«لماذا لا نستبدل استاد البحرين الوطني بصالة اتحاد السلة، أي أننا نأتي بالصالة مكان الملعب والعكس صحيح؟»، طرفة قالها أحد الجماهير وهو يعاني من صعوبة الحصول على مقعد لمشاهدة المباراة النهائية لدوري السلة بين المنامة والمحرق، فبقي واقفا طيلة سير المباراة بعد معاناته أساسا في الدخول لمثل هذه المباريات التي يتطلب فيها وضع الصالات لدينا إقفال الأبواب الخارجية قبل انطلاقة المباراة بفترة زمنية طويلة.
ما يحدث حاليا في ملاعبنا بالأحرى في صالاتنا الرياضية يتطلب تدخلا من الجهات المعنية في إنقاذ الرياضة التي يعد فيها الجمهور أهم سمة وأهم مطلب، وخصوصا عندما يشاهد الجميع تزاحم الجماهير العريضة التي تأتي لتساند فرقها وهي تعاني الأمرين لمجرد الدخول إلى الصالة للتشجيع، وما نهائي دوري كرة السلة إلا إشعار آخر بعد البطولة الخليجية للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد والتي استضافها النادي الأهلي حديثا، على أن الرياضة البحرينية تعاني وتعاني الكثير من الأمراض التي لا تجد لها آذانا صاغية من الطبيب المختص والمسئول عن علاجها.
لا نحتاج لوصف ما يحصل أمام البوابة الرئيسية لصالتي السلة واليد في كل مباراة جماهيرية، وكأن الجماهير ذليلة تطلب من يشفق عليها ويدخلها وكأنها لن تدفع من أجل الدخول، وحينها يحدث الشد والجذب بينها وبين رجال الأمن الذين لا ناقة لهم ولا جمل، لا نحتاج لوصف شكل الشوارع ومواقف السيارات التي تحيط بالصالات في حال وجود مثل هذه المباريات، كلها أمور كانت ستنتفي لو قمنا بالتفكير بعقل أكبر ومنفتح بنقل هذه المباريات لصالة مدينة خليفة، التي على ما يبدو أن الشيخوخة ستصيبها وحينها سيفكر المسئولون في افتتاحها ولكن بعد ترميم ما شاخ منها، فإلى متى سيتم اللعب على صالة مدينة خليفة؟.
من هنا يتبادر السؤال، إلى متى ستتم الاستفادة من صالة مدينة خليفة الرياضية في إقامة المباريات الجماهيرية عليها وحتى البطولات الخارجية، وخصوصا أن الدوريات الصيفية والموسمية تقام على الصالة ذاتها، فيما المباريات التي تحتاج لمدرجات أكبر ومركز إعلامي متطور وأمور أخرى تقام على الصالة الضيقة.
إلى متى ستتم الاستفادة من هذه المنشأة، هل سننتظر سنوات حتى يراد لنا مشاهدة المباريات تلعب فيها، ونحن هنا لا نعني بافتتاحها للمباريات العادية لمسابقاتنا المحلية التي لا تحظى غالبيتها بحضور جماهيري وإعلامي كبير، وإنما تلك المباريات التي يزدحم فيها الجماهير والإعلاميون للدخول فقط إلى الصالة كالنهائيات والبطولات الخارجية.
هذه هي الألعاب التي يحبها الناس وتسعى إلى مشاهدتها، ولكننا في الطرف الآخر نقوم ببناء منشآت كالحلبة وغيرها لا يستفاد منها إلا في أيام قلائل معدودة على اليد الواحدة، ولا تحضرها الجماهير البحرينية بكثافة، وبالتالي كان من الأولى أن نسعى لخدمة الرياضة التي يحبها الشعب، وتوفير المنشآت الصالحة والكافية كما يحدث في الدول الخليجية التي تعطي شعبها حق المشاهدة لكل الأنشطة الرياضية.
نحن نعيش من خلال هذه الصالات، عدم الجدية في الاستفادة من التخطيط الموجود، وكأنها تقول «المهم نعمل صالة وبس» هذا خطأ كبير، ما يعني أن رياضتنا لن ترتقي مهما يكن.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3952 - الثلثاء 02 يوليو 2013م الموافق 23 شعبان 1434هـ