للعام الثامن على التوالي استطاعت الرسوم المتحركة أو أعمال الكرتون أن تفرض نفسها على قائمة الأعمال التلفزيونية الرمضانية وسط زحمة المسلسلات والبرامج، بل وأن تحجز لنفسها مساحة مميزة على مائدة إفطار كل عائلة عربية، فهي متنوعة ما بين الاجتماعي والديني، بالإضافة إلى أنها، وكما هو الحال في كل عام، لا تخاطب الصغار فقط، بل تخاطب الكبار والصغار على السواء، عبر موضوعاتها وقضاياها المتنوعة.

عربياً، أعمال الكارتون ليست كالمسلسلات التي تتنوع جنسياتها على الفضائيات (من الخليج العربي وحتى المغرب العربي، هذا إذا ما أضيفت للقائمة الأعمال التركية والكورية واللاتينية المدبلجة)، فهناك على ما يبدو لأعمال الكارتون دول معينة هي التي تحظى بالغلبة منذ 8 أعوام وحتى اليوم، فالإمارات والتي تعد السباقة خليجياً، تنتج في كل عام مسلسلات مميزة ناجحة تحظى بشعبية كبيرة، ثم تأتي مصر والتي يغلب الطابع الديني على غالبية أعمالها، إلا أنها تقدم كذلك أعمال كرتونية تحظى بشعبية كبيرة، ولكنها لا تصل جماهيرياً للناس كما هي المسلسلات الكارتونية الدينية.

في رمضان 2013، تقدم لنا دولة الإمارات العربية 4 أعمال كارتونية مميزة، وهي كالتالي:

- «فريج 5»، حيث يعود من جديد مع شخصيات جديدة إلى جانب الشخصيات الأساسية: (أم سعيد، أم سلّوم، أم علاوي، أم خمّاس)، ومحاولتهم العيش بهدوء وسكينة في خضمّ صخب حياة المدينة التي لا تنفكّ تتطور بسرعة فائقة، إلا أن هذا التطور يكشف عن قضية اجتماعية جديدة كل يوم، تحاول «العيايز» تحديدها ومعالجتها ومحاولة حلّها بطرقهنّ البسيطة والخاصة، بعد تجمّعن على فنجان قهوة عربية في منزل أم سعيد. والمسلسل من تأليف وإخراج: محمد سعيد حارب مع نخبة من المبدعين الشباب.

- «شعبية الكارتون»، حيث سيتم المسلسل الكرتوني الإماراتي، وللعام الثامن على التوالي، بحلقات جديدة ورؤية متجددة مع شخصيات الحي الشعبي من جنسيات ولهجات مختلفة مثل: شامبيه وحنفي وعثمان وبوسليمان وأم سليمان ودحيم وكوتي وأم سيد، حيث تتوالى المواقف الطريفة والمقالب بقالب كوميدي طريف، سيستمتع بها الجمهور الذي تابع خلال السنوات الماضية هذا العمل الإماراتي المميز. وهو تأليف وإخراج: حيدر محمد مع نخبة من المبدعين الشباب.

- «خوصة بوصة»، الذي يعرض موسمه الثاني على قناة «أبوظبي»، ويتناول قصة حياة يومية لأسرة إماراتية، ولكن في قالب كوميدي مرح، مستعرضاً حكايات وقضايا المجتمع الإماراتي بمواطنيه ومقيميه، والمسلسل تنتجه وتخرجه الإماراتية نجلاء الشحي، التي عملت من قبل ضمن فريق عمل المسلسل الشهير «فريج».

«منصور»، هو مسلسل كرتوني إماراتي يعتمد على تقنيات عالية الجودة لصناعة الرسوم المتحركة. وهو مفعم بالحماس وشغوف بالرياضة والعلوم، وشديد الولاء لأصدقائه وأفراد عائلته.

وسيستكشف المشاهد مع متابعة التجارب والمغامرات التي يخوضها منصور والمصاعب التي يتعرض لها، عالماً مليئاً بالإثارة والفرص، يتكامل مع القيم الإماراتية الأصيلة. ويتناول البرنامج القضايا المهمة التي تواجه جيل الشباب من المواطنين، ويشجعهم على القيام بدور قيادي في مستقبل الأمة.

أما من مصر، فللموسم الثالث على التوالي تواصل سلسلة الرسوم المتحركة «قصص القرآن» حضورها، فبعد أن قدمت «قصص الحيوان في القرآن» و»قصص الإنسان في القرآن» في الأعوام الماضية، تقدم هذا العام حلقات «قصص النساء في القرآن»، التي تسردُ سيرة 10 شخصيات نسائية ورد ذكرها في القرآن، حيث يتم الحديث عن كل منها في ثلاث حلقات، ويظهر الفنان يحيى الفخراني في الأحداث، ومعه فتاة تجسد دور ابنة شقيقته، حيث سيقومان معاً بسرد القصص، التي تحمل قدراً من الثقافة الدينية والمعلومات المفيدة.

