العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ

انقلاب الصورة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان عدد الصحيفة اللندنية ليوم الأربعاء موحياً جداً... حيث خصّصت النصف الأسفل من الصفحة الأولى لثلاثة أخبار مترابطة تعكس معاً انقلاب الصورة.

الخبر الأول عن مصر: «5 بلايين (دولارات) دولار من السعودية و3 من الإمارات». ولاحقاً ذلك المساء، ورد خبر على وكالات الأنباء عن تقديم الكويت مبلغاً آخر بأربعة مليارات. وفي العنوان الرفيع «البرادعي نائباً للرئيس والببلاوي يرأس الحكومة، تسليم السلطة قبل نيسان (أبريل) وترحيب اميركي». وبذلك تكتمل صورة الوضع في مصر بعد الإطاحة بالرئيس الأخواني، حيث لم يخفِ الخليجيون فرحتهم العارمة بسقوطه، وبادر أحد وزراء الخارجية إلى التغريد على «تويتر» بكلمات أغنية شعبية اعتبرها الكثيرون إظهاراً للشماتة بسقوط حكم الاخوان.

الخبر الثاني عن «أردوغان ومأزق سقوط الاخوان في مصر»، مع عنوان رفيع يقول: «عزل مرسي يزعزع مشروعه لقيادة شرق أوسط تحكمه أحزاب سياسية إسلامية معتدلة». فالحلم الأردوغاني الذي تابعنا صعوده خلال عشرة أعوام، مع كثيرٍ من الحركات السياسية الاستعراضية في المنطقة استغلالاً لقضية الفلسطينيين، يترنح خلال شهرٍ واحد. وقد بدأ التدهور بمظاهرات الغضب في ميدان «تقسيم» قبل شهر، واستكمل بخلع مرسي قبل أسبوع، وسبق ذلك تورطه بالتدخل في النزاع السوري.

هذا التقويض السريع للحلم انعكس على مواقفه وتصريحاته، التي اتخذت منحى عصبياً وعصبوياً، وتميّزت مواقفه بالتشدّد تجاه الحكم المصري الجديد، ورفضه لـ «انقلاب العسكر». وهو ما دعا الجيش للرد بعنف على مواقفه واعتبرها تدخلاً في الشئون الداخلية المصرية.

العلاقة بين مصر وتركيا كانت قوية أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وزادت قوةً مع وصول فصيل الاخوان المسلمين إلى الحكم. اليوم نشهد هذا التدهور الشديد وغير المسبوق في العلاقات.

هذا عن مصر وتركيا... أما الخبر الثالث فهو عن «انهيار التحالف الحكومي (في المغرب) بعد استقالة وزراء الاستقلال»، حيث قدّم وزراء حزب الاستقلال استقالاتهم الجماعية إلى رئيس الحكومة عبدالاله بن كيران، ما قد يؤدي إلى انهيار التحالف الحاكم الذي يقوده حزب العدالة والتنمية. واعتبر البعض أن الاستقالة في أعقاب الإطاحة بمرسي تعتبر مؤشراً على التململ من حكم الإسلاميين، حيث عمدت قيادة حزب الاستقلال إلى تشبيه قيادة بن كيران بقيادة مرسي. وهو الأمر نفسه في تركيا، حيث عمدت المعارضة إلى تشبيه أردوغان بمرسي، وهو ما باتت تشير إليه «الحياة» في خبرها اليومي عن تركيا، في وقت دأبت على تمجيد أردوغان حتى أسابيع ماضية. لقد انقلبت الصورة ولابد من مجاراة الريح الجديدة.

ما بدا قبل بضعة أشهر حلفاً جديداً يتشكّل في أجواء المنطقة، يضم تركيا ودولاً خليجية، وحذّر من خطورته ملك الأردن، انتهى بصدام داخلي عنيف بين أقطابه، فنُزعت القيادة من بلدٍ وسُلّمت إلى آخر، فيما بدا التباين شديداً بين تركيا وقيادة الحلف الجديدة، على خلفية خلع مرسي.

