لقد فعلها شباب مصر... وقاموا بثورتين، وأطاحوا برئيسين خلال عامين، أحدهما عسكري أكل الدهر عليه وشرب، وآخر كان يتحصّن بعباءة «شرعية» لم يحسن الحفاظ عليها وعلى ثورة شعب مصر.
لم يكن سقوط مرسي سقوط شخص، وإنما سقوط أقدم تنظيم حركي إسلامي، كان يضخ تأثيراته على العالم الإسلامي، من طنجة إلى جاكرتا، وكان يمثل أخطبوطاً مخيفاً لكثير من الأنظمة. هذا السقوط للتنظيم كان في مسقط رأسه، وقلب العالم العربي، وخلال عام واحد فقط من التجربة في الحكم.
من المؤكد أن لهذا السقوط المدوي أسباباً متعددة، في مقدمتها الرغبة بالاستفراد بالسلطة، وتمكين «الجماعة» في بلد خارج تواً من ثورة تفجرت ضد استفراد حزب، وتمرير دستور غير متوافق عليه.
إلا أن الأهم هو الإتيان برئيس يفتقد إلى رؤية وكاريزما الرئيس، فكان كلما خطب خطاباً هيّج الرأي العام ضده، حتى كان خطابه الأخير الذي أنزل كل هذه الملايين إلى الميادين، وهي تغلي غضباً.
سيقال الكثير عن «انقلاب الجيش»، وهو أمر صحيح تماماً، إذ جاء بشيخ الأزهر وبابا الأقباط، والبرادعي وممثل «تمرد»، ليتوفر على غطاء سياسي، وليثبت أنه حامي شعب مصر.
لكن هذا الانقلاب سبقه عدة انقلابات في مواقف الاخوان ضربت أهم نقاط قوتهم: ثقة الناس. بدأ ذلك بانقلابهم على وعودهم بعدم ترشيح رئيس، وعدم استفراد بالحكم، وعدم سيطرة على أكثر من ثلث مقاعد النواب، كلها وعود خالفوها، فضلاً عن وعدهم بالقصاص للشهداء، بينما ظلوا يحتفظون بسجناء الثورة، كل ذلك أصابها في مقتل في الداخل... كحركة سياسية دينية في الأساس، أما خارجياً فكان إغماضها على «كامب ديفيد»، ورسالة مرسي الخارجة عن أصول الدبلوماسية في مخاطبة صديقه «العظيم بيريز».
اللحظة الفارقة كانت لحظة الوصول للسلطة، فقد ظن الاخوان أن الدنيا دانت لهم بعد طول جماح. ملايين الأصوات التي حصلوا عليها أصابتهم بنوع من الخدر والدعة، وكأنها تخويلٌ دائمٌ، وليست توكيلاً مؤقتاً يمكن أن يسحبه صاحبه (الشعب) في أي وقت.
لقد أصاب هذه الحركة الاسلامية الكبيرة مرض الغرور والنرجسية بمجرد وصولها إلى السلطة، وكم كان موحياً أن يظلّ مرسي متشبثاً بخشبة «الشرعية» حتى بعد خلعه وغرق المركب بمن فيه.
إذا غادرنا مصر، إلى الدائرة الأوسع، حدثت متغيرات كبيرة مترابطة خلال الشهر الأخير: سقوط القصير، انتفاضة «تقسيم» ضد أردوغان، تغيير القيادة في قطر، حسم الجيش اللبناني ضد حركة الأسير السلفية، كلها كانت في اتجاه وحركة حكومة مرسي باتجاه آخر، نحو مزيد من التماهي مع الاتجاه السلفي المتشدد. ثم توالت خطابات أعطت انطباعاً مخيفاً بسقوط مصر في لعبة الاستقطاب الطائفي التي تنذر باقتتال سني شيعي، وانتهت بسحل عددٍ من المواطنين المصريين يقيمون حفلاً دينياً لأنهم «شيعة»، كانت تلك لعبةً أكبر من أن تتحملها أعصاب مصر، وتاريخ مصر، ومنارات مصر.
المؤكد أن الاخوان لن يختفوا من الساحة، ويجب أن يسهّلوا على أنفسهم العودة والاندماج، وأن يسهلها أيضاً الآخرون. والخوف كل الخوف أن تندفع الفئة الغالبة اليوم في سياسة تصفية وإقصاء وملاحقات، بدأت نذرها تلوح مع اعتقال مئات الكوادر والقيادات وسوقهم للمحاكمات السريعة، وإغلاق قنوات التعبير، في عملية أشبه بسلخ الجلود.
مصر قدمت دروسها لشعوب الربيع العربي وحكامه الجدد. لا استفراد بالقرار بعد اليوم. لقد خرجت الشعوب ولن تعود إلى بيوتها بأقل من سلة الحقوق الإنسانية كاملةً. الدين لله وليس لطائفةٍ أو حزب، والوطن للجميع دون تمييزٍ أو إقصاء. سياسات الغلبة والقهر و«شرعية الصناديق المموّهة» لن تدوم.
لم يحكم الاخوان مصر لأكثر من عام. إنها إحدى عبر الدهر، وآيات الله في خلقه، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء... كما أضحكك الدهر... كذاك الدهر يبكيك.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3954 - الخميس 04 يوليو 2013م الموافق 25 شعبان 1434هـ
( تيتي تيتي لا رحتي و لا جيتي )
إن قيام ثورتان في مصر و عدم الاستقرار السياسي و الاقتصادي و استنزاف الطاقات البشرية و المادية لهذا البلد .علي حساب هذا الشعب الفقير . ربما كان ذلك بفعل مؤامرة عالمية و اقليمية لمصلحة اسرائيل و الصهيونية العالمية.
انه حكم الاوي على الضعيف
بسلاح الديمقراطيه فاتعضوا يا اولو الالباب وما نحن الا حراب هذه الاوهام المجنونه والاحلام الباهته
كلمة السر هي الجيش .. لو تدخل الجيش ماكان هذا ان يحدث
الى الاخ الفاضل
انصحك نصيحه لوجه الله اقترب من الوفاق وبل الاخص الى الشيخ على سلمان وجالسهوا وتحدث معه لتكن لك صوره واضحه ما يدور فى رئس هادا الرجل الشريف انا لستوا متحزبأ ولا وفاقيا ولا انتمى الى اى فصيل اسلامى انا متحرر ولكن وجدت هاده الشخصيه من اشرف واكبر الناس حبها الى الوطن دائما يردد نفس العباره نريد دوله مدنيه لا اسلاميه ولا علمانيه يشترك فيها الجميع يعمل لمصلحه الجميع سواسيه كلمشط
الزعران المفسدين
حركة الزعران المفسدين في تصوري أخطر من الحركات السلفية المتشددة، لان الأولى تتلون كالحية الرقطاء، يوم معك ويوم ثاني ضدك ويوم لا ويوم نعم، لا تعرف لهم وجها، ولا شكلا ولا مبدأ، بينما الثانية صريحة بتشددها وارهابها وسياستها التكفيرية. الأمر الآخر، هو انه وعلى ضوء التجارب السابقة يمكن القول أن التيار الإسلامي بجميع مذاهبه وفرقه اثبت انه لا يصلح للحكم، وان الحكم المدني هو الأجدى والانفع حالياٍ
الاخوان جاءتهم الفرصة ولكنهم سقطوا في الامتحان
الاخوان كانو يسمّون انفسهم بالاخون المسلمين ولكنهم ما إن تسلّموا زمام الامور وإذا بالاسلام لا وجود له في تعاملهم ومعاملتهم واصبح الاستحواذ على المناصب واحتكارها هو همهم الاول. بل اصبح الوضع اكثر خطورة فلو استمرت السلطة في يدهم الله اعلم الى اين سيأخذوا مصر! ولكن الشعب المصري
كان نبيها وتدارك الامر قبل ان يستفحل
تحيا مصر
في رايي المتواضع ان مصر لا تستحق يحكمها ما يسمى بالاخوان المسلمين لان بصراحه مرسي كشف لينا حقيقة ما يسمى بالاخوان المسلمين انهم حزب يريدون ان يحركون الناس بحسب مزاجهم ويسبون في الشيعه مثل ما قال مرسي ان الشعيه انجاس ومجوس وتم سحل وقتل اربعه شيعه امام الناس ومرسي لم يستنكر وغيرها من امور.
احسنت
مقال جدير بالقراءة شكرا
وقل سيروا في الأرض وإنظروا عاقبة الذين من قبلكم.. الدنيا فيها عبر كثيرة..
متغيرات كبيرة مترابطة خلال الشهر الأخير: سقوط القصير، انتفاضة «تقسيم» ضد أردوغان، تغيير القيادة في قطر، حسم الجيش اللبناني ضد حركة الأسير السلفية..
وآخرها سقوط حكومة الاخوان في مصر، بعد سحل عددٍ من المواطنين المصريين يقيمون حفلاً دينياً لأنهم «شيعة»..
ثورتان في عامين
وهل هاي شي مفرح ، الناس مو لاقية تأكل والصيّع قاعدين في الميدان عن روحة الشغل ، إذا ينتظرون رئيس يرضى عنه الشعب كله فبيخيسون في الميدان ، إذا رسول الله ما رضوا فيه كل البشرية !! هالشباب تمشيه البهرجة الإعلامية والفشار والفلوس لا تنفخ فيهم زياده عن اللزوم ، وكلهم في صوب وناشط قناة العالم مال حركة تمرد في صوب !!!!
اعتباار
اعتبروا ايها المتغترسوون من احداث مصر فلا احد فوق الطبيعه الألاهيه.
شاكر الشهركاني
أخلد الي الأرض فتبع هواه
البصري
شكرا لك خير الكلام ما قل ودل
لقد عرفنا خداعهم منذ زمن لاننا من ضحاياهم
لو سألت اي مصري بسيط عن الاخوان قبل فوز مرسي بالرئاسة لكن ردهم انهم يعملون في سبيل الله و لو سألتهم بعد اشهر من الحكم لقالوا لك انهم يعملون لجماعتهم لقد كشف الشعب المصري خداعهم اما نحن هنا فقد عرفناهم وخبرناهم منذ زمن لاننا ضحاياهم
بداية نهاية حقبة التيارات الاسلامية
أن سقوط الاخوان هو بداية النهاية لتسيد التيارات الاسلامية ( السنية و الشيعية) في العمل السياسي. هذا السقوط هو ليس السقوط لشرعية التيارات الاسلامية انما سقوط لهيبة الشرعية للتيارات الاسلامية، فلطالما هيمنة التيارات الاسلامية بهيبة الشرع و الشرعية.
فالعمل السياسي ليس مجر احكام فقهية و عمامة انما حكم الكفؤين Meritocracy الملتزمين بالقانون هو حكم المجتمع المتمدن ، المدني احد تجلياته، الحاضر و الواعي لما يريد و ليس لما يراد له سواء من السلطة او التيارات السياسية.
هذا بداية تيار اجتماعي جديد
البصري
التيارات الاسلاميه السياسيه هي اليوم ليس في التجاه واحد فلربما بعضها في اتجاه متعاكس ، فالاخفاقات التي تتوالى على بعضها بسبب فساد الاديولجيه والفكر الخاظئ والجرائم المعنونه بأسم الدين وللاسف (وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)! أو بسبب الحماقه الشخصيه التي ليس للدين فيها من شيئ فتحمل على عاتق الدين بسبب حماقه جماعه او اشخاص معينين ، الفتنه اذا اقبلت شبهت واذا ادبرت نبهت ، نعم هاؤلاء فتنه شبهوا فلما ذهبوا نبهوا ان هناك تياراً اسلامياً اصيلاً قادماً انشاء الله .