العدد 3961 - الخميس 11 يوليو 2013م الموافق 02 رمضان 1434هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

حواء... هل هي سعيدة أم تعيسة؟

قال الإمام الصادق (ع) إن من الأشخاص الذين لا يستجاب دعاؤهم رجل يدعو على زوجته فيقول الله له: ألم أجعل أمرها بيدك؟

أسئلة كثيرة وأجوبة متشعبة تساند المرأة في سعادتها، وأستهلها بهذه المداخلة، هل سعادة المرأة تكمن حينما تحبس بين 4 حيطان أم في المطبخ تحاصرها الطناجر والأفران، أم عند كي الملابس ومسح الأرضيات والجدران أم بين قبضة الرجال؟

باعتقادي أن ما يتعس ويعذب المرأة كثيراً ليس عمل البيت، فامهاتنا عاشت سعيدات وهن ربات بيوت تجمعهن سفرة الخوص وتألف لقدومهن الدواجن.

ما يتعس المرأة اليوم «الرجال»، والرجال على أشكالها، فـ «الرجل الخشبي»: الصامت في دخوله البيت وخروجه يرفع الكولسترول وضغط الدم للمرأة، ومالا تعرفه المرأة عن الرجل الخشبي هو أن الصمت هي الحالة الطبيعية لديه إلا أنها تحاول جره للكلام وتتناوله بالأسئلة التي يضيق بها ذرعاً، ويعتبره تحقيقاً فيحمر وجه وتظهر عروق رقبته.

في المقابل أيضاً «الرجل المذياع «: الثرثار في صباحه ومسائه، الذي لا يمل من الكلام ولا يصمت إلا حينما ينام، خصوصاً حينما يتقاعد ويلازم الجدران، لكن المرأة من وجهة نظري تستحق رجلاً ليس خشبياً ولا مذياعاً، بل رجلاً كظلها يعيش معها يتحسس أفكارها ومشاعرها ويلبي رغباتها اليومية.

على حواء أيضاً حينما يصمت الرجل الخشبي وترغب في أن يتكلم ألا تلاحقه بالأسئلة المزعجة المنفرة، وإنما تسترسل في الحديث معه عن موضوع يحبه بطريقة سلسة ناعمة وسيتجاوب معها، كذلك عليها أن تتحاشى كثرة الأسئلة الطوال ذات الحواشي مع الرجل المذياع، وإلا لن ينتهي من ثرثرته إلا عند انتهاء آخر نشرة للأخبار.

إلا أن المرأة محتارة أيضاً بين هذا وذاك، خصوصاً حينما دخل في حياتها «الرجل العصبي»: الذي يشبه طقس الخليج العربي، هذه الشخصية التي ظهرت أخيراً مع حقبة التسعينات، حينما طفح الكيل على الرجل بسبب الانتهاكات والعذابات اليومية التي واجهها، وتغير حالة مزاج وطقس الحكومات العربية في اليوم الواحد إلى 4 فصول، فساعة تبرق الحكومات وترعد فتمطر فيها السحب بدخان فتزكم الأنوف وتدمع فيها العيون، وساعة تخرف العقول بسبب خلو الجيوب فتتطاير فيها أوراق الطلاق كتطاير أوراق الأشجار، وساعة تتساقط فيها الهدايا والمكرمات والمكافآة في شهر رجب دون سبب، لتصبح حياة حواء على كف عفريت مع الرجل العصبي بتصرفاته المتقلبة وردوده الفظة على أسئلتها التي يشم منها روائح العنف، في حين إنها بحاجة إلى الألفة كما بحاجة إلى الحب والحنان، وبالتالي تسعد المرأة فتسعد زوجها.

لكن السؤال الذي لا زلت أبحث عن إجابته، هل الرجل يصاب بدورة عاطفية تهزه؟

الرجل بعد فترة يحس بفقدان التوازن، وبحاجة لأن يعيش مع نفسه فقط داخل أعماقه، ويغلق عليه أبواب كهفه، والويل لمن يقترب، وهذا سر المزاج العصبي، وبعد أن تنتهي الدورة، تستمر يومين أو ثلاثة على الأكثر، يعود وكله حب وشوق إلى زوجته!