لمن لا يحب التحليل إلا إذا كان طائفياً، نقول إن كل هذه الدول سنيّة، وهو ما يعيدنا إلى التأكيد للمرة الألف، بأن ما يجري صراعات محاور وسياسات، وليست صراعات مذاهب وطوائف. ولا ربحت يد من يزج بالشيعة والسنة في حروب طاحنة لا تخدم إلا «إسرائيل».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:41 ص

      تتلوا وتتبع خطوات الشيطان من الصور والظل في هذه الصوره

      قد يكون غموض في نظام ضعيف قوي بالشر. فبعض الناس تتبع الهوى والبعض يتبع أو إتبعت أو أتباع ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان.. سحره كفره.. وما كفر سليمان ولكن السحره..هنا الكهنة وإخوان الكهنة وعنصر ثالث والرابع الخفي - القوى الشريه التى لا ترى لكنها فاعله بسبب أفعال كهنة داعم لكراسي الملوك والمؤذي الى قتل الشعوب ونهب وسلب شعوب أخرى. لكشف عناصر قوى الشر المتكونه في صورة جميله لكاهن مثلا ولكن هذا الكاهن كما الاخوان عبدة شمس لا تريد للناس خير وإنما مصالحها فتنوي الشر وتعمل تشر. أووا ليس الأعمال بالـ

    • زائر 8 | 7:51 ص

      يعني...... شحوال؟

      ما بدا قبل بضعة أشهر حلفاً جديداً يتشكّل في أجواء المنطقة، يضم تركيا ودولاً خليجية، وحذّر من خطورته ملك الأردن، انتهى بصدام داخلي عنيف بين أقطابه، فنُزعت القيادة من بلدٍ وسُلّمت إلى آخر،

    • زائر 7 | 7:19 ص

      صراعات

      نعم هناك صراع سياسي ومطالبه بالحقوق الدنيويه والوجه الاخر للصوره ان هناك نهايه متحتمه ان يظهر الدين الصحيح وبه تبدا ظهور الفتنه المحموده ولابد من وجود المناظرات لزهق الباطل لبدا الدولة المهدوية بقدرة الله سبحانه . خاتون .

    • زائر 6 | 7:03 ص

      إنهيار مملكة عظمى وويلاياتها وولاتها وين راح يروحون عاد مو سؤال

      لم يعد سرا سقوط مرسي يشير الى تساقط أوراق شجر الدر أو ملكيات و ملكة النحل ومملكة سبأ. بلقيس كانت في اليمن أما نيو بلقيس فلندنيه .. بالامس كانت دول وبجيشوش وأسطول بحري واليوم يتسخدمون عصابات بدل جيوش . مملكة نحل وملكة سبأ تعيش إفلاس نقدي كأنها نهاية تاريخها ومملكات تابعة لهذه الملكه.

    • زائر 5 | 5:31 ص

      متى راح يفهمون؟

      مب صراعات سنة وشيعة وانما صراع سياسات ومصالح ودول.

    • زائر 4 | 5:30 ص

      حين يتحول الاسلام الى عصبية وليس الى دين قيم

      الاخوان حكموا بادوات ديمقراطية لم يحترموا مبادؤها و حاولوا ان يجعلوها مطية للوصول لحكم الخلافة فأردوا اختيار طاقم يحقق هذا الطموح فتحولوا الى عنصريين يفرقون بين ابناء الشعب الواحد بحسب ديانته وانتماءه السياسي و المذهبي

    • زائر 3 | 2:38 ص

      ما يجري صراعات محاور وسياسات

      وليست صراعات مذاهب وطوائف. ولا ربحت يد من يزج بالشيعة والسنة في حروب طاحنة لا تخدم إلا «إسرائيل».

    • زائر 1 | 10:53 م

      هل توجد امة اسلامية

      1- الغريب أن مفهوم الامة الاسلامية من صلب افكار هذه الاحزاب و الاغرب ان تركيا عضو في الناتو و تستميت للانضمام للاتحاد الاوربي ، الذي يرفضها، و ليس للامة الاسلامية و الاشد غرابة أن البقية من الدول لا يعرفون اية امة يريدوا حتى تكون اي شيئ الا اسلامية
      2-أرى ان ما يقوم به هؤلاء هو قمة العبثية و العبث بالجملة لكل ما يمت للناس روحيا و ماديا و لكن الله لا يعبث.
      فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذى اَناة لا يَعْجَلُ

اقرأ ايضاً