توقفت جلسات الحوار بسبب الإجازة، أو مد الأجل بين الجلسة الأخيرة والجلسة المقبلة، التي ستعقد بعد شهر ونصف الشهر تقريباً، ومع هذا التوقف لم تتوقف آمال البحرينيين في حل سياسي عادل لما يعيشونه؛ لأسباب عديدة منها أن جلسات الحوار الماضية شكلت عامل إحباط بدل أن تكون عامل تفاؤل.
توقفت تلك الجلسات ولم تتوقف آهات البحرينيين وآلامهم؛ لأنها كانت مستمرة أثناء انعقاد تلك الجلسات دون توقف، فالاعتقالات والمداهمات والاتهامات والانتهاكات فضلاً عن «السب والشتم» استمرت بشكل تصاعدي، في صورة تقول: «لا وجود لحوار حقيقي»، بمعنى آخر أن الحوار كان في إجازة وتحول اليوم ليكون الوضع إجازة الحوار.
وسواء كان الحوار في إجازة أو كنا في إجازة الحوار، فالوضع كله إجازة، لا تقدم على جميع الأصعدة، واقع متراجع، ومواطنون يعانون، وأمهات فقدن الأبناء، وأبناء ينتظرون الأمهات الموجودات خلف القضبان، فساد منتشر دون مفسدين.
سيفتقد البحرينيون جلسات الحوار عندما تكون تلك الجلسات ملبية لتطلعاتهم المعيشية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وما دون ذلك فلن يفرق معهم أكانت إجازة الحوار أم حوار الإجازة.
فلتستغل أجواء شهر رمضان ليكون هناك حوار عمل في إجازة «جلسات الإجازة» من أجل إيقاف النزيف، الذي تعاني منه بحريننا في كل الجوانب، ولا يستفيد من هذا النزيف سوى طفيليات متملقة.
وقفات
يسمع الإنسان الكثير من الأخبار التي قد يكون بعضها مضحكاً رغم جديتها، وأما آخر «النكات» فهي موضوع تنظيم البعثات والمنح التي تمنحها المؤسسات أو الشركات، طبعاً هذا الموضوع وكل الهالة عليه ليست إلا بسبب إعلان واحد لشركة تقدم قروضاً حسنة وليست بعثات، ولكن الأمر المضحك أن تتحدث وزارة التربية والتعليم عن تنظيم البعثات وعن سوق العمل، وهي التي فشلت طوال السنوات الماضية في إقناع البحرينيين بأن توزيع البعثات يتم بشكل عادل.
وهي التي زادت الشفافية في توزيع البعثات فأخفت أسماء المستفيدين منها، ونسبة المستفيد من تلك البعثة، ليرى الجميع العدالة في التوزيع وكأن ذلك إعلان صريح بإخفاء الحقيقة، فضلاً عن الحاجة الكبيرة لسوق العمل للكثير من الوظائف التي يتعذر إيجاد بحرينيين فيها بسبب التخطيط العالمي والاستراتيجي العميق.
وفي المقابل وجود مئات، بل وصل العدد إلى 4 آلاف خريج وخريجة من الجامعيين العاطلين في تخصصات مطلوبة حينها، ويأتي في إطار ذلك تراجع نسبة النجاح في معهد البحرين للتدريب بشكل كبير مع تسلم الوزارة له، وهو المعهد الذي كان رائداً على مستوى المنطقة في تخريج أشخاص يمكنهم الالتحاق بسوق العمل بكل جدارة بعكس مخرجات وزارة التربية.
الشفافية لها تعريف واحد، هو إظهار المعلومات للناس، ولا معنى آخر لها إلا في قاموس وزارة التربية وبعض الوزارات؛ إذ إنه يعني إخفاء تلك المعلومات مثل إخفاء أسماء المتفوقين المستفيدين من البعثات ومعدلاتهم.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3962 - الجمعة 12 يوليو 2013م الموافق 03 رمضان 1434هـ
إجازة قضائيه وإجازة صيف وإجازات غير مرخصه كثيره
لما يذهبون للحوار والمحادثات كما في فلسطين ولا يرجعون للقانون؟ هذه من الأسئلة التي طرحت من سنين دقيانوس. يعني تسويف وتعطيل وعدم إحترام لكرامة انسان وتسيير المعاملات بلا قانون كما كان في حال أمن الدوله أو الأحكام العرفيه أو الطواريء. مسألة تعطيل الدستور تشابه أخذ إجازة، فالقانون لا يحمي المغفلين كما يأخذ بمبرر إجازة من زمان في البحرين من قبل سبعينات القرن الماضي. من سيعيد للقانون حقه؟ وأين حق القانون من الحقيقة التي صحت شعوب العالم الثالث بأن جهاز مناعه دولها موقوف من العمل الصحيح.. فا ما العمل؟