العدد 3958 - الإثنين 08 يوليو 2013م الموافق 30 شعبان 1434هـ

الخاسر الأكبر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لاشك أن الخاسر الأكبر في الربيع العربي هو حركة «حماس» الفلسطينية، حتى قبل سقوط حكم الاخوان في مصر يوم الأربعاء الماضي.

الحركة ذهبت برجليها إلى الطريق الذي سلكته حركة فتح من قبلها، حذو القذة بالقذة، لتقع في الأخطاء والخطايا القاتلة نفسها، تطبيقاً لقول الشاعر: «سلكناها خطى كتبت علينا»!

حركة فتح التي صعد نجمها بعد حرب الكرامة العام 1968، أصبحوا رقماً صعباً في الساحة. وفي منتصف السبعينات، تم استدراجها إلى طريق التسويات، وذهب زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات إلى نيويورك ليلقي خطابه التاريخي عن السلام. ولم يكن صدفةً وجوده في مجلس الشعب المصري حين فجّر أنور السادات قنبلته باستعداده الذهاب إلى تل أبيب من أجل السلام مع «إسرائيل».

بعد انتصار الثورة في إيران، كان عرفات أول ضيوفها، حيث سلمت السفارة الإسرائيلية للفلسطينيين ليقيموا أول سفارة لهم في العالم. هذه الفرصة ذات الزخم الكبير أضاعها عرفات بعدما انحاز إلى صدام حسين في حرب الثمان سنوات.

في صيف 1982، اجتاحت «إسرائيل» لبنان بهدف إخراج المقاومة الفلسطينية، وهذا ما تم بتشتتها على تسع دول عربية، حيث استقر عرفات بعيداً في تونس. وبعد غزو الكويت وقف عرفات أيضاً مع صدام، فعوقب عقاباً شديداً حتى أيامه الأخيرة من دول الخليج. سيرة عرفات بعد خطبته في نيويورك هي سلسلةٌ من الاخفافات والخيارات الخاطئة.

حماس بنَتْ مجدها على إخفاقات عرفات، وتجنّب أخطائه، وأقامت تحالفاتها مع عددٍ من الدول والحركات التي التزمت «خيار الممانعة»، وهي جهات محدودة ومعروفة ولا تحتاج إلى تكنية: إيران وسورية وحزب الله. وبينما ظلت أسرار صمود الفلسطينيين أثناء سنوات حصار غزة مبهمة، إلا أن الحرب الأخيرة (2009) كشفت دور هذه القوى الثلاث في تسطير ملحمة الصمود الفلسطيني. وحتى حين بدأت الأزمة السورية تلقي بثقلها على الوضع الفلسطيني وتزيد تشققاته، اعترف خالد مشعل بدور هذه القوى الداعمة لصمود غزة في خطابه الثاني، بعد دخوله غزة، وكان واضحاً محاكاته لخطابات حسن نصر الله التي كان يلقيها في الأحداث الكبرى التي واجهت لبنان في العقد الأخير.

سقوط مبارك ووصول الاخوان إلى حكم مصر، أشعر حماس بأنه بات لديها ظهرٌ قويٌ يسندها. والمناوشات الدبلوماسية والحركات الاستعراضية التي تسللت من خلالها تركيا إلى قلوب العرب، عززت هذه الاستكانة لدى حماس. من هنا غامرت بحرق الورقة السورية، التي وفّرت لقياداتها المأوى والمقر طوال عشرين عاماً، بينما طردها الآخرون.

كانت الأجواء الاحتفالية الصاخبة قد أعمت قيادات حماس من النظر إلى احتمالات المستقبل والتساؤل عن مآلات الأمور. والمفزِعُ أنهم استكانوا لهذه المظاهر، ولم يفكّروا في موقف اخوان مصر، ورسالة مرسي الحميمة إلى «صديقه العظيم بيريز». كما لم يتساءلوا عمّا يمكن أن يصلهم من مدد فيما لو شنت عليهم «إسرائيل» حرباً جديدة، ومن يدفع رواتب موظفيهم، فضلاً عمّن يهرّب إليهم الرصاص لمقاومة الاحتلال.

