العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ

وزير العدل: لا يعقل بعد 4 أشهر من انطلاق الحوار أن يأتي طرف من أطراف الحوار لفرض تغيير تركيبة طاولة الحوار

اكد وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، إن المشروع الإصلاحي الذى اطلقه عاهل البلادحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة اختار إرساء مشروع ديمقراطي يحتضن الجميع لوضع أسس الإصلاح والديمقراطية والمشاركة على أساس بناء التوازنات في مجتمع متنوع التكوين، لا تستقيم فيه الأمور إلا في سياق التوافق الوطني بين الأطراف الاجتماعية والسياسية.

واوضح الشيخ خالد بن علي آل خليفة فى حديث نشرته اليوم الأحد (30 يونيو/ حزيران 2013) صحيفة الشرق الاوسط الصادرة فى لندن اليوم ان التطور الديمقراطي بالأساس عملية داخلية يتم إنجازها عبر صيرورة تاريخية يتم خلالها إرساء قيم الديمقراطية وخلق مؤسسات فاعلة ورأي عام جمعي، ولا يمكن أن تكون في شكل قفزات في الهواء،مشيرا الى ان هذا التطور لا يمكن أن يتم إلا بعد تحقق عدد من الأسس التي لا تقوم الديمقراطية بدونها، من ضمنها وجود ثقافة ديمقراطية وفكر سياسي ديمقراطي، بما في ذلك إرساء مبادئ التعددية في الفكر والتنظيم، والاهتمام ببناء دولة المواطنة والرفاه والاستقرار الاقتصادي.

واعرب عن اسفه لقيام البعض بالانحراف بالعمل السياسي وقيامه بتبني مفاهيم تخالف مفهوم التطوير والعمل المشترك، وغالبا ما تقوم هذه المفاهيم على فكر أحادي مبني على الإقصاء، مما يؤدي حتما إلى الدخول في نفق التقسيم والانشقاقات وبالتالي عدم الاستقرار.

وقال انه من المسلم به أن لكل دولة تجربتها الخاصة، كما أنه من المفترض أن يكون لكل بلد عربي تجربته الخاصة أيضا، لكن هذه الخصوصية لا يجب أن تؤدي إلى إلغاء الفكرة الديمقراطية أو تشويهها، أو الحد مما هو جوهري فيها، وهو الحريات العامة والخاصة والمشاركة السياسية والمواطنة المتساوية ودولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان.

واضاف  الشيخ خالد بن علي آل خليفة قائلا المهم أن يبقى لكل مجتمع طريقه الخاص في التطور بالشكل الذي يناسب ظروفه واحتياجاته ويحفظ توازناته .

واكد ان التعددية السياسية عاودت انطلاقتها الحقيقية مع مطلع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي اعتمدها كتأكيد على جدارة الشعب بحياة سياسية ديمقراطية تعتمد تعددية الجمعيات السياسية والتنظيمات الشعبية، كما أحاط ممارستها في الوقت ذاته بجملة من الضوابط والقواعد التي من شأنها أن تحفظها وتضمن لها أسباب النجاح والتواصل، مشيرا الى ان التحدي الذي واجه هذا التحول هو كيفية ضمان أن تكون التعددية السياسية المكرسة حزبيا حصنا منيعا يحول دون توظيفها للإساءة لحقوق وحريات الأفراد والتعدي على الدولة ومحاولة تقويض المنجزات التي تحققت أو للإساءة للوحدة الوطنية وثوابتها، حيث كان واضحا في فترة الأحداث المؤسفة أن البعض قد استغل التعددية السياسية وجعلها مدخلا ومطية لتقويض أركان الديمقراطية وأسس الدولة والإطاحة بركائز المجتمع، بل الأخطر من ذلك هو انزلاق البعض في متاهة تكريس الطائفية.. ولذلك كانت الدعوة إلى الحوار قائمة منذ اليوم الأول للأحداث وإلى يومنا هذا، في ضوء ثوابت ميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه شعب البحرين في 14 فبراير 2001، بما يقارب الإجماع، وبالفعل تعددت دعوات الحوار من خلال مبادرة ولي العهد نائب الفائد الاعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي، ثم حوار التوافق الوطني في 2011، والآن ومنذ فبراير2013 نستكمل حوار التوافق الوطني لخلق مزيد من التوافق في مجال التطوير السياسي.

واوضح ان الصورة الموجودة على طاولة حوار التوافق الوطنى بتفاعلاتها وتجاذباتها السياسية والفكرية، تعكس صورة المجتمع السياسي في البحرين، بتنوعه الفكري والسياسي، ولكن بالتأكيد أن هذا الاختلاف ليس قطعيا وكاملا، فهناك دائما تقاطعات في العديد من الجوانب، خاصة في ما يتعلق بالثوابت الجامعة للمواطنين، بالإضافة إلى ما يمتلكه البحرينيون من تاريخ طويل من التعايش والتوافق والتسامح، وهذه المقومات جميعها تدفع تدريجيا نحو تذليل الصعوبات والاختلافات.

واعرب عن قناعته التامة بأن الحوار سوف يصل في نهاية المطاف إلى التوافقات التي ترضي الجميع، وتحافظ على التوازنات في الدولة والمجتمع، حيث لا يخفى أن ميزة المجتمع البحريني أنه متنوع في تكوينه الاجتماعي والسياسي والطائفي والثقافي، بما يجعل سيطرة طرف على طرف آخر أمرا متعذرا عمليا، بل قدر الجميع هو التعايش والتوافق.

كما اعرب عن اسفه لادعاء بعض الأطراف أنهم يمثلون الشعب والإرادة الشعبية ، وذلك لتبرير إصرارهم على فرض أجندة سياسية محددة يتوجب الاستجابة الفورية والكاملة لها، خصوصا في مجال إدارة الدولة ونظام الحكم، مؤكدا ان هذا أمر غير مقبول، خصوصا أن شعب البحرين قد سبق له أن حسم رأيه في القضايا الجوهرية عبر ميثاق العمل الوطني.

وقال ان الواقع على طاولة الحوار كما في المجتمع، وأننا مجتمع متنوع، وأن هنالك آراء متعددة ومختلفة، ودورنا كممثلي الحكومة أن ندفع لمزيد من التوافق، مع المحافظة بطