كل الخيال الذي يبدو لنا كذلك، هو مجرد مساحة واقعية، يقول فيها الفنان بكل أشكاله موقعًا ما، ذاكرة عمرية قصيرة ومكثّفة، وشكلاً جغرافيًا نردُّ إليه فكرة البيئة أو المجتمع. وها هو المشروع الإنساني بأحلامه وتأريخه ومعيشته البعيدة، يلوّح بأسئلته وإجاباته وأطروحاته، عبر المعرض الفنّي التشكيليّ (25 عامًا من الإبداع العربي) الذي تستضيفه وزارة الثقافة مساء يوم غد (الاثنين) الموافق 14 يوليو الجاري بمتحف البحرين الوطنيّ في سياق احتفائها بالمنامة عاصمة السيّاحة 2013م في فصل (السياحة الترفيهيّة)، والذي يستمرّ حتّى 15 سبتمبر المقبل.

يشرح المعرض المشهد الفنيّ العربيّ المعاصر بشتّى تفاصيله ومختلف تركيباته وملابساته الحداثيّة، حيث يُقام بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيس معهد العالم العربي في باريس، مقتربًا في معاينته من المغامرات البصريّة والإنشاء التشكيلي والألغاز الفنيّة التي جسّدَها الفنّان العربيّ على مدى ربع قرن. ويمثّل بتكوينه وتعدّديته مختبرًا حقيقيًّا وتجربة تبحث الظواهر المستمرّة والمتغيّرات اللاحقة، حيث من اللازم استيعاب أنساق التخيّل البصري التي صارت تبني مجسّماتها، وصار ضروريًا أن تكون هذه الفوضى مفاهيميّة أو مُدرَكة بالتوازي مع استبدال الوعي العام.

كما يشتغل (25 عامًا من الإبداع العربيّ) على صورة واقعيّة لحالة الفنون التشكيليّة الراهنة بمختلف موادّها ووسائطها: الرسم، النحت، التصوير الضوئي، الفيديو، الأعمال التركيبيّة وغيرها، وذلك في محاولة لشفّ خارطة فنونيّة وإنسانيّة للوطن العربي، ورصد الحراك الذي يعيشه المبدعون في مختبراتهم الخاصّة وتحليل المكوّن المجتمعي داخل المنتج الفنّي.