العدد 3953 - الأربعاء 03 يوليو 2013م الموافق 24 شعبان 1434هـ

عامٌ على «مجاز»

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

بدأوها حلماً، متنفساً حين ضاقت عليهم جدران المؤسسات الرسمية الإقصائية، والمؤسسات التي أبت إلا أن تكون صوتاً للمسئول، ناسيةً صوت الإنسان، وصوت الحب، وصوت الثقافة التي لا تعترف إلا بنشر الخير، وبكونها ثقافةً مستقلةً، تاركةً وراءها كل ما من شأنه أن يفكّك الجسد الثقافي ويقصي أحداً لرأيه أو انتمائه الفكري أو السياسي أو الديني.

وكبر الحلم وصار واقعاً. واقعٌ لا يمكن لأحد نكرانه لأنه بدا مزهراً جميلاً فاعلاً له حضوره المهم على الساحة الثقافية المحلية، ليخرج عن دائرة المحلي فقط ويستضيف الخليجي أيضاً، وكاد أن يستضيف العربي المميّز لولا أن وقف بعض المسئولين في مؤسسات أخرى في وجهه ليتعثر برفض من أراد هو أن يكون ضيفاً عليه بعد أن عنّفه من كان سبباً في مجيئه للبحرين.

إضافةً إلى كون «مجاز» وسيلةً إعلاميةً تهدف إلى نشر أخبار المبدع البحريني الذي عانى كثيراً من التهميش والإقصاء، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي كـ «الفيسبوك» و«تويتر»، لتكون أشبه بمجلةٍ ثقافيةٍ تهتم بالمحلي دائماً.

احتفلت «مجاز» بمرور عامٍ على تأسيسها ليلة البارحة في حفل حضّر له مؤسسوها بتمويلٍ فرديّ كما اعتادوا دائماً في كل فعالياتهم، احتفالٌ شارك في فرحته أصدقاؤهم الذين اعتادوا حضور برامجهم التي كانت سبباً في تكوين قاعدة جمهورٍ متميزٍ من المهتمين بالمجال الثقافي بمختلف أطيافه ومجالاته.

عامٌ مرّ على «مجاز» أقامت خلاله فعاليات تنوعت بين الأدبيّ والشعريّ والنقديّ والمسرحيّ والفكريّ والموسيقي، إذ لم تحصر نفسها في مجالٍ واحدٍ على حساب المجالات الأخرى، ولو قدّر وأتيحت لها الإمكانات المادية لكانت أكثر إنتاجاً وأكثر تنوعاً وانفتاحاً على العربي وربما العالمي أيضاً، لاستطاعت استضافة المبدعين من مختلف البلدان، ولأقامت مهرجاناتٍ واحتفالاتٍ بالمناسبات الثقافية العالمية يكون لها ثقلها على الساحة المحلية؛ فالدافع الأساس لنجاح أي عملٍ هو وجود الهدف والرؤية والإصرار والرغبة في العطاء، وهو المتوفر بشكلٍ واضحٍ في هذه المجموعة.

ما يدفعني للتحدث عن فاعلية أعضاء «مجاز» ورغبتهم في تقديم الثقافي المتميّز، إضافةً إلى برامجهم المتنوعة، هو قيام الشاعر مهدي سلمان وهو أحد مؤسسيها، بافتتاح مكتبة «مجاز»، في ظلّ توجه أصحاب المشاريع إلى ما هو مؤكد الربح بعيداً عن كل ثقافي قد يصطدم بحاجز ابتعاد الجمهور عن الثقافة والقراءة. أصرّ على افتتاح مكتبته التي رآها متنفساً جديداً للمجموعة ولكل من يهتم بالكتاب باعتباره أساساً لا ترفاً، ولم يكترث بما قد يخسره من مال في محاولاته إقناع الأجيال الجديدة بالقراءة، وهي التي فضّلت كل ما هو إلكتروني على ما هو ورقيّ.

تعد مجموعة «مجاز» اليوم بالتركيز على الورش التدريبية في مجالات الكتابة والمسرح والإلقاء، في خطوةٍ تنتقل بها من تقديم النظري إلى العملي الذي يرسخ الفكرة ويصقل الموهبة، وهو ما يحتاج إليه الجيل الجديد في ظل ازدياد أعداد الموهوبين الذين تنقصهم الرعاية والتوجيه.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3953 - الأربعاء 03 يوليو 2013م الموافق 24 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:32 ص

      مجاز.. بعدما ولدت من رحم الإنكار.. اصبحت ناكرة للجميل..

      تابعت بشكل قريب مسيرة مجاز ولاشك ان جهودهم مميزة واصرارهم لمواصلة العمل مهم للحركة الثقافية في البحرين.. كما تابعت احتفالية مرور عام على التأسيس.. فقط ملاحطتي ان لولا تكاتف المؤسسات الثقافية الأخرى كالبارح ونقش وغيرها لما استطاعت مجاز ان تحتفل بمرور عام على انجازاتها التي استضافتها تلك المؤسسات.. الغريب ان مؤسسي مجاز تجاهلوا من وقف معهم في بداياتهم.. ولم يذكروهم أو حتى يشكرونهم.. وكاتبه المقال كتبت تشكر وجود مجاز.. ولم نقرأ لها يوما انها كتبت تلك المؤسسات التي احتضنت مجاز.. نظر بعين واحدة..

    • زائر 2 | 6:52 ص

      تحية لكم

      تحية لكل الاقلام الحرة الشريفة

    • زائر 1 | 1:25 ص

      عطاء مستمر

      وفقكم الله وبارك في جهودكم لتكونوا صوتا مستقلا متميزا بالعطاء.

اقرأ ايضاً