ويلعب أدوار البطولة الصوتية في المسلسل إلى جانب الفنان يحيى الفخراني، هند صبري ودرة وسوسن بدر وفيدرا وريهام عبدالغفور وماجد الكدواني ولقاء سويدان وليلى طاهر وداليا مصطفى ونهال عنبر وغسان مطر وسامي مغاوري.

ويعد هذا المسلسل العمل الأكثر تسويقاً وانتشاراً هذا العام؛ فبالإضافة إلى قناة «أبوظبي»، يعرض على العديد من القنوات العربية، هي «الجزيرة للأطفال»، وقناة «المستقبل» اللبنانية، وتلفزيون «الأردن»، و»فلسطين»، و»تونس»، و»الجزائر»، و»البحرين»، وقناة «الظفرة»، و»السومرية» العراقية، بينما فازت مجموعة قنوات «الحياة» بحق عرضه حصرياً في مصر.

كما قامت دول غير ناطقة بالعربية بشراء المسلسل، وهي: ماليزيا وكازاخستان وسلطنة بروناي والتلفزيون الإندونيسي الرسمي، وقناة مشفرة خاصة بالجالية العربية الإسلامية بإيطاليا وقناة تركية.

أما مسلسل الكرتون «كليم الله»، الذي كان من المقرر عرضه في شهر رمضان الماضي، ولكن تم تأجيله بسبب كثرة الأعمال الدرامية، الذي يتميز بضخامة الإنتاج بخاصية «ثري دي»، فهو يخاطب كل الأعمار، ويحكي قصة حياة سيدنا موسى (ع).

ويقوم بالأداء الصوتي للجزء الأول العديد من النجوم منهم الفنان محمود ياسين والمخرج جلال الشرقاوي والفنانة حنان ترك، التي تقوم بالأداء الصوتي لأم موسى (ع).

بينما يحمل المسلسل الكرتوني «أمير ورحلة الأساطير» طابعاً تاريخياً، حيث تتناول أحداث العمل الذي كتبه فتحي الجندي 10 شخصيات بارزة في تاريخ مصر، في إطار فانتازي كوميدي، من خلال الشخصية المحورية في العمل، وهو «الجد»، الذي يجسد شخصيته عبدالرحمن أبوزهرة، والذي يروي لحفيده «أمير» على مدار الأحداث تاريخ مصر بداية من العصر الفرعوني وانتهاءً بعصرنا الحالي، ويشارك في العمل العديد من النجوم الذين يجسد كل منهم شخصية، مثل أحمد السقا الذي يجسد دور صلاح الدين الأيوبي، ودنيا سمير غانم التي تجسد دور نفرتيتي، وأحمد عز الذي يظهر في شخصية القائد الإسلامي عمرو بن العاص، وهاني سلامة في شخصية أحمس، وتقوم بشخصية الملكة كليوباترا الفنانة يسرا.

ومن الكويت يطل علينا «بوقتادة وبونيبل» في موسمه السابع، وهو مسلسل ابتدأ كرسوم كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الكويتي محمد ثلاب، تعرض يومياً على صفحات جريدة «الوطن» الكويتية منذ العام 2005. تناقش هذه الرسوم في كثير من الأحيان ما يدور في الشارع الكويتي من مشاكل وقضايا اجتماعية مثل التعليم والرياضة والاقتصاد والكثير من الإسقاطات السياسية وقضايا أخرى. ونتيجة للشعبية الكبيرة التي حظيت بها هذه الشخصيات تم تحويله إلى مسلسل كارتوني تعرضه قناة «الوطن» الفضائية.

بوصلة المسلسل الكارتونية يبدو أنها تشعبت هذا العام لتصل إلى فلسطين، حيث تعرض قناة «الأقصى» الفضائية خلال شهر رمضان المبارك مسلسلاً تلفزيونياً كرتونياً ثلاثي الأبعاد يتناول سيرة مؤسِّس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، تحت عنوان «شيخ المجاهدين».

ويسلّط هذا المسلسل الضوء على مسيرة الشيخ ياسين، وتأسيسه لحركة حماس والعمليات الفدائية وعلاقتها بالشيخ، إضافة إلى المحطات التي مرّ بها الشيخ طوال مراحل حياته المختلفة. ويركّز المسلسل على المرحلة الواقعة بين تأسيس حركة حماس العام 1987 وحتى يوم استشهاد الشيخ العام 2004، لما تحويه من خصوصية لدى المجتمع الفلسطيني لوقوع الانتفاضتين خلالها.