بسبب أجواء رمضان وجدتُ صعوبة في الكتابة عن قضية عامة، ولكني أشكر أحمد جمعة المتحدّث الرسمي عن ائتلاف جمعيات الفاتح ورئيس جمعية ميثاق العمل الوطني (التي لا تشكّل أي رصيد في مجلس النوّاب)، على تصريحاته الأخيرة التي حفزتني على الكتابة بشوق.

وأقولها له: ماذا... الحوار القادم سيكون أكثر تعقيداً؟ أرجوك! أرجوك لماذا التصريحات ونحن في شهر رمضان المبارك، وزيارات والمسئولين والنواب والأعيان الشيعة والسنة والبهائيين والبوذيين ورجال الأعمال، كلّها من أجل التلاحم والوحدة الوطنية، فتأتي أنتَ وتنسفها نسفاً مرّةً واحدة!

المضحك في الأمر ما شدّد عليه المتحدّث الرسمي لائتلاف الفاتح عندما قال بأن «الحديث عن وجود تفاهمات بين بعض الأطراف في الحوار لا يعنينا ولا يلزمنا، نحن طرحنا مطالبنا في الحوار، بل أن هذه التفاهمات إن وجدت بدون مشاركتنا فيها، فهي دليلٌ آخر على أن ائتلاف الفاتح طرفٌ مستقلٌ ولا علاقة له بالسلطة، ولا يتلقى التوجيهات والأوامر منها»! لماذا يُبرّر المتحدّث الرسمي لائتلاف الفاتح بأنّهم لا يتبعون السلطة، مع انه هو نفسه من صرّح بأنّه يشرّفه أن يكون «ريموت كنترول» بيدها؟ إذ ليس من المستغرب بأنّ ائتلاف الفاتح يتبع السلطة، فأعضاؤه يفتخرون بهذا الموضوع، وهذا دليل على أنّهم تبع!

ولم يتوقّف المتحدّث الرسمي عند هذا الحد بل تبعه بكلامٍ لم أضحك الجميع فترة طويلة، إذ قال: «نحن نرفض أي تفاهمات تتم خارج الحوار، على أساس أن هذا الأمر غير متوافق عليه بين الأطراف المشاركة»! فكيف يحكم على أنّ هذه التفاهمات غير متوافق عليها؟ وما هي هذه التفاهمات أساساً التي استبقها في حديثه وإن كانت من الخيال؟ لابد له أن يوضّح للناس ما هو هذا الخيال الذي يرفضه! فقد يكون للجن يدٌ فيه، ويكون في مصلحة الجميع، فلماذا الرفض مُسبقاً؟

والآن نحن نريد الأطروحات التي بادر بها ائتلاف تجمّع الفاتح لحل المشكلة في البحرين، «أرجوكم أرجوكم أرجوكم»! اطرحوها على الناس حتى يفهموا ولا يضيعوا في «الطوشة»! فهل طالبتم بمجلس منتخب كامل الصلاحيات كالمجلس الوطني في العام 1973؟ أم هل طالبتم بأن تكون القوانين مطبّقة على الجميع أم أنّها على ناس وناس كما في «اليوتيوب»؟

الغريب عندما تتكلّم الحكومة ومن تبعها من المستقلّين وائتلاف الفاتح بأنّ من يضع العراقيل هم المعارضة، وسؤالي موجّه لوزير العدل: فليكن عدد المعارضين ضعف عدد الحكومة والمستقلّين وائتلاف الفاتح، فما الضرر إذا كان الأساس هو التوافق؟

أتمنّى أن يتفرّغ المتحدّث الرسمي لائتلاف الفاتح بزيادة التصريحات النارية باثنين أو ثلاثة في الأسبوع، كما أتمنى منه التصريح عن غلق القاعدة الأميركية وإغلاق السفارة وطرد سفيرها، ضمن محاور الجلسات القادمة!

تذكير لوزارة الداخلية: هل قمتم باستجواب سعادة النائب عبدالحكيم الشمّري حول المعلومات التي صرّح بها لدى الرأي العام حول تورط ضباط الأمن أم لا؟

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟!

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد الى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم الى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة) ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً... تذكير لوزير الاسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