في حلقة الأمس تحدثنا عن مشاركة «رزاق» الأولى بدورات الخليج، ونجاحه في تثبيت نفسه بتشكيلة منتخبنا الأول بعد تألقه اللافت في «درة الملاعب» بالسعودية، وفي حلقة اليوم يستذكر نجمنا مشاركته الأولى على المستوى الآسيوي وتحديدا في تصفيات كأس العالم وتحديدا في يونيو/ حزيران 1988 في العاصمة الاندونيسية جاكرتا.
يقول عبدالرزاق: «أوقعتنا القرعة في مجموعة قوية جدا ضمت كوريا الجنوبية، اليمن، وإندونيسيا المستضيفة، وقررت لجنة المنتخبات آنذاك وبالاتفاق مع المدرب شتالي إقامة معسكر تدريبي يسبق هذه المشاركة في ماليزيا للتعود على الأجواء، وفعلا حزمنا حقائبنا وتوجهنا إلى ماليزيا والأجواء كانت مثالية في ظل وجود الحماس لدى اللاعبين والخبرة الفنية لدى الجهاز الفني وكذلك الخبرة والإمكانية الإدارية متمثلة في رئيس لجنة المنتخبات في تلك الفترة الشيخ حسام بن خليفة والذي رافقنا كعادته، وخضنا هناك مباريات تجريبية قوية».
وأكد «رزاق» أن الحظ لعب دوره وعانده وتعرض لإصابة قبل يوم واحد، وأضاف «كانت القائمة تحتم إسقاط 4 لاعبين قبل الذهاب إلى التصفيات، واضطر المدرب لإبعادي من القائمة بسبب هذه الإصابة بعد أن كنت أحد الركائز الأساسية بالفريق، وتم استبعاد أيضا خالد علي، نجف حسين، المرحوم محمد حبيب للرجوع إلى البحرين».
وعلق «رزاق» على استبعاده وآثاره بقوله إنها كانت مؤلمة وأنه كان في حالة نفسية يرثى لها وأنه لم يتقبل فكرة استبعاده على رغم الإصابة، وأضاف «لم أغادر ولم أتمكن من الخروج منها لتوديع زملائي»، مشيرا إلى المكالمة التي أجراها معه المدرب شتالي في الغرفة، وحديثه الودي والأبوي وتشجيعه له وضرورة التحلي بالشجاعة والاستعداد للعلاج والانضباط في برنامج من أجل العودة القريبة للملاعب.
وقال «رزاق» أن المنتخب كان في أوج تألقه في التصفيات ونجح في صدارة المجموعة على رغم وجود المنتخب الكوري الجنوبي، لافتا إلى أن المنتخب حقق الفوز في مباراتين على كوريا الجنوبية 2/صفر، وعلى اليمن بذات النتيجة، وتعادل سلبا مع المستضيف من دون أهداف، وبذلك وصل المنتخب ولأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس آسيا في الدوحة.
شتالي يغادر
التقدم الواضح في مستوى منتخبنا ونتائجه الإيجابية في تلك الفترة تعرضت لضربة قوية عندما حدثت مفاجأة غير متوقعة بعد عودة المنتخب إلى البحرين تتمثل في قرار المدرب شتالي إنهاء علاقته بالمنتخب وذلك لأسباب خاصة بينه وبين اتحاد الكرة.
يقول «رزاق» إن اتحاد الكرة ولمواجهة الظرف قرر الاستعانة بالمدرب التونسي محمد العربي الزواوي الذي كان يشرف في تلك الفترة على نادي جدحفص بسبب ضيق الوقت ولإلمامه بمستوى اللاعبين البحرينيين ونفسياتهم، وبالفعل باشر المدرب الجديد مسئولية إعداد الفريق للمشاركة في النهائيات التي أقيمت في الدوحة في ديسمبر/ كانون الأول 1988، وأضاف «دخلنا فيها تجربة جديدة وتحد جديد على مستوى آسيا، ولكن كان التحدي من الوزن الثقيل بعد أن عرفنا خصومنا في المجموعة وهم السعودية، الكويت، الصين، وسورية.
المشاركة الآسيوية كانت صعبة جدا بتلك الكلمات وصف عبدالرزاق كأس آسيا وخصوصا أن المنتخبات المنافسة كانت تضم نجوما لامعين وبارزين على الصعيد الآسيوي، وأضاف «فعلا جاءت أولى المباريات أمام الكويت الذي كان يضم عمالقة أمثال المرحوم سمير سعيد، نعيم سعد، محبوب جمعة، ناصر الغانم، صلاح الحساوي، وائل سليمان، وجمال يعقوب، وانتهت المباراة بالتعادل سلباً بدون أهداف وأذكر بأنني كنت أصغر اللاعبين سناً بالفريق في هذه البطولة».
وفي المباراة الثانية خسر منتخبنا من الصين بهدف ما جعل المدرب الزواوي يجري تغييرات على التشكيلة استعدادا لمواجهة السعودية في المباراة الثالثة، ومن التغييرات دخول عدنان ضيف مكان حسن خلفان، وعلي الأنصاري مكان نجف حسين، وفياض محمود مكان شاكر عبدالجليل، يقول رزاق «أثمرت هذه التغييرات عن تعادل منتخبنا مع السعودية بهدف لمثله وسجل الهدف فياض محمود من ركلة جزاء»، مؤكدا أنها نتيجة شكلت مفاجأة إيجابية لمنتخبنا نظرا لما يضمه المنتخب السعودي من نجوم أمثال النعمية وماجد عبدالله والثنيان والجمعان والهريفي والدعيع ومحمد عبدالجواد، بالإضافة إلى قيادته الفنية المتمثلة في المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو بريرا، وبالنسبة للمباراة الأخيرة لمنتخبنا فإنه خسرها من سورية بهدف وودع البطولة من دورها الأول بعد أن حقق نقطتين من تعادلين.
مشاركة إيجابية
ووصف «رزاق» المشاركة بالنسبة له كلاعب بالإيجابية لصغر سنه في تلك الفترة وخصوصا أنه شارك في جميع المباريات كلاعب أساسي على رغم وجود كوكبة من اللاعبين البارزين في تشكيلة وقائمة منتخبنا، ويؤكد «رزاق» أن منتخبنا في تلك الفترة كان يستحق المشاركة في هذه البطولة نظراً للمستوى الفني الراقي، وامتلاكه لأسماء لامعة من النجوم الذين كانوا مزيج من الوجوه الشابة التي برزت في بتشيلي، وأصحاب الخبرة الذين كان يستحق سجلهم الرياضي وخدمتهم للكرة البحرينية في السنوات السابقة مقدما لهم كل التقدير والاحترام.
العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ
للعلم
للعلم، أن منتخب كوريا الجنوبية الذي هزم أمام البحرين في ذلك الوقت كان الصف الثاني وليس الاول، والفريق الكوري الأول شارك بعدها في نهائيات البطولة واكتسح جميع الفرق ولم يخسر إلا بركلات الحظ الترجيحية أمام المنتخب السعودية