و الخاصة، معرباً عن تقديره لدور أهل المحرق و وقفاتهم المشرفة في كافة النواحي و المجالات.
و قال سموه أن المحرق دانة أصيلة وجوهرة مضيئة فهي حكاية مكان وقصة انسان، فبيوتها ناطقة بالتراث وعبق الماضي فمن الواجب علينا أن نحافظ عليها و أن عوائل المحرق من العوائل العريقة التي مازالت محافظة على إرث الآباء والأجداد و هي عوائل امتازت بالمحبة والتعاضد وروح التسامح والألفة.
و قال سموه أن مملكة البحرين مترابطة بكل مناطقها ومجمعة على حبها لهذا الوطن العزيز، فالبحرين حضن للجميع و لكل مكونات مجتمعها الثري بتعدده و تنوعه.
و حث سموه على تعزيز ثقافة تحمل المسؤولية و الاحترام المتبادل و تحديد الأخطاء دون تعميم أو اسقاط على الآخرين، بما يسهم في المحافظة على النسيج المجتمعي المتنوع و المتداخل بكل تفاصيله.
كما تطرق الحديث خلال زيارات سموه إلى الخدمات الاسكانية حيث أكد سموه على أن هذا القطاع من الشؤون الهامة التي نحرص على متابعتها بما يشمل طرق تمويلها و سرعة تنفيذها إلى جانب إنشائها بطرق تراعي الخصوصية البيئية، بالتوافق مع أفضل الممارسات.
و شدد سموه على ضرورة المحافظة على الطابع التاريخي و التراثي للمدن كافة، و منها المحرق بما تزخر به من سمات معمارية مميزة، بما يبرز هويتنا و تاريخنا.
و أشار سموه إلى ما للحفاظ على المدن و الأحياء من دور في تعزيز التماسك الاجتماعي.
من جانبهم، أعرب أصحاب و حضور المجالس عن بالغ تقديرهم و اعتزازهم بزيارة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي و ما تشكله من لمسة عزيزة في أجواء الشهر الفضيل بما يتاح فيها من مجال لتبادل الحديث مع سموه في مختلف الشؤون التي تهم الوطن، جرياً على عادة سموه في الحرص على التواصل و الالتقاء، داعين الله العلي القدير أن يعيد الشهر الفضيل بالخير و البركة على مملكتنا الحبيبة و على سائر الدول العربية و الاسلامية بأسباب الاستقرار و التقدم