مهدي خليل


مسلم أكبر عاشق البحر يترجل

قبل أيام رحل عن ساحة المحرق إلى رحمة الله تعالى أحد بحارتها المعروفين، الذي عشق البحر منذ صباه وحتى أيامه الأخيرة وهو يصارع المرض وقد تجاوز السبعين.

وهذا العشق قاده إلى محبة كل من حول معشوقه وكل ما حوله ولم يبتعد عن أحبابه طوال حياته.

«مسلم أكبر» أحبه أهل المحرق بلا استثناء وأحب حارات المحرق كما هي حارات البحرين بعبقها العتيق وهي تحمل في فرجانها زخماً من المواقف والذكريات عن آلاف البحارة والنواخذة والخاصة والشيوب وغيرهم من رجال الهيرات والأشرعة والحبال والدشة والقفال ومن الصبيان والصبايا والرجال المتميزين شيوخاً كانوا أو زراعاً أو كل ما يخطر على ذهنك من المحرق.

«مسلم أكبر» أحب فرجان المحرق وهي تخزن النسائم الباردة من رياح الشمال والجنوبي والغربي والكوس والسرايات بعد أن مرت على أمواج الخليج وجزرة وخوره وفشته وقصاره ومرجانه ومحارة فتصل نسائم زكية تلفح وجهه المتعب وتسر في أذنيه الكثير الكثير بعد أن يضع رجليه على اليابسة ليبيع المقسوم ثم يجلس مع ربعه ليحتسي الشاي الأحمر الثقيل وقد يمتلئ جيب ثوبه الأبيض بالدنانير وقد يرجع بالقليل إلا أن قلبه كان ممتلئاً دائماً بالقناعة والمحبة.

كان معروفاً بخبرته العجيبة في صيد «الكنعد» خاصة، يعرف أماكن تواجده ومواسمه والإعداد المتميز لصيده. وكان ربعه يمازحونه وهم يحتسون معه الشاي الأسمر الثقيل بأنهم سيلحقون به فيصطادون كل الكنعد الموجود هناك ويرجع هو «بالشحاذيذ والزمارير» فيجيب واستكانة الشاي الأسمر بين أصابعه الطويلة المتخشبة «والله البحر أرزاق ولو كلكم لحقتم بي، إلا الله كاتب لي وإذا رجعت بدون صيد هَم أرزاق». والرزق مثل البحر مرة تارس ومرة ثبُر. ولكن خوفي أن تضيعوا وسط النخبة فأنا مثل ما انتو ربعي عندي، هم ربع من غير الإنس وفي غمضة عين يمكن أغيب عنكم مع الطراد والخوف ساعتها أن تغيب عنكم العلامات والدروب من كل صوب». ثم يدفع عن ربحه قيمة «النخي» الحار والشاي الثقيل أو يسبقونه بالدفع ليدخل في حضن معشوقه القديم الجديد سواء كان هادئاً إلى حد أن هواءه «ما يطير الطحين» أو كان ثائراً هائجاً متلاطم الأمواج. لقد علمته سنين العشرة كيف يساير محبوبة ويرجع عنه على أمل اللقاء به بالخير الوفير أو اليسير. وليحوله بعد ذلك الجلوس مع ربحه ليحكي لهم قصة هذه الرحلة بين مئات الرحلات التي خاضها مع صحبة أو وحيداً في أغلب الأوقات يسامر فيها البحر ويشعر من وجدانه أنه يستمع إليه...

رحمة الله تعالى عليك وعلى جميع البحارة الذين حافظوا على مهنتهم صامدين متوكلين على الرزاق الكريم.

