العدد 3960 - الأربعاء 10 يوليو 2013م الموافق 01 رمضان 1434هـ

جامعيون محرومون من الدراسة ومطالبون بدفع غرامات خيالية!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

لا أحد منصف ومطلع على العهدين الدوليين لحقوق الإنسان يصدّق ما حدث لعشرات الطلبة والطالبات من كلية البحرين للمعلمين، منذ أحداث الجامعة في 13 مارس/آذار 2011 وحتى هذه اللحظة.

محاكماتٌ وحرمانٌ من الدراسة وفرض غراماتٍ كبيرةٍ عليهم، وسجن بعضهم سنوات طويلة، وانتهاكات واسعة لحقوقهم الإنسانية والدراسية... وقائمة اتهامات تطول وتزيد دائرتها وتتوسع. وهناك تنفيذ الأحكام القضائية التي صدرت ضد العشرات منهم، ومن أجل وقف تنفيذها طلب من أولياء أمورهم دفع غرامات مالية كبيرة، تصل إلى 5000 دينار، في الوقت الذي تعيش فيه أسرهم في حيرة كبيرة، ولا يدرون ماذا يفعلون؟ وإلى أين يذهبون لإنصافهم؟

تقوم إدارة الجامعة ووزارة التربية والتعليم بإصدار وتنفيذ قرارات الفصل والتوقيف عن الدراسة ضدهم بطائفية بغيضة. أحد آباء الطلبة المتضررين يقول انه في يوم أحداث الجامعة الدامي كان ابنه يتلقى العلاج في مستشفى السلمانية بسبب كسر أصابه في رجله، وعنده التقرير الطبي الذي يثبت صحة كلامه. وبالإضافة إلى وجود شهود من الطلبة يؤكدون غيابه في ذلك اليوم الرهيب، ويقسم بالله العظيم أن ابنه المحكوم عليه قضائياً بثلاث سنوات، وبغرامة تقدر بـ 55 ألف دينار تقريباً، لاتهامه بالمشاركة في أحداث الجامعة التي لم يشهدها، بسبب إصابته الشديدة التي منعته عن الحضور إلى الجامعة في ذلك اليوم الأسود، حين تم السماح بمرأى ومسمع رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجامعة وعلم وزارة التربية والتعليم، بدخول عدد كبير من الأفراد إلى أقسام الجامعة، وهم ليسوا من طلبة الجامعة، حاملين بأيديهم قطعاً من الأخشاب وبعض الأسلحة البيضاء، وقد أحدثوا بسبب قسوتهم إصابات توزعت بين البسيطة والمتوسطة والبليغة في صفوف الطلبة، ومن بينهم الطالب الجامعي المتفوق محمد عبدالمهدي الذي تم الاعتداء عليه بفأس، وأصيب بجرح عميق في رأسه، دخل بسببه في غيبوبة استمرت عدة شهور، وأفاق منها بعاهةٍ مستديمةٍ وصعوبةٍ في النطق، وفقدان نسبة كبيرة من ذاكرته. وقد ألحقته أسرته مؤخراً بمركز تعليمي متخصص لتدريبه على نطق الحروف الهجائية التي لم يتذكر الكثير منها، بعد أن كان طالباً جامعياً متميزاً في تحصيله الأكاديمي وفي أخلاقه وسلوكه. والغريب في الأمر أن الشخص الذي قام بهذه الجريمة النكراء مازال طليقاً!

سنكتفي هنا بذكر ثلاثة نماذج من الطلبة الذين تضرّروا من إجراءات إدارة الجامعة ووزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية القاسية، النموذج الأول طالب حاصل على شهادة تفوق من جامعة البحرين، وأدرج اسمه ضمن قائمة العميد الشرفية في الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي 2011 – 2012، على الرغم من أنه لم يتبق على تخرجه إلا ثلاثة أشهر، قامت إدارة الجامعة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بفصله عن الدراسة وتوقيف بعثته الدراسية، ومطالبة والده بدفع 12 ألف دينار، تعويضاً عن المبالغ التي دفعت إلى ابنه طوال سنوات الدراسة الأربع.

النموذج الثاني طالب في السنة الثالثة جامعية بكلية البحرين للمعلمين، تم فصله من الدراسة ومخاطبة والده الذي يعيل 9 أفراد، لدفع جميع مصروفات البعثة التي تقدّر بـ 8874 ديناراً.

النموذج الثالث طالبٌ جامعي على وشك التخرج، حكم عليه مع التنفيذ، وقبل أيامٍ اتصلت وزارة التربية والتعليم بوالده المتقاعد تطلب منه مراجعتها لتسديد المبالغ المترتبة على ابنه المسجون، والتي قدرتها حتى الآن بـ 12 ألف دينار.

