العدد 3951 - الإثنين 01 يوليو 2013م الموافق 22 شعبان 1434هـ

الأزمات تولد الأبطال

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الحاجة أم الاختراع، وهي المحرك الأساس لعقل وجسد الانسان من أجل العمل والاجتهاد والابداع.

وكل ما حققته البشرية كان انعكاسا لحاجة معينة مثلت المدخل لأكثر الإنجازات عبقرية.

وما لاحظته رياضيا أن الأزمات تولد الأبطال على قياس الحاجة، إذ شكلت هذه الأزمات بتنوعها دافع حركة ايجابية لتحقيق الكثير من الإنجازات الرياضية.

الشعوب في خضم أزماتها تبحث عن الأمل لأنه من دونه لا يمكن أن تكون هناك حياة، وهذا الأمل يتجلى في أفضل حالاته في المجال الرياضي الذي يمثل الفخر الوطني والقومي ويدفع للاعتزاز بالبلاد والانتماء إليها بما يساعد على تخطي هذه العقبات والأزمات.

وتقريبا للفكرة فإن كثير من الأزمات أنتجت بطولات، فالأرجنتين مثلا حازت كأس العالم 1986 في خضم حربها مع بريطانيا على جزر فوكلاند، إذ كان طريقها لذلك الإنجاز تخطي عقبة الإنجليز في دور الثمانية بهدفين خرافيين للأسطورة مارادونا.

وألمانيا الغربية حققت كأس العالم 1990 في خضم حدث تاريخي كبير تمثل في توحد الألمانيتين الشرقية والغربية وسقوط حائط برلين الشهير وانهيار الشيوعية على مستوى العالم، بعد أن كانت ألمانيا بما مثلته، حلبة الصراع الرئيسية بين الشيوعية والرأسمالية.

وإيطاليا حققت كأس العالم 2006 بعد أزمة رياضية عاصفة تعلقت بالتلاعب بنتائج المباريات ودور عصابات المافيا فيها بما نتج عنه هبوط البطل التاريخي يوفنتوس لدوري الدرجة الأولى وخسرانه للقبين للدوري على خلفية هذه الفضيحة المدوية التي مازالت أثارها تلقي بظلالها إلى اليوم على كل مناحي الحياة الايطالية.

والعراق حاز كأس آسيا 2007 للمرة الأولى في تاريخه في خضم هرب أهلية لم يشهد لها مثيلا لتمثل هذه البطولة بارقة الأمل لبلاد الرافدين لتجاوز أزمته وتوحيد شعبه، في الوقت الذي توج فيه المنتخب السوري بلقبه الأول بطلا لغرب آسيا العام الماضي في حادثة غريبة رياضيا وهو يمر بأسوأ أزماته على مر تاريخه.

ولم يشد المنتخب البرازيلي عن هذه القاعدة الغريبة، فالبرازيل التي تمر في الوقت الحالي بواحدة من أسوأ أزماتها في أكثر من 50 عاما على وقع مظاهرات صاخبة اجتاحت كل المدن البرازيلية معترضة على الانفاق الهائل على استضافة كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية بدلا من توجيه هذه الاستثمارات للصحة والاسكان والمواصلات والبنية التحتية.

وفي ظل حالة تراجع حادة للكرة البرازيلية انعكست على تراجع ترتيب المنتخب البرازيلي في تصنيف الفيفا إلى المركز 22 عالميا، في خضم كل ذلك تمكن المنتخب البرازيلي من مفاجأة الجميع والتتويج بكأس القارات على حساب بطل العالم وأوروبا المنتخب الإسباني بل واكتساحه بثلاثية نظيفة في النهائي!.

بالفعل يتأكد يوما بعد يوم أن الأزمات تولد الأبطال وتبعث على البحث عن الأمل، فالرياضة ليست فقط ميدان ترفيه وقطاع اقتصادي مهم بل هي أكثر من ذلك بكثير إذ تتعداه إلى صناعة المجد الوطني في وقت الأزمات.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3951 - الإثنين 01 يوليو 2013م الموافق 22 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً