أزمة أرض الكنانة ظهرت يوم الجمعة المباركة، ولقد شاهدنا الأحداث بالأمس، إذ اقتتل الاخوان الفرقاء، فأصبحت مصر بين ليلة وضحاها في نارين، نار الاخوان ونار تمرّد أو المعارضة، ولا نتمنّى أن تدخل مصر في صراعات داخلية بسبب الوضع الاقليمي والدولي الذي تعيشه المنطقة، ولكن الأحداث تتوالى بسرعة عالية جداً.

المشكلة أنّ جماعة الاخوان المسلمين في مصر لها تاريخها السياسي والمخابراتي القديم، وهي جماعة لا تتحرّك خطوة من دون أمر المرشد، ونستغرب عن طريقة الحركة التي فاجأتنا بالأمس إن كانت بأمر من المرشد العام للاخوان أم هي خطوة تلقائية؟ فان كانت بأمر من المرشد فتلك مصيبة وإن كانت تلقائية فالمصيبة أعظم!

إننا نشاهد أخبار أرض الكنانة، ونشاهد الموقف الحامي بين الفرقاء، ونتضرّع إلى الله بعدم حصول صدام بينهما، فلو حدث الصدام سيكون من الصعب عليهم إيقافه في اللحظة، فحتى الجيش لن يستطيع السيطرة على الموقف.

لا نريد لمصر أن تسقط في هذا الفخ المنصوب لها، ولا نريد رجوع الاخوان إلى عتبة الحكم مرّة أخرى، ولكننا نريد استقرارها، ولا ندري إن كان استقرارها يفرض رجوع محمد مرسي الذي لا يناسب حكم مصر، أم الاستمرار في العملية الانتخابية؟

نعلم بأنّ رجوع مرسي إلى الحكم أمر مستحيل اليوم، كما نعلم بأنّ الاخوانجية لن يتراجعوا عن الوصول إلى ميدان التحرير ولا عن إرجاع مرسي، فالمسألة تتعدّى مرسي. إنها تصل إلى شأن الاخوان المسلمين في المنطقة، وتراجع مكانتهم أمام العالم.

إن مصر الحبيبة في هذه اللحظات تعيش موقفاً صعباً من مواقف التاريخ، فإما أن تظهر على الساحة الصراعات، وتغذّيها القوى الإقليمية والدولية حتى تنشغل أرض الكنانة بنفسها وتضعف أكثر مما هي عليه، وإمّا أن يعي الاخوان حجم المأزق المصري فيتراجعوا حفاظاً على أمن واستقرار وسلامة مصر، ولكن إلى الآن لا نعلم ما الذي سيؤول إليه الأمر؟

فلندعو لمصر والمصريين النجاة من الفتن، ما خفي منها وما بطن، ولندعو لهم بالأمن والاستقرار، كما ندعو لهم بالحكمة لأنّها ضالّتهم في الأيام المقبلة، فإن سقطت مصر سقطت معها دول وأمم!

تذكير لوزارة الداخلية: هل قمتم باستجواب سعادة النائب عبدالحكيم الشمّري حول المعلومات التي صرّح بها لدى الرأي العام عن تورط ضباط من الأمن أم لا؟

تذكير لشريف بسيوني: متى ومن سيُحاسب الوزراء على لجان التحقيق؟

تذكير لجمعيات ائتلاف الفاتح: متى تطالبون بقطع العلاقات الأميركية وغلق القاعدة الأميركية العدوة وطرد السفير الأميركي؟ وما هي الـ 80 % من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟

تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال «أموال النفط» (على قولة المعاودة) ونحبّه على «خشمه» إذا حل اللغز؟

وأخيراً تذكير لوزير الاسكان: هل نحتاج لتذكيرك حول تطبيق المعايير الجديدة «قريباً» بعد سنة من اليوم أم ماذا؟