نقل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، «تطلع دول مجلس التعاون الخليجي للعمل مع إيران لما فيه خير منطقة الخليج العربي بالحرص على إقامة علاقات صداقة تقوم على الثقة والتعاون وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية».
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لاجتماع الدورة الـ 23 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في فندق الريتز كارلتون أمس الأحد (30 يونيو/ حزيران 2013).
وأكد وزير الخارجية رئيس اجتماع الدورة 23 للمجلس الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، أن «الشراكة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي تمثل ركيزة أساسية للعلاقات المستقبلية بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أنها أداة مهمة لرفاهية شعوب المنطقتين الخليجية والأوروبية لاستقرار نظمهما السياسية والاقتصادية، ووسيلة لنشر قيم التسامح والاعتدال، واحترام مبادئ القانون الدولي، وفي مقدمتها السيادة الوطنية وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، واحترام نظمها السياسية والاجتماعية والثقافية لضمان تطورها السلمي لما فيه خير الجميع.
وقال وزير الخارجية: «تنعقد دورتنا الثالثة والعشرون وعالمنا اليوم يمر بمرحلة انتقال مهمة، تؤكد حاجتنا لنظرة موضوعية للتطورات في المنطقة، دون أن ننساق وراء شعارات عامة أو دعايات سلبية ضد أي طرف منا، قد تؤدي لإعاقة التقدم لعلاقاتنا التاريخية ومصالح شعوبنا الحيوية، ولعل النهج الأوروبي بالإصلاح المستمر والتطور التدريجي ومراعاة مصالح كل دولة وخصوصياتها ومراحل تطورها وأمنها واستقرارها، ينبغي أن يكون إحدى الوسائل المهمة في تقييم أوضاعنا في المنطقة، وهذا يعتبر في نظرنا المنطق السياسي الواقعي البناء في متابعة التطور في أية دولة، وفي إقامة علاقات سليمة متكافئة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي».
وأضاف «لقد مضت سنوات عدة على بدء المفاوضات المتعلقة باتفاقية التجارة الحرة بين مجموعتينا، وعلى رغم الجهود المبذولة من جانب كافة الأطراف، فإنه ينبغي لنا القيام بالمزيد للتغلب على الصعوبات التي تواجهها من أجل التوقيع النهائي على اتفاقية التجارة الحرة بين مجموعتينا، اللتين تشكلان التجمع الأكبر في العالم الحر، ومع كل ما واجهته تلك المفاوضات من صعوبات إلا أننا حققنا إنجازات كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، وتطابقت مواقفنا تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية، وكان لهذا كله دور إيجابي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين».
كما تناول وزير الخارجية في كلمته قضايا المنطقة العربية، مشيراً إلى ذلك بقوله إن «الأحداث التي طرأت على المسرح الدولي منذ اجتماعنا الماضي في لكسمبورغ تحمل في ثناياها قضايا شائكة ومعقدة وتحديات خطيرة، مما يستوجب علينا التحرك العاجل لإيجاد حلول لها، وتأتي في مقدمة هذه القضايا ما تشهده المنطقة العربية من إهدار لحقوق الشعب السوري الشقيق، ومن تدخلات لبعض الدول لتعطيل إرادة هذا الشعب، وهو الأمر الذي ينبغي أن يحظى بوقفة جادة وعمل مشترك فاعل لإخراج الشعب السوري من هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، بعد أن تأكد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية وتدخل حزب الله، مما يؤكد على أهمية تقديم المساعدات العاجلة كل حسب ما يناسبه لممثلي الشعب السوري الشقيق».
وواصل حديثه قائلاً: «ومازلنا بعد مرور ستة وستين عاماً على معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وما نتج عنها من تداعيات، ومن صراع عربي إسرائيلي، لم نتقدم كثيراً نحو الحل التاريخي المنشود، ولهذا فإننا نشعر بقلق بالغ لما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه واستمرارٍ لسياسة القمع والاستيطان والتوسع، ورفض إسرائيل القيام بأية خطوات عملية لقيام الدولة الفلسطينية الكاملة السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، ومن هنا فإنني وباسم زملائي وزراء خارجية دول مجلس التعاون ندعو لعمل جاد وتعاون خليجي أوروبي لتحريك عملية السلام قدماً بما يعكس روح المواثيق الدولية ونصوصها، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية التي تؤكد رغبة عربية في التوصل إلى السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط».
