الأزمة السياسية في مصر، والصراع الدموي في سورية، والقلاقل الأخرى في عدد من دول المنطقة تمثل سلسلة من الأحداث والاضطرابات المترابطة التي بدأت في تونس ومصر مطلع العام 2011، وستتواصل معنا ربما لفترة سنوات، لأننا لانزال في بدايتها.
العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شكلته أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 ضد الولايات المتحدة الأميركية. بسبب تلك الهجمات بدأت أميركا ما أسمتها حينها «حرباً على الأرهاب»، وتمكنت بسرعة من القضاء على حكم طالبان في أفغانستان، ومن ثم انتقلت إلى العراق وقامت بإزالة نظام صدام حسين. مباشرة بعد ذلك نشأت مجموعات تحارب الأميركان وتحارب الأنظمة التي تشكلت بعد غزو أفغانستان والعراق، وتداخلت مفاهيم وممارسات «المقاومة» مع «الإرهاب».
الحروب والأحداث في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ساهمت بشكل واضح في انتشار حالة «عدم الاستقرار»؛ وذلك لأن مسببات الإرهاب وأعمال العنف متداخلة، بعضها يعود إلى الثقافات المتطرفة التي تنتشر باسم الدين، وبعضها بسبب انعدام فرص التنمية، وبعضها بسبب غياب الديمقراطية. وهكذا وصلنا إلى نهاية العقد الأول عندما انفجرت شرارة جديدة في نهاية العام 2010 تمثلث في حرق محمد البوعزيزي نفسه في تونس بعد أن أصابته صدمة إهانته واستنقاص كرامته.
وهكذا بدأنا العام 2011 بسلسلة احتجاجات وثورات واضطرابات شملت بلداناً عربية عديدة من المحيط حتى الخليج، وتحققت فيها انتصارات سريعة في تونس ومصر، ولكن هذه الانتصارات سرعان ما تعثرت. كما أن الاتجاهات المتطرفة التي نمت في الفترة السابقة وجدت فرصتها في التنفيس عن نفسها، وهكذا انحرف مسار ثورات الربيع العربي نحو الطائفية التي غذتها أنظمة وحركات كانت متعطشة للحصول على مواقع سلطة ونفوذ.
على تلك الخلفية انفجرت الأحداث مكرراً في مصر في 30 يونيو/ حزيران 2013، وبدأنا مخاضاً آخر، ونحن نمر به حالياً، وهو جزء من سلسلة تطورات أخرى ستمر بها المنطقة، ومن المتوقع أن تستمر طوال العقد الحالي، حيث يتلاطم «عدم الاستقرار» مع مساعي شعوب المنطقة إلى تحقيق العيش الكريم، ومساعي مراكز القوى والنفوذ (الإقليمية والعالمية) في ضمان مصالحهم ضمن تقلبات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3956 - السبت 06 يوليو 2013م الموافق 27 شعبان 1434هـ
{{{ كلمة حق }}}
ولا ثوره سيكتب لها النجاح في الوطن العربي . لاسباب بسيطة تقبله التعليمات الخارجيه ان كانت من مواطنيه المعارضين في الخارج او الداخل او من الدول التي لاتريد الخير للعرب جميعا . وهذا الذي نراه حاليا في ازمات الدول العربيه التي قامت بالانقلابات التي انقلبت عليهم 000 وشكرااااا
الثورات وتغيير الحكم في كل التاريخ
يكون صدمات شد وجذب لسنين عديدة. التطور والاستقرار السريع يصبح إذا الحاكم قرر التغيير بنفسه وطور.