كان الخطاب الديماغوجي مرتفع النبرة، وتولى كِبْرَه مشعل الذي دخل غزة في إهاب المنتصرين، وفيما بدا النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من السقوط، لم تحسب الجماعة حساباً لتقلّبات الدهر، ليعيدوا سيرة عرفات الأولى.

الآن سقط حكم اخوان مصر، وكما كانت حماس الأكثر انتشاءً بوصولهم للحكم، فهي اليوم الأكثر شعوراً بفداحة الخسارة... لقد خسرت بلح الشام ولم تظفر بعنب اليمن.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3958 - الإثنين 08 يوليو 2013م الموافق 30 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 9:58 ص

      ليس حماس فقط

      عمري شارف الستين ومن فهمت والفلسطينيين وبكل صراحة يعضون اليد التي تمتد لمساعدتهم حقيقة مرة رضو ام لم يرضو دائما يخونون من يساعدهم

    • زائر 31 | 8:38 ص

      الى زائر 21

      بل كان الخطاب في مدينة نيويورك في 13 نوفمبر / تشرين الثاني من عام 1974 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

    • زائر 30 | 7:48 ص

      المصلي

      كما يقول المثل البحراني يعني خفكت من العجمية والعربية وهذا جزاء من يرهن نفسه وشعبه وراء أهوائه وشهواته ويكون عبداً ذليلاً لغير الله ويبيع قضيته بحفنة دولارات النفط والتي لاتسمن ولا تغني من جوع والمتضرر والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني المظلوم حيث أنهم باعوه وباعوا قضيته بأبخس الأثمان وراحوا يلهثون ويركضون خلف كل من هب ودب لايعرفون صديقهم من عدوهم وهذه سياسة العبيد واللهث وراء مصالحهم الشخصية ليس الا وهي ما تسمى المتاجرة بقضية الشعوب في العرف السياسي وياسلام سلم العيلة بتكلم

    • زائر 24 | 2:25 ص

      ستاسي

      لقد خسرت بلح الشام ولم تظفر بعنب اليمن. ولا بتفاح لبنان و لا بالمنجة المصرية. بس الشام فيها بلح؟ أني ما شفت ولا نخلة هناك

    • زائر 28 زائر 24 | 5:29 ص

      القرآن يحكي وليست الأمثال ققط

      الشام فيها بلح . فأين كانت ولادة عيسى بن مريم عليهما السلام؟

    • زائر 29 زائر 24 | 7:16 ص

      صادق

      المسيح عليه السلام ولد في بيت لحم بفلسطين بينما المقصود بالشام هنا سوريا (بل و دمشق تحديداً). قيادة حماس كانت في رعاية سوريا.

    • زائر 23 | 2:10 ص

      هذا جزاء من يتبع انظمة فاسدة ويترك شركاء النضال

      النظام السوري ورغم علّاته وما فيه من سوء الا أنه نظام ممانع وعروبي بمعنى الكلمة الحق يجب ان يقال فقد وقف مع القضية الفلسطينية ومع الفلسطينين
      وفتح لهم بلاده وعاملهم كمواطنين ودعمهم بالمال والسلاح. كما دعم المقاومة اللبنانية حتى انتصرت.
      أما موقف حماس مع ايران فكان موقف الناكر للجميل والعاض لليد التي اسعفته وساعدته ولكن لا غرابة في ذلك لقد تعودنا من كل زعيم لجماعة معينة ان تخدعه الاموال وبريقها

    • زائر 22 | 2:07 ص

      الجاه و الكرسي و المال سر السقوط

      عندما تستلم الي مغريات السلطه و الجاه والمال تنسي كل شي ...نعم استدراج حماس ( مثل فتح ) الي المال الخليجي وبعض الامتيازات البسيطه على الارض مقابل مواقف معينة ...فكانت النتيجة السريعة خسارة أصدقاء الامس وخسارة أصدقاء اليوم