وفي الشأن الإيراني، قال وزير الخارجية: «إدراكاً من دول مجلس التعاون الخليجي لأهمية ما يجمعها من علاقات وصلات تاريخية وإسلامية وثيقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإننا نود الترحيب بفوز الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخراً في إيران، مؤكدين تطلع دول المجلس للعمل مع إيران لما فيه خير منطقة الخليج العربي بالحرص على إقامة علاقات صداقة تقوم على الثقة والتعاون وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث بالاستجابة لتسوية النزاع عن طريق التفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية».
كما رحب الوزير في كلمته بالخطوات التي اتخذتها جمهورية اليمن الشقيقة، موضحاً ذلك بقوله «وإذ ترحب دول مجلس التعاون بالخطوات التي اتخذها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بإطلاق الحوار الوطني في اليمن الشقيق، وثقتنا الكبيرة بحكمته وقيادته لليمن في هذه المرحلة الدقيقة من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق، ومقاومة عناصر التطرف والانفصال، فإننا ندرك أهمية دور الاتحاد الأوروبي المهم بالتنسيق والتفاهم مع دول مجلس التعاون في إنجاح المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية ودعم آليتها التنفيذية بما يحقق التوافق والاستقرار في ربوع اليمن».
وشدد على ضرورة التزام إيران بمبدأ الشفافية والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال في هذا الصدد: «إن انتشار أسلحة الدمار الشامل في الإطار الإقليمي مازال بلا ضوابط صارمة، ومن هنا فإننا ندعو إيران إلى الالتزام بمبدأ الشفافية والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وتطبيق أعلى درجات معايير الأمن والسلامة في منشآتها النووية، انطلاقاً من مسئوليتها عن سلامة هذه المنشآت، مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة وسلامة الشعوب في النطاق الجغرافي الواسع بمنطقة الخليج العربي».
وتابع قائلاً: «وفي هذا السياق، نؤكد أن ظاهرة الإرهاب الدولي تعد من أخطر التحديات التي تواجهنا، فالإرهاب ليس له دين ولا مذهب ولا وطن ويتعارض مع كافة الأديان والشرائع، ولعل ما حدث مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية بالماراثون الرياضي في (بوسطن) ومقتل الجندي البريطاني في (لندن)، وما تتعرض له قوات حفظ النظام بمملكة البحرين من اعتداءات إرهابية آثمة أدت إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، لخير دليل على هذا الخطر الإرهابي المشترك الذي يهددنا جميعاً، ويجعل من الضروري توحيد جهودنا كدول بالتنسيق مع المجتمع الدولي لمقاومة الإرهاب ووقفه على مختلف الأصعدة».
واختتم الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة كلمته بدعوة وزراء خارجية دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي إلى «استشراف آفاق جديدة في طريق علاقاتهما التاريخية بالتركيز على تقويتها، وتوسيع نطاق العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة، وتنسيق أكبر للسياسات والمواقف تجاه القضايا الدولية والإقليمية على أسس سليمة وثابتة، وذلك لما فيه تحقيق طموحات شعوب المجموعتين نحو بناء مستقبل زاهر».
من جهتها، تقدمت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون - خلال كلمتها في الاجتماع - بجزيل الشكر إلى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لإتاحة الفرصة للمشاركة في الاجتماع، مشيدة بحسن ضيافة البحرين لهذا الاجتماع المهم.
وأضافت أشتون «إن هذا الحدث يعد حدثا مهماً، وهو مؤشر لالتزمنا بإيجاد الطرق الكفيلة بتطوير وتعميق علاقاتنا وجعلها استراتيجية أكثر، وإن هذا الاجتماع فرصة حقيقية لإثراء النقاش السياسي بين الطرفين، بالإضافة إلى التطرق إلى مواضيع ذات الاهتمام المشترك».
وهنأت أشتون وزير خارجية دولة خالد بن محمد العطية، بمناسبة تعيينه في هذا المنصب مؤخراً، منوهة بجهود الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف راشد الزياني، كما رحبت بالوفد الكرواتي الذي انضم حديثاً إلى الاتحاد الأوروبي، وهو العضو رقم 28 فيه.
العدد 3950 - الأحد 30 يونيو 2013م الموافق 21 شعبان 1434هـ
طيران الخليج
تذكير: متى سوف يعاد خط الطيران بين البحرين وايران؟؟؟؟
حرام افلوسنه اتروح لغيرنه من شركات الطيران الاخرى
اتمنى من القياده الرشيده الاسراع في فتح خط الطيران
وشكرا