الديمقراطية بمفهومها الحديث تعتمد على سيادة الشعب، وتحقيق هذه السيادة لا يتم إلا إذا تجاوز الجميع الهويات المصغرة والثانوية، مثل الهوية الفئوية أو القبلية، أو الإثنية أو الطائفية. وفي حال توافرت حكومة وطنية فإنها تتولى نشر الوعي الديمقراطي المعتمد على الهوية الجامعة للوطن، وهذا يتطلب التضامن والتعبئة الاجتماعية والعمل التعاوني لتحقيق المصالح العامة وتقاسم الأعباء. كل ذلك يتطلب الإيمان بالمصير المشترك والشعور المشترك بالمبادئ والاستراتيجيات والرهانات المستقبلية.
الربيع العربي بدأ عبر احتشاد الشباب في الميادين مطالبين بالحرية والكرامة، ورفعوا شعارات حضارية تدعو إلى الانتقال نحو الديمقراطية. ولكن الموجة التي تلت ذلك الاحتشاد الشبابي تصدرتها الأحزاب الإسلامية، ولذلك وجدنا في مصر أن الإخوان المسلمين كانوا الخيار المتوافر بصورة منظمة لاستبدال طاقم النظام القديم. ولكن التغيير الذي يطمح إليه المصريون لا يتوقف فقط عند إزالة الطاقم القديم، وإنما في تأسيس نظام ديمقراطي يحترم الإرادة الشعبية، ويكرس سيادة القانون الملتزم بحقوق الإنسان، ولا يلغي المجتمع المدني التعددي، ولا يسيء استخدام السلطات لتحجيم الآخرين وإقصائهم، وفوق كل ذلك لا يندرج في مسارات غير عقلانية على المستويين المحلي والإقليمي.
هذه المفاهيم الأساسية تقع في جوهر أحداث الربيع العربي في كل البلدان العربية من المحيط إلى الخليج. وحالياً ننتظر يوماً حاسماً في مصر، ومهما يحدث في هذا اليوم، فإن ما حدث لحد الآن يوضح خطورة النظرة التي انتشرت في أكثر من بلد عربي بأن الدولة يمكن مصادرتها من قبل جزء من المجتمع على حساب جزء آخر. فالخطأ الذي ارتكبه الرئيس محمد مرسي أنه لم يلعب دوره كما لو كان من أجل كل المصريين، تماماً كما فعل نيلسون مانديلا عندما انتقلت جنوب إفريقيا إلى الديمقراطية.
لقد سادت ثقافة لدى عدد من النخب الحاكمة في أكثر من بلد عربي بأنهم يستطيعون الاستغناء عن جزء من الشعب، مقابل تفضيل فئة أخرى، وأن الحكومة ليس بالضرورة أن تكون وطنية للجميع، وأن مثل هذا النهج يوفر حماية من خلال ضرب المجتمع ببعضه البعض. هذه السياسة التفريقية تضحي بالدولة وتضحي بالوطن، وفي نهاية الأمر لا يتحقق الهدف المرجو من محاولة إلغاء قسم من المجتمع، لأن هذا الإلغاء له كلفته العالية، ونتائجه غير مضمونة على أي حال، وما نشهده في أكثر من بلد عربي دليل على ذلك.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3952 - الثلثاء 02 يوليو 2013م الموافق 23 شعبان 1434هـ
للأسف
الجهلاء يرفعون شعار الديمقراطيه وسيادة الشعب وهو مصدر التشريع ... وهم بهذا يدخلون دائرة الكفر بجهلهم وسفاهتهم -- بينما يجب ان تكون السياده والتشريع نابعه من كتاب الله سبحانه وسنة نبيه الكريم . اما اهواء الناس فمن تبعها فقد ظل ظلالا كبيرا
انضرو
انضرو ياحكام الخليج الا الشعب المصرى عشان اتعرفون انه الشعب مصدر السلطات وراحت ايام الدكتوريه والشعب هو لازم ان يحكم
نورتنا الله ينور دربك يا دكتور
عندما كنت في السجن طُرِحَ سؤال من أحد الشباب والسؤال يقول, ماهي أسباب الثوره في البحرين وكانت الآراء مختلفه كلٌ حسب رأيه, وفي رأيي أن سبب الثورات كلها هي كلمة واحده فقط ( التمييز ) ماهو رأيك يا دكتور ؟ صحيح أم لا ؟ نورنا بمقال رحم الله والديك في الأيام القادمه إذا الله أحيانا.
هل هم فقط حكام من السنة او الشيعة
قد سادت ثقافة لدى عدد من النخب الحاكمة في أكثر من بلد عربي بأنهم يستطيعون الاستغناء عن جزء من الشعب، مقابل تفضيل فئة أخرى، وأن الحكومة ليس بالضرورة أن تكون وطنية للجميع، وأن مثل هذا النهج يوفر حماية من خلال ضرب المجتمع ببعضه البعض. هذه السياسة التفريقية تضحي بالدولة وتضحي بالوطن، وفي نهاية الأمر لا يتحقق الهدف المرجو من محاولة إلغاء قسم من المجتمع، لأن هذا الإلغاء له كلفته العالية، ونتائجه غير مضمونة على أي حال، وما نشهده في أكثر من بلد عربي دليل على ذلك.
فارس الغربية
نغزة للبحرين... احسنتم رحم الله والديكم.
البحرين
الايدولوجيات الشيعيه في البحرين (بالذات) واتجاهاتها
لازم تحذر وتحذر نفسها من نفس تصرف مرسي، والا فنهاية الشعب الاعزل الضحيه ، هذا مع تحقيق اهدف لو .
الخطوره يادكتور
هو ليس فقط الغاء بل سياسة احلال شعب اخر محل الشعب والغاء هويته وتاريخه عبر هدم مساجده وتحولها الى حدائق عامة وسحق شبابه وسجنهم ومن جاء تاليا يطلب من الاصل وثائق ورخص لهذه المساجد وعمر هذه المساجد مئات السنين
ماذا ستفعلون بالشعب هل ستسحبون جنسيه والى اين سترحلونه الى كوكب اخر ام ماهي مشاريعكم المستقبليه
النخب الحاكمة في الوطن العربي وضعوا نفسهم مكان الربّ او الاله
لا ينقص الا كلمة انا ربكم الاعلى يقولها بعض الحكام العرب واما باقي الافعال والصفات الفرعونية فهي متوفرة فيهم بل واكثر من ذلك. لا واكبر مشكلة في التناقض الذي يوجد في أول بند من بنود تلك الدول حين يقال دين الدولة الرسمي هو الاسلام وفي بند آخر الاسلام مصدر اساسي او المصدر الرئيسي للتشريع
واذا بنا نرى واقع الحال هو عكس هذين البندين تماما فلا اسلام ولا بطيخ حتى
القيم الانسانية في التعامل مع الشعوب لا توجد
من يسمع
للهِ درك يادكتور منصور > إياك أعنى واسمعي ياجارة
دائما ارائك تلامس الواقع يادكتور وتكون كالبلسم
كلام واقعي
رحم الله ابوك يا الجمرى .
مقالك هذا وكأنك تتكلم عن البحرين . با الضبط ,يعطيك العافيه ,لعلهم يفهموون.