    • زائر 20 | 1:56 ص

      نسأل الله حسن الختام

      كم كنت ممن يعتدون بحماس ويفتخرون بأمثاله في زمننا الإبر
      لكن مؤسف ما آالت إليه مؤسف موقفها من الظلمة
      مؤسف خذلانها الشعوب الـأبية بمواقفها التي ما كانت أن تصدر من جهة مثلها
      لكن نسأل الله حسن الختام
      ونسأل النصر لمستضعيفي الأرض الأشراف

    • زائر 18 | 1:44 ص

      بحرينية

      مع الأسف جماعة حماس عظوا الايد اللي امتدت اليه وساعدتهم !!!!!!

    • زائر 17 | 1:37 ص

      حلوة سيد

      يعني بالبحراني لا حظت برجيلها ولا أخذت سيد علي

    • زائر 14 | 1:19 ص

      البحرين كشفتهم

      لقد سقطو من أول يوم بقصية البحرين ودعمهم للحكومة المستبده ونسو المساعدات الكبيرة من إيران وسوريا وحزب الله فركنو مع الذين ظلمو وقد أسقط عنهم ورقة التوت قضية سوريا وليكشف للناس خبثهم

    • زائر 16 زائر 14 | 1:35 ص

      نعم

      في الصميم وهم مكشفون

    • زائر 21 زائر 14 | 2:02 ص

      ملاحظة

      سيدنا العزيز، عرفات القى خطابه التاريخي في جنيف وليس في نيويورك.وذلك لرفض عمدة نيويورك دخول عرفات. شكرا لك

    • زائر 6 | 1:13 ص

      بالبحراني

      مضمون كلامك يا ابو حسين إن حماس لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي

    • زائر 4 | 12:52 ص

      لا نهم اختارو طريق الشيطان

      لقد خسرت بلح الشام ولم تظفر بعنب اليمن. حلوه ههههههه

    • زائر 3 | 12:17 ص

      @

      سيدي الكاتب .. الاخوان قد فاحت روائحهم النتنة .. الناس كانوا مخدوعين فيهم .. ولكن اليوم اراد الله ان يبين الخيط الاسود من الخيط الابيض .. اقوول الحمدلله الذي اسقط اقنعتهم .. وبانت وجوههم المتأمركة ..

    • زائر 2 | 12:00 ص

      يقولون

      إن اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا. هذه حالة حماس تعض اليد اللتي امتدت اليها لتساعدها فهي تستحق ان تصاب بخسارة تنهي تاريخها.

    • زائر 19 زائر 2 | 1:55 ص

      هم هكذا

      فعلوها مع الأردن ومن ثم لبنان وبعدها في الكويت وأخيراً (وليس آخراً) سورية..

    • زائر 1 | 11:37 م

      تجاره العالميه حره - عبوديه للمال وعباده وإسراف وتبذير في كل شيء والله لا يحب المبذرين

      نجوم غناء لا معه في سماء الطرب والغناء العربي كانت ثمرة من ثمار الأخ الأكبر- برنامج إعداد نجوم للدول العربيه. تم تحويل الشباب الى تقليد ويغنون كي يستغني واحد منهم ويحب الشهرة بسهوله الكسب وبريقه. قد لا تخطر على بال المغني الصاعد الى سلم المجد والشهره الوهميه التي سرعان ما تتبدد أمام إستعباد وأستهبال و قد ينتبه مثل مارلين مرلوا التي أنهت حياتها انتحاراً وغيرها كثيرات. وها نحن اليوم نعيش الربيع العربي بعد أن بيعت الأراضي وتحويل السواحل العامة الى خاصة والوزارات الخدميه تحولت الى سلع تقدمه شركا

اقرأ ايضاً