العدد 3951 - الإثنين 01 يوليو 2013م الموافق 22 شعبان 1434هـ

فيصل هيات: أقرأ باهتمام كل الانتقادات وأعترف بالتقصير

«يوتيوب شحوال»... الشرفة التي يتنفس منها «المتشحولون»...

تحت ملاحظة: «هذه المقالة... يتيمة»، استهلت صفحة مفردة «شحوال» على الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» على شبكة الإنترنت بعبارة مختصرة تعريفاً للمفردة نصاً: «شحوال... كلمة من اللهجة البحرانية، وتعني «كيف الحال؟ وأصلها «إيش الأحوال»، وصُحفت حتى صارت مع الزمن «شحوال»، لكن على الشبكة ذاتها، تمتلئ عشرات الصفحات وفق محركات البحث بمقاطع برنامج «شحوال» للإعلامي فيصل هيات الذي دار في أربع حلقات شاهدها الآلاف، في فلك الزيادات، اللحمة الوطنية، المدينة الضائعة والإضراب.

وبدا واضحاً، أن جمهور «شحوال» هم الآلاف من «المتشحولين» الذين وجدوا «شحوال اليوتيوب» شرفة للتنفيس وتوسعة الصدر ونشر الفكاهة ومقارعة الظروف الحالكة بالابتسامة الصادرة من الأعماق، ولهذا، يقول الإعلامي هيات إن فكرة البرنامج ولدت منذ أشهر بسبب استمرار سياسة قلب الحقائق في الإعلام الرسمي، وغياب الحياد والمهنية واعتماد مختلف أساليب تشويه الواقع وصور المعارضين، فهناك من سخّر وقته للطعن في الناس ومهاجمتهم والتشكيك في انتمائهم ووطنيتهم، وكان لابد من خطوة تتسم بالجرأة لإيجاد مساحة للتنفيس.

ويستدرك عند كلمة «التنفيس» ليوجد لها أبعاداً أكثر من تلك المحصورة في حدود المفردة ليقول: «طبعاً... الإعلام الشعبي قام بدور مهم منذ بداية الضربة الأمنية في تفنيد مختلف الروايات المضللة التي عرضها الإعلام الرسمي... وجاءت خطوتي لتكمل ما بدأه الآخرون... إذ يحاول البرنامج جمع هذه الفيديوهات في قالب متماسك... يوصل إلى نتيجة معينة».

وفيما يتعلق بتسمية البرنامج، فهو كما يقول هيات، اختاره كونه يعبر عن المرحلة منذ اللحظات الأولى لـ 14 فبراير 2011 وحتى اليوم... إنها كلمة تحولت إلى مصطلح يحمل أكثر من معنى... وهو بالضبط الطابع الرئيس للبرنامج، لكنه يضع أساس التراكم المهني والمعرفي بقوله: «على مدى 21 سنة في الصحافة، تكونت لديّ خبرة أردت استثمارها للتمسك بحقي في التعبير السلمي عن رأيي وقناعاتي... البرنامج هو رسالة مباشرة مفادها (لن أتنازل عن حقي... حقي في تقرير مصيري... حقي في كرامتي... حقي في إنسانيتي... حقي في التنفس) من دون خوف أو رهبة... حقي في تربية أبنائي في وطن يعاملني ويعاملهم بإنصاف وعدل ونزاهة».

ويسرد تجربته الخاصة التي أسهمت في تغيير الكثير من أفكاره وهي تجربة الاعتقال، فيصف ذلك بالقول: «قبل اعتقالي كنت شخصاً مختلفاً، وخلال الاعتقال عايشت تجربة قاسية كنت فيها بلا أي كرامة، وقتها قررت أن أهجر الحياة العامة وأبتلع كل الإهانات التي وجهت لي خوفاً من تكرار التجربة، في الواقع، أنا في داخلي إنسان بسيط ومتسامح للغاية لكنني عندما خرجت من المعتقل فوجئت بتضامن الناس وتعاطفهم معي، وشعرت بالخجل، انهمرت دموعي في أول لقاء لي مع الجمهور، وقررت أن أرد التحية بأحسن منها لكل الناس الذين عانوا ومازالوا... في داخلي شعور بأني مدين لجمهور عريض تعاطف معي ومع أسرتي في أسوأ أيام حياتي».

وفي شأن القادم من حلقات «شحوال»، قرر «فيصل هيات» البحث في كل الملفات والقضايا، فاليوتيوب يوفر موادّ مازالت ساخنة وبعضها مازال يتدفق، وهذا ما يجعله ينظر إلى سقف مادة البرنامج: «سقفي أنا من يحدده من دون إغفال للقانون أو حقوق الآخرين، فأنا لا أعتمد أسلوب الإسفاف في نقد الواقع، لكنني أتعامل بأسلوبي نفسه في الكتابة... السخرية والتهكم، وطبعاً هذا لا يعني أنني أقدم نفسي كشخصية فكاهية لأنها مسألة متصلة بالموهبة أولاً وتوافر الإمكانات البشرية التي تتيح تفجير الطاقة الإبداعية في داخلي».

ويقر هيات بأنه يقرأ باهتمام كل النقد الموجه له وللبرنامج، ويقرّ ويعترف بأن القصور واضح والحاجة ملحة وكبيرة للتطوير، بالمقابل، هو ليس متفرغاً بصورة كاملة للبرنامج لأنه يبدأ عمله في الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الثالثة والنصف عصراً... يرتاح قليلاً... ثم ببدأ عمله في البرنامج الذي يستهلك طاقته، لهذا تظهر بعض الفجوات، وهو ما يلاحظه بعد بث كل حلقة، لكنه، ووفق تجربته الإعلامية لاسيما في الصحافة الرياضية يوجز: «هذا الوضع ذكرني بواقع الرياضيين... صباحاً يعملون ومساءً يتدربون... لذلك لا يتمكنون من تقديم كل ما في طاقتهم... الإبداع بحاجة إلى جهد وربما تفرغ لتقديمه بصورة متميزة».

وحتى تقترب كل حلقة من نهايتها، بكل ما تحتويه من ضحك وغضب وتهكم ورسائل وتعليقات وتصفيق تارة وحماسة تارة أخرى، يجد عشاق هذا النوع من البرامج، فرصةً ثمينة للتشحول فيما بينهم، ولعل أول أشكال التشحول هنا، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر روابط الحلقة الجديدة، فتتشحول هي الأخرى عبر آلاف من الرسائل التي تحفز آلافاً من العيون والعقول والمشاعر، كل وفق هواه، لوقت خاص في عالم افتراضي انتهت معه فوبيا المكان والأفكار والتواصل الإنساني.

العدد 3951 - الإثنين 01 يوليو 2013م الموافق 22 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:16 ص

      مو حليو

      شفت أول حلقة ما قدرت أكملها من الخفافة الزايدة أنصح هيات بتحويل البرنامج إلى برنامج جاد أكثر

    • زائر 12 | 3:40 ص

      شحوال

      شاهدت ثلاث حلقات البرنامج ثورة بحد ذاته

    • زائر 10 | 2:48 ص

      خ..فة شحوال

      الحروف الضائعة متشحولة

    • زائر 9 | 2:47 ص

      v

      شحوال
      عقبال ما نشحول

    • زائر 8 | 2:46 ص

      رائع

      جميل ورائع ان نرى حلقة من حلقات شحوال
      شكراً لكم

    • زائر 7 | 2:01 ص

      الشجاعة يتحلّى بها القليل من الناس

      من رجال ونساء الشجاعة تقتصر على ثلة معينة ومن ضمنهم
      الاستاذ فيصل الله يحفظه ويحميه

    • زائر 5 | 1:48 ص

      الى الامام أ.فيصل

      الله يوفقك ويحميك يااستاذ فيصل بس نبي حلقة خاصة تشحول فيها وزارة التربية اخر شحوله والله يحفظك و الى الامام

    • زائر 3 | 12:55 ص

      جمييييييل

      رغم الثغرات البرنامج جميل ويلامس الجراح .. كل التوفيق اباحسن

    • زائر 2 | 12:47 ص

      كلنا متشحولون معك

      والله خايف عليك يا فيصل تتشحول مرة ثانية ، انت وأنا جربنا التشحول في المعتقل وشفنا الويل لكن محد يصدق والكثير من الناس يفكرون عكس ما عشناه حتى المسئولين يقولن ما فيه تشحول في السجن ولا إهانات ولا تعذيب ولا ضرب ولا تعصيب عين ولا ربط أفكري ولا شيئ كل يوم شرب شاي ولعب كيرم. خلك حذر تري الشحولة الثانية خطرة وما ينعرف تاليها، لك المعزة يا فيصل .

اقرأ ايضاً