فاجأ رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» عبدالباري عطوان قرّاءه الساعة العاشرة والنصف من مساء الثلثاء، بإعلان قرار استقالته من جميع مناصبه بالصحيفة الصادرة في لندن.
الإعلان جاء تغريدةً على موقع عطوان على «تويتر» تقول: «لجميع الأحبة يحزنني أن أبلغكم أنني استقلت من كل مهامي بالقدس العربي اعتباراً من اليوم ومقالي بعدد الغد يتضمن التفاصيل».
عند الثانية عشرة وعشرين دقيقة أرسلت زميلةٌ مسجاً خاطفاً دون سلام: «نزل المقال اقرأه». كانت تنتظر المقال، بينما لم أكن متحمساً ساعتها، لأنني خمّنت السبب على وجه الإجمال، أما بضغوطٍ من المتموّلين، أو بضغوطٍ خارجيةٍ شديدةٍ لإسكات هذا الصوت العربي المستقل القريب من الجماهير. والمقال لم يتضمن تفاصيل كما وعد، ولم يقل شيئاً عن السبب، غير تلميحةٍ غامضةٍ إلى «الظروف ومتطلباتها، خاصة عندما تكون هناك أطراف أخرى لعبت دوراً بالدفع باتجاه هذا القرار».
شخصياً لا أؤمن بنظرية «الاستقالة» في العالم العربي، فرؤساء الدول والأمراء والوزراء والوكلاء والمدراء يُقالون ولا يستقيلون. ومن الصعب ابتلاع أن زعيماً يترك منصبه لابنه إيماناً منه بإعطاء الفرصة لجيل الشباب؛ أو أن وزيراً أصبح لاعب أكروبات على مستوى المنطقة يترك موقعه دون مقدمات عن طيب خاطر، ويتخلى عن جميع مناصبه ليختفي فجأةً عن الأنظار. نظرية الاستقالة الطوعية لا يمكن أن نشتريها.
هذه النظرية، تبدو أكثر إثارةً للشك في حالة الصحافي، الذي يمتلك كل هذا الظهور الإعلامي والصوت المسموع، خصوصاً إذا كان في قمة العطاء. حتى محمد حسنين هيكل الذي تجاوز التسعين، عاد إلى الظهور إعلامياً بعدما أعلن قبل سنوات استقالته وتنحيه عن الأضواء.
ثم إن عطوان، كما عرفناه من كتاباته، من النوع الذي لديه كلمةٌ يقولها، في محيطٍ يغلب عليه الصمت وتمويه الحقائق. وفي مذكراته (وطن من كلمات)، التي عرضتها في مقالين قبل ثلاثة أسابيع، يتكلم عن «رحلة لاجئ من المخيم إلى الصفحة الأولى»، ويكشف عن تعرضه لاغراءاتٍ وتهديداتٍ، من دول وأجهزة مخابرات، بسبب مواقفه وكتاباته. ويذكر كيف حاربه اللوبي الصهيوني في بريطانيا لمنع ظهوره على القنوات التلفزيونية، وكيف برز الطلب على مقابلته عالمياً بعد هجمات القاعدة على نيويورك؛ وكيف كانت «الجزيرة» فرصته لمخاطبة الجمهور العربي، بعد منع صحيفته في سورية والسعودية والبحرين وربما دول أخرى. هذا المنع لم يمنعه من الوصول إلى الجمهور، فهو يعلن عن مقاله الجديد ليلاً، ويضع وصلةً على «تويتر»، فيقرأه الجمهور قبل ساعات من طباعة النسخة الورقية.
في مذكراته، كما في مقاله الأخير، كان يفخر بأن كادر صحيفته لا يزيد عن 18 شخصاً، من رئيس التحرير إلى السكرتيرة. هذه الصحيفة الصغيرة حجماً، والتي تصدر من شقة، أسماها محمود درويش «كهفاً»، ظلّت مؤثرةً وتمثل صوتاً مستقلاً في الصحافة العربية بما فيها صحف المهجر. والمخيف أن هذا الصوت الذي صمد في وقت صعود الـ «سي ان ان»، يتم إزاحته اليوم لإسكاته في زمن ثورات «الربيع العربي». فأية قوةٍ كاسحةٍ تريد أن تستبد بالمشهد السياسي من جديد؟
الصحافيون الذين لديهم رأي ورسالة لا يستقيلون. الصحافيون الحقيقيون يعيشون قصة عشق من المهد إلى اللحد، فلذلك يُقالون ولا يستقيلون.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3960 - الأربعاء 10 يوليو 2013م الموافق 01 رمضان 1434هـ
26
سأفتقد واحداً من أعظم القراء الذين تأثرت كثيراً بمواقفهم الرجولية..عطوان ستظل وتبقى نبراساً للعمل الصحفي...