إننا لا نستطيع سرد جميع الإجراءات المماثلة التي نفذت ضد أكثر من 90 طالباً وطالبة، والتي كان للجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بقيادة محمود شريف بسيوني الكثير من الملاحظات القانونية التي تصل إلى بطلان أكثرها. لكن اللافت في هذه القضية أن جميع الطلبة والطالبات الذين تضرّروا هم من مكوّن واحد، ما يجعل المتابعين للشأن الجامعي وكثير من الحقوقيين والقانونيين ومؤسسات المجتمع المدني، أن يضعوا علامات استفهام كبيرة على مجمل الاجراءات التي اتخذت ضد هذا العد الكبير من الطلبة والطالبات. ولا نعجب بعد ذهابهما -ونقصد إدارة جامعة البحرين ووزارة التربية والتعليم- بعيداً عن العدالة والمساواة في تعاملهما مع قضايا الطلبة، إذا ما قالوا عن خطواتهما أنها غير حيادية وطائفية متعمدة لتجهيل أبناء الوطن.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3960 - الأربعاء 10 يوليو 2013م الموافق 01 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 10:16 ص

      محاربة العلم

      الحكومة تقوم بهذه الافعال ضد الطلبة المتفوقين للوقوف في وجههم دون الحصول على الشهادة الجامعية التي تمثل سلاح المواطن في هذا اليوم ولكنهم لم يستطيعواا كسر ارادة هؤلاء الطلاب سيخرجون من السجون مرفوعة رؤوسهم وسيكملون دراستهم وسيحاربونهم بها

    • زائر 15 | 8:53 ص

      لا بد من محاسبة الجناة الحقيقيين

      من دخل الجامعة وعاث فيها فسادا وحمل السلاح وكسر لم يتم محاسبتهم رغم وجود التصوير والشهود من الطلاب والأكاديميين. يوم الحساب قريب لكل ظالم

    • زائر 14 | 7:49 ص

      والله حرام

      ماحدث وما يحدث إلى اليوم من انتهاكات وظلم وتعدي حرام والله حرام لماذا كل هذا يحدث للمواطنين الأبرياء فقط لأنهم طالبوا بأن يكونوا مواطنون متساون في الحقوق والواجبات وأمام القضاء وفي فرص التعليم والعمل والمشاركة
      هل هذا ذنب يعاقبون عليه تثكل من أجله الأمهات وترمل النساء ويتيتم الأطفال لانرى إلا عوائل مثكولة وفاقدة وتنظر عائلها أو ابنها يالله مايحدث يجلب الحسرة والألم واللوعة والقهر فالظلم له طعم مر غاية في المرارة

    • زائر 13 | 6:21 ص

      سيقاضيك إلهٌ في السماء

      إلى أين سيذهب هؤلاء الظلّام من رب العالمين الله ينتقم منهم فرداً فرداً من أصغر راس لأكبره وهالطلاب بإذن الله بعودون لمقاعدهم ودراستهم وبيرفعون راس الوطن الغالي فوق غصباً عن العدوان

    • زائر 12 | 6:19 ص

      جامعيون

      التميز الطائفي لا يزال متواصلا حتى بعد صدور تقرير بسيوني
      ولا يزال فصل الطلبة متواصل من جامعة البحرين لاسبابا طائفية و هي تجهيل فئة من الشعب

    • زائر 9 | 4:26 ص

      حرام والله

      التعليم حق، اذا منع حلّت الكوارث لأن الإنسان بطبعه سيدافع عن حقه... والدفع ما ليه داعي يعني الادمي درس وكرف واشتغل وخل طاقته.. الوزارة المفروض مخصصة ميزانية لكل شخص يدرس بدون ما يدفع الكثير.. مساعدات اعفاءات شيء

    • زائر 11 زائر 9 | 6:10 ص

      الله يعين

      البلطجية سووها وبعدين انحطت فوق راس هالمساكين

    • زائر 8 | 3:55 ص

      تفاصيل مأساة

      أدعوا المخرجين لتمثيل فيلم خاص فقط بأحداث الجامعة بحيث يكون فلما توثيقيا
      شاهدا على مظلومية هذا الشعب

    • زائر 7 | 3:00 ص

      الله معكم على الظالمين

      المجرم الحقيقي يكرم و الضحية يظلم الفديوهات منتشرة تثبت ذلك

    • زائر 6 | 2:50 ص

      ياالله

      أي حقد و اي كره هذا

    • زائر 5 | 2:49 ص

      ياالله

      أي حقد و اي كره هذا

    • زائر 4 | 2:43 ص

      شدة اوبتزول

      الله يكون في عونهم

    • زائر 3 | 2:30 ص

      اللهم ياوكيل لطفك بالمظلومين

      لاتظلمن اذا ماكنت مقتدر فالظلم ترجع عقباه الى الندم
      تنام عينيك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

    • زائر 2 | 1:44 ص

      شهود مغيبون

      نحن منتسبي الجامعة من الموظفين والأكاديمين كنا شهودا على أحداث اليوم الأسود ، رأينا مايشيب له الرضيع، رأينا كيف هجم هؤلاء القادمين بسيوفهم وأسلحتهم البيضاء والعصي على الطلبة والطالبات ، رأينا كيف كسر هؤلاء الهمج المختبرات والصفوف الدراسية وخلع أسلاك الكهرباء ورمي الكمبيوترات على الأرض ، رأينا شخص ملتحي يقوم بحركات صبيانية وجنسية للطالبات، يا الله من ذلك اليوم الرهيب، لم يستدع أحد من الأكاديمين والإداريين للشهادة لا من قبل إدارة الجامعة ولا من قبل القضاة ، كان الله في عون الطلبة وأهاليهم.

اقرأ ايضاً