جعفر شمس


مرضى السكلر كالشجرة الشامخة وافرة العطاء

كنتُ واقفة هناك حيثُ الهواء العليل، أستظل تحت ظل تلك الشجرة العملاقة، وهبوب الرياح تُداعب أوراق الشجر، فأسمع حفيفها وكأنه ونين جسد أنهكه الألم والتعب، وأغصانها كتلك الأوردة المحتضرة لكثرة طعنها بوخزات المنجل حين يقوم بتقطيعها، وجذعها كرجل كسره البشر بلسعات ألسنتهم، وبدأت تضاريس شيخوخة الإهانة والمذلة وتهميش وجوده واضحة على ملامحه، على رغم هذا كله فحياته مليئة بالعطاء، بالفعل كتلك الشجرة، هناك من يرميها بالحصى، والآخر يحاول قطعها من جذورها، وقتل ثمارها، والاستهانة بشخصها الصامد بلا حراك، على رغم ذلك فهي معطاء لأبعد الحدود، وحنونة جداً تضمنا تحت أشجارها لِتُظلِلُنا عن أشعة الشمس الحارقة، كذلك نحن مرضى السكلر، على رغم انكسارنا وآلامنا ومرضنا وحياتنا التي اتخذها البعض لعبتهم المسلية من يسجل هدف في مرماه بتعنته وقسوته، وتهميش وجودنا، وقتل ابتسامتنا على عتبات شفاهنا الذابلة، ودفن شبابنا تحت رمال الإهمال، والاستهانة بأرواحنا ووضعها في تابوت الإدمان لإرضاء أنفسهم بتحطيم قاربنا الذي مع الأمل نبقيه متماسكاً، مع كل هده المعاناة الحقيقية إلا أننا نتمتع بروح العطاء من دون ملل أو كلل. نشق حياتنا برسم أروع ابتسامة على كل شفاه فقدت طعمها، نرسم أحلاماً هلالية ونورها نحن النجوم المتلألئة في سماء المنجل، ونسير خلف كل بصيص أمل، مهما انتشر الظلام الحالك حولنا لابد أن نجد نور شمعة ولو كان ضئيلاً جداً لكننا نتمسك به، لا نقتل أملنا وتفاؤلنا الذي نثرناه وروداً في دروب حياتنا.

ويا من تُجاهِدون لِكسرنا وقتلنا وتصفية أرواحنا ونعتنا بمدمنين أعظم لكم الأجر في موت ضميركم وإنسانيتكم ولكن أملكم بنا خائب لسنا نحن من نجعل الألم يكسر الأمل، ولا أفعالكم وتعنتكم وجبروتكم قادرة على كسر مجاديفنا، فمن ابتلانا هو ملهمنا الصبر والتحمل والقوة على رغم المعاناة، لا أحب أن أنتقم ولكن تعجبني الدنيا حين تدور، كما لعبتم وتسليتم، ها نحن بانتظار لعبة الدنيا حين تدور عكس عقارب الساعة حينها فقط ستندمون، ونبقى نحن على رغم الألم شامخين.

رباب الأسود


سورية الجريحة

أطل علينا شهر رمضان المبارك لكن شهر رمضان هذا العام يختلف اختلافاً كبيراً عن باقي الأعوام، فسورية الحبيبة جريحة مثقلة بالهموم والأحزان لكن قلوبنا جميعاً مع إخواننا في سورية، نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن ينصرهم.

كيف سيستقبلون هذا الشهر الفضيل وهم في كل يوم يحصدون موتاهم وجرحاهم وما آل إليه وضعهم من تشّرد وهجرة مجبرين عليها، فالكثير منهم فقد أو تيتم، وكيف لهم أن يواجهوا ويتحملوا تلك الهجمات المتواصلة ليلاً ونهاراً، فعلى رغم كل ذلك شعـب سورية شعب مسلم صابر محتسب الأجر من الله على ما أصابه من بلاء، آهٍ يا سورية يا بلاد الشام يا من قال عنك خير البشر «عليكم بالشام» فأنتِ أرض مباركة إن شاء الله.

إن الجهود يجب أن تتضافر من جميع الدول العربية والإسلامية على نصرة الشام فهناك الكثير من الحلول لو تضافرت جميعاً لاستطعنا بإذن الله أن ننصر الشام.

اللهم اجعل لأهل سورية فرجاً ومخرجاً، اللهم احفظ أعراضهم وآمنهم في وطنهم واكشف عنهم البلاء وعجل بنصرهم.

صالح بن علي


صحة رمضانية

افطر على مرحلتين: فقد كان رسول الله (ص) يعجل فطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل بالصلاة، ويقدمها على إكمال طعام إفطاره. وفي ذلك حكمة نبوية رائعة. فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيهاً حقيقياً، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء ويزول الشعور بالعطش والجوع. ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره، وقد زال عنه الشعور بالصداع والإرهاق.

ومن المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي، إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم.

العدد 3961 - الخميس 11 يوليو 2013م الموافق 02 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً