أسدلت معظم الاتحادات الرياضية والأندية الوطنية الستار على مشاركاتها هذا الموسم بانتهاء منافسات المسابقات المحلية وأخرها كان بالأمس دوري زين البحرين لكرة السلة الذي وصل إلى مشارف شهر رمضان المبارك.
بعد موسم طويل وشاق لا شك أن الجميع يرغب في الخلود للراحة واسترجاع القوة، إلا أن هذه المرحلة إلى جانب أنها مرحلة للاسترخاء هي أيضا مرحلة للمراجعة والتقييم لمجمل الموسم الماضي سواء بالنسبة للاتحادات أو الأندية أو المدربين أو اللاعبين.
في جعجعة الموسم لا يمكن بأي حال من الأحوال إجراء عملية تقييمية صحيحة ولكن الآن هي المرحلة المناسبة لمثل هذه العملية، وفي هذا التوقيت فإن من يدرس سلبياته ويضع الحلول لها ويدرس ايجابياته ويعمل على تعزيزها لا شك سيكون في وضع أفضل في الموسم المقبل.
الاتحادات بحاجة إلى وقفة تقييمية شاملة تدرس فيها نقاط ضعفها سواء المتعلقة بمسابقاتها وشكلها وقوة التنافس فيها وكذلك بالنسبة لتقييم المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات والأجهزة الفنية العاملة في الاتحادات.
إلى جانب ذلك لا بد من تقييم أيضا عمل أعضاء الاتحاد أنفسهم، فمن يعمل لا بد أن يخطأ وعندما يقوم بتقييم عمله من المفترض أن لا يكرر نفس الخطأ.
الأندية هي الأخرى مطالبة بعملية تقييمية شاملة لأسلوب عملها وإدارة ميزانيتها وكذلك لأجهزتها الفنية ولمستوى لاعبيها ولبرامجها الاستثمارية.
واللاعبون في فترة الراحة بحاجة أيضا إلى تقييم مستوياتهم الفنية في الموسم الماضي والوقوف على أسباب تراجع المستوى وكذلك البحث عن سبل تطوير مستوياتهم الفنية بدل انتظار بداية الموسم تحت اشراف مدربين غير مؤهلين في بعض الأحيان.
والمدربون أنفسهم المناط بهم عملية التطوير لا بد أن يقوموا بإجراء عملية تقييم شامل لموسمهم لتدارس السلبيات والعمل على سد النواقص سواء من خلال الدورات التدريبية المتخصصة أو من خلال الاطلاع والقراءة والتعرف على كل جديد في عالم التدريب.
التقييم أساس النجاح، ومن دون تقييم مستوى العمل في المؤسسات والشركات الكبرى لا يمكن الارتقاء بمستوى الانتاج، فعملية التقييم تعتبر أهم العمليات في علم الإدارة.
والاتحاد الدولي لكرة القدم عندما أقر إقامة بطولة كأس القارات قبل سنة من كأس العالم وفي البلد المستضيف له كان الهدف الأساسي منها هو إجراء عملية تقييم شاملة لاستعدادات هذا البلد لاستضافة المونديال والعمل على اكتشاف السلبيات وعلاجها قبل انطلاق الحدث الأهم.
والجيوش عندما تجري المناورات السنوية فالهدف الأساسي أيضا هو لإجراء عملية تقييم شاملة ومنع الوقوع في الأخطاء خلال الحروب الحقيقية.
والتقييم ليست عملية واحدة وإنما هي عملية مستمرة ومتواصلة مع الانسان طوال حياته، ورياضيا نحن بحاجة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى لإجراء عملية تقييمية شاملة وحبذا لو كانت تحت اشراف جهاز متخصص يتبع اللجنة الأولمبية البحرينية مهمته الاطلاع على برامج التقييم في الاتحادات والأندية واجبارها على اجراء هذه العمليات ومساعدتها في إنجازها بالصورة العلمية الصحيحة.
دون أن نقيم عملنا لن نعرف أي نحن الآن ولن نعرف أين كنا وأين سنكون، وسنظل على ما نحن عليه نسير على البركة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3958 - الإثنين 08 يوليو 2013م الموافق 30 شعبان 1434هـ