ابحث عن السبب
لا أعتقد أن عبد الباري من الاعلاميين الذين يخضعون لاي تهديد أو أي اغراء..فقط انظر لما جرى مؤخرا من أحداث ومن الذي كشفها عندها سوف تعرف سبب اقالة عطوان
أنت دائما متسرع في كتاباتك
كتبت أن أردوغان سوف يقتلع و لا زال أردوغان يراواح مكانه
كتبت أن ما حدث في 30 يونيو ثورة .... و غدا ستكتب أنها كانت مؤامرة من دول الخليج و الفلول .... كتاباتك دائما انفعالية لأناس يأخذون ثقافتهم من الفضائيات و لم يقرؤوا يوما من الأيام كتب موضوعية.
لا أزال أحتفظ بمقالاتك قبل 3 سنوات يوم كنت تطبل لتركيا و أردوغان و دواوود أوغلو (تصفه بكسينجر تركيا لحنكته و دهائه) ...... غدا سنسمعك تقول في عبدالفتاح السيسي ما لم يقله مالك في الخمر.... بعد أن طبلت له و هللت لثورته.
مع احترامي للكتاب والقراء العرب..
المشكلة إن جمهورنا العربي يستهويه الكلام الانفعالي الذي يجلد الحكام العرب بغض النظر عن المضمون ومدى فائدته ورزانته العلمية والفكرية...لذلك وجد عطوان جمهورا ينفس عن كبته من خلاله...هذا هو توصيفي لأغلب مشاهير الكتاب العرب...أما أن تجد من يستحق أن تصرف جهدا ووقتا لقراءة مقالاته بما يفيدك حقا فإنهم أندر من الكبريت الأحمر مع احترامي للجميع...
أيمكنك أن تلومهم؟
من اللذي لديه الجرأة ليجلد الحكام العرب؟أنا لم تحزنني استقالة عبد الباري لآرائه بل لما يمثله كونه آخر علم في الأعلام العربي المستقل.نهاية القدس العربي هي نهاية الأستقلالية في الأعلام العربي.لا الجزيرة ولا الميادين ولا غيرهما يمتلكون الأستقلالية ، الكل له أجندة ولو كان ذا نيات حسنة .
رأيي ببساطة
عندما اشعر باني مشوشة بسبب تناقض ما نتابعه على الفضائيات فيختلط الهابل بالنابل .. حينها كنت ابحث عن رأي عبد الباري عطوان لأني أثق ان قلمه حر وصادق ومستقل ولا يقول الا الحقيقة التي تتناغم وعروبتنا.. اعتقد ان القدس العربي هي الخاسرة وليس عطوان لانه لكل بساطة يستطيع البدء من جديد وسيجد محبيه يبحثون عنه
ونعم الرأي
صدقت ياختي العزيزه لأنرجل كهدا لايمكن ان يختفي .
المصلي
أخي سيد قاسم المختصر هو المفيد حيث صرنا نحن معاشر العرب لعبة الأمم تحركنا أجهزة الأستخبارات العالميه شعوباً وحكومات كرقع لعبة الشطرنج فمن تحترق ورقته يرحل بدون رجعة الى سلة المهملات ومزبلة التاريخ فلا يفيد فيه شفاعة الشافعين هذا هو الواقع
جحا يقول إذا كان ثوب نظيف نوسخه
إذا قلم حبر ينكسر وينشف حبره علشان ما يكتب. كما يتضح وينكشف أن الاعلام مسيطر عليه الصهاينه. ذهاب عطوان الى خلية النحل ليس لجني العسل المصفى. فلندن عاصمة اليهود منذ ترحيلهم أو طردهم من روسيا.. فالتصفيات الجسديه والاغتيالات التي حدثت في العالم كلها أو أكثرها أو معظمها كانت من تدبير وتخطيط مخبرات وذلك للتخلص من شخص يشكل خطر على العرق السامي. هذه تهمه يمكن لصقها بأي شخص وتكفيره كما يفعل المجاهدون في سبيل الشيطان. للانسان عمله فحتى لو أسكتوه كما فعلوا في ناجي العلي سيبقى عمله مخلد لذكراه في ذاكرة
الدنيا تتغير.
خرجت قطر ودخلت السعودية. خرجت الجزيرة ودخلت الميادين. خرج مرسي وكاد يخرج اردوغان والدنيا تتغير. دوام الحال من المحال.
بهلول
أنا شخصياً أتوقع له أن ينشئ صحيفة جديدة إسمها الميادين
هل قطر في المشهد
أن الإشارة لعودة هيكل إلى المشهد الإعلامي والنبرة التي ظهر بها في ظل احد الحروب ضد الربيع العربي وإخفاء عطوان في نفس الظرف مع ما كان يردد من علاقة كليهما بتلك الدولة الصغيرة أرضاً الممتدة فضاءً يجعل اغراءات النظر الى لعبة توزيع الادوار ملحاً
هل قطر في المشهد
أن الإشارة لعودة هيكل إلى المشهد الإعلامي والنبرة التي ظهر بها في ظل احد الحروب ضد الربيع العربي وإخفاء عطوان في نفس الظرف مع ما كان يردد من علاقة كليهما بتلك الدولة الصغيرة أرضاً الممتدة فضاءً يجعل اغراءات النظر الى لعبة توزيع الادوار ملحاً
خارج المشهد
ههههه. اعتقد خارج المشهد ودخل غيرها. قال ليك السيد قاسم قوة كاسحة تريد أن تستبد بالمشهد السياسي من جديد....
يقالون ولا يسقيلون أو ينزل ملك الموت ليقبض امانته
شخصياً لا أؤمن بنظرية «الاستقالة» في العالم العربي، فرؤساء الدول والأمراء والوزراء والوكلاء والمدراء يُقالون ولا يستقيلون.
عل نور
الاستاذ الفاضل قاسم
مقالك اليوم م متسرع جدا، م منحاز .. عطوان(عاشق صدام وبن لادن) وصل لمرحلة نهاية العطاء بس ما يقدر الرجل يعطي اكثر ، انا شخصيا كنت من اشد المتابعين له حتى قبل تقريبا سنه لكني عزفت عن متابعته لافتقار مقالاته للتجديد في المواضيع ولغلبة طابع التوقع عليها مع احترامي الشديد لتاريخه ودفاعه عن قضاياه،الايام ستكشف مدى تسرعك هذا،اخيرا (يقالون ولا يستقيلون ) صدقت فبقاء الصحافيين يظل دوما رهين ارضاء راس كبير، فهم بذلك احجار نرد فقط يحركها بها الساسة (والمجرمين احيانا).
مقال تعبان عليه الكاتب
صحيح دافع عن بن لادن وصدام ودافع.أيضاً عن الثورة في البحرين ومثل ما بقولوا المصريين يا خبر النهاده بفلوس بكره يبأه ببالاش
ان لم ينفع المال
ياتي السيف ليخنق كل صوت حر
رغم اني لست معك في توصيف عبد الباري ولكن:
بعض المقالات المنصفة من هذا الكاتب ازعجت بعض دول الخليج وبعد مؤتمر دول اوربا مع دول الخليج رأينا متغيرات كثيرة على الساحة الإعلامية وهي محاولة خنق اي صوت يتكلم ويتحدث عن الخليج بصراحة ويكشف المستور كما هي قناة العالم
ولا استبعد ان اقالة عبد الباري جاءت على نفس النسق. هذه وجهة نظري ولأن دول اوربا لا تهمها حريّة الكلمة بقدر ما تهمها المصالح والاموال وبما ان دول الخليج تتأذى من نشر الغسيل الدائم فربما حصلت بعض الصفقات التي تخرس كل لسان ينطق بالحق ولو احيانا
قوة استبدادية قادمة بقوة
تعليق في الصميم. اتفق معك ومع الكاتب، هناك دولة راعجة بقوة لتحل محل قطر وتزيحها من الساحة. رأينا ذلك في مصر وفي سوريا. وإقالة عبدالباري عطوان في هذا السياق. قراءة دقيقة للأحداث.
استاذ قاسم ( البي بي سي ) وشروها
ماذا بقي ،، جاءت على عطوان ،،
لماذا العجلة
لماذا العجلة ...!؟ قريباً وستتضح الأمور ولن يبقى هناك سراً مدفوناً إلى الأبد ..نحن نعرف جميعاً بأن السيولة وإرضاء جهة ما.. هي أحدى أسباب وجود الغالبية من الوجوه الإعلامية العربية وحتى الاجنبية البارزة والتي بدونها في هذا الزمن العجيب لا يستقيم فيها لأحد مقام..مع التحية
اخي فيصل القاسم
قاسم حسين أعد القراءة مرة أخرى أراك لحنت أختلف الكلية معك حول عطوان فمن يقبل ان يكون عرابا لارهابي وهو بن لادن ومدافعا عن ديكتاتورا عربيا أعني صدام في الوقت الذي يهاجم نفس هولاء لا يمكن ان يكون كاتبا نزيها عطوان ورقة احترقت واكتملت الان ولم يعد احدا يثق بما يكتبه ويقوله وانكشف
صحيح
اتفق معك في اغلب ماذكرت فالرجل مواقفه غير ثابته في قضايا الحق الكلي
احيانا تغلب عليه النزعة الطائفيه وذكرك لبعث الاحداث يثبت ذلك
عطوان لم يحمل اي فكرا طاذفيا البتة..
والدليل ان سعيد الشهابي لديه عمود اسبوعي في القدس العربي منذ زمن ليس بالقصير ولم يتوقف العمود تحت اي ظرف من الظروف باللا ضافة الي كتاب شيعة آخرين من البحرين والعراق ولبنان وايران لهم اعمدتهم الاسبوعية في القدس العربي. ناسف لهذا الزمان الذي يصنف الكاتب علي هويته وقد قيل عش رجبا تري عجبا
شكرا. يا بو عطوان
شكرأ يا أصدق صحفي في العالم. الأستاذ / عبدالباري. أنا من بعدك لم أقرأ. أي مقال و لا أي جريدة. لأن مافي أصدق منك