يحتفل العالم اليوم بالذكرى المئة لولادة عالم الاجتماع والإنسان والمثقف علي الورديّ، العقل الذي أسر الملايين، حتى باتت كتبه تتصدر قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العراق والبلدان العربية.
وعلى الرغم من وفاته في العام 1995م، إلا أن كتبه ما زالت تنتشر في المكتبات وعلى رفوف القراء، ومازالت أوراقها تصقل تحت آلات المطابع، التي تتنافس في محاولة إعادة طباعتها لتصل إلى عدد أكبر من الجمهور والقرّاء.
منذ بداية هذا الشهر انتبه جمهور الورديّ إلى أنه الشهر الذي يكمل فيه هذا العقل المتميز مئته، فعملوا على نشر مقولاته وكتبه ونتاجاته في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنك حين تبحث تحت وسم «مئوية علي الوردي» تتفاجأ بعدد الأسماء القارئة له، والتي تحاول اليوم نشر ثقافته ونتاجه، وما يثير الدهشة أكبر هو أن أكثر هؤلاء القراء هم من الشباب ممن أحبوا قلم الوردي، الذي كان يحاول أن يجعل مجتمعاتنا وردية من خلال تلمس مواطن الضعف والغفلة فيها، فقد قال في كثير من كتبه إن المفكرين الذين مازالوا يفكرون بالطريقة الأفلاطونية في محاولة تلمس جراح وهفوات المجتمع، لو أنهم حاولوا أن يضعوا للمجتمع ضوابط عقلانية بما يمكن المرء أن ينفذه ويلتزم به، لوصلنا اليوم إلى شأن عالٍ في القضايا الاجتماعية، ولحظينا بمجتمعات متقدمة في نظرتها إلى أنفسها وإلى الآخرين.
الدكتور علي الورديّ، قلمٌ امتهن الكتابة السهلة الممتنعة، فقد استطاع أن يصل إلى القرّاء بمختلف طبقاتهم الاجتماعية والثقافية، على رغم غزارة طرحه وجزالة فكره، فصارت كتبه بين أيدي الجميع، وقد غذّت من العقول الكثير، وأوضحت للعراقيّ الذي اقتنع بفكر الورديّ طبيعة تكوينه وبالتالي طبيعة تكوين مجتمعه، فيستطيع تفسير تصرفات أقرانه ويفهم مايدور حوله من أفعال بشكل أكثر.
الحديث عن الورديّ وكتاباته يجعلك متحيراً، تبدأ بأي المواضيع وتتغافل عن أي منها، وفي الحقيقة كل ما يكتبه موضع تقدير أو جدل أو تفكير، فكتاباته ومؤلفاته التسعة التي نشرها في حياته خلّفت كثيراً من الجدل حوله، حتى أن بعض المفكرين والنقاد وصفوه بأنه رجل يبحث عن الشهرة لما كان لكتاباته من وقع جدلي فيما يخص التكوين العراقي مثلاً، وهو مثال واحد بسيط وواضح عن الأمثلة الكثيرة التي أثير حولها جدل كثير في العراق وخارجها، وما هذا الجدل الذي كان إلا دليل على قوة مكانته وطرحه وقوة إقناعه.
كنت قد بدأتُ الأسبوع الماضي بقراءة كتابٍ أهدانيه رئيسي المباشر في الصحيفة التي كنت أعمل بها بعد أن انتقلتُ من رئاسة القسم الثقافي إلى قسم التحقيقات، وهو سلام الشماع، صاحب كتاب «من وحي الثمانين»، الذي جمع بين طياته مواضيع كتبها الورديّ، فكان الكتاب الخامس الذي أقرأه للوردي، فتوقفت كثيراً أمام الموضوعات التي نشرت على لسانه في الكتاب، والتي ذكرتني بكتابه «خوارق اللاشعور»، الذي قرأته في محاولة لتفسير بعض الحالات التي تصيبنا أمام بعض البشر ممن نتعرف عليهم للتو، ونشعر إزاءهم بكثير من الألفة والتشابه، وكأنهم جزء من حياتنا لفترات طويلة مضت، ففوجئتُ بأنه يفسر ما كنت أبحث عنه بالضبط.
هذا الكتاب: «من وحي الثمانين»، جعلني أصر على الكثير من اعتقاداتي بخصوص السعادة والأمل والتفاؤل، وجعلني أتيقن أنني أسير على الطريق السليم في تحقيق أهدافي والوصول إلى السعادة التي لا تنغصها توافه الأمور مما تتعرضنا في حياتنا اليومية، ونظن أنها نهاية العالم ونحن نراها بحجم أكبر مما هي عليه.
اليوم وأنا أعرفُ أنها ذكراه المئة، أشعر بأنني بحاجة إلى العودة لجميع كتبه التي أملك كي أقرأها مجدداً، وأتأكد: هل عرفتُ الورديّ بشكله الصحيح، خصوصاً وأنني اعتمدتُ في معرفته على قلمه فقط، ولم أقرأ عن حياته أبداً إلا بعض سطور؟
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 3962 - الجمعة 12 يوليو 2013م الموافق 03 رمضان 1434هـ
من هو علي الوردي؟؟ و ماهي أبرز أطروحاته
عزيزتي يبدو أنك متحيرة فعلا في فكر الوردي، قرأت المقال أكثر من مرة لكنني لم افهم من هو علي الوردي و لم أعرف أهم اطروحاته الجدلية!!! حبذا لو اعطيتنا نبذه عنه في المرات القادمة بدل ان تشتتي القارئ
شهادة
لعلي الوردي دور كبير بثقافتنا و وعينا الاجتماعي و السياسي و النفسي ..من نوادر ما انجبه العراق ..و له بصيرة و فهم بمجتمعنا و المجتمعات المجاورة لدرجة ان كلامه اصبح الان و بحكم الضروف الراهنة بمثابة ( تنبؤات ) ...رحمه الله .
فعلا هو مفكر ولكن شطحاته كبيرا
حيث انه بنى كثيرا من اراءه واستنناجاته على معلومات تاريخية غير صحيحة وباختصار هو مفكر غير اسلامي ومتحرر ولذلك فان بعض اراءه تخالف الاسلام ولكن هذا لا يلغي القيم العلمية والتحليلات العميقة لما كتبه
شكرا لكم
شكرا لش على المقال انا اسمع عن الوردي واااجد بس ما فكرت ابحث عنه واعرف ويش قصته بس الحين صارت عندي نبذه ولو بسيطه جدا عنه وربما اشتري بعض كتبه لانك شوقتيني لقراءتها شكرا.
شكرا لتذكيرنا بالوردي باحثا وإنسانا
شكرا لكم
الاوهام تأكل العقول
الدكتور علي الوردي انتشلني من مستنقع الاوهام والخرافات الى ارض الواقع والمنطق من خلال كتبه الاكثر من رائعه
وين و وين
مقال جيد ولكن خانك التوقيت ومايشغل الناس في الوقت الحاضر أستاذة
لماذا التحكم؟
ومن الذي يحدد التوقيت المناسب. الأخت كتبت عن المناسبة المئوية وهو التوقيت المناسب تماماً. هل تنتظر بعد مرور اسبوعين لتكتب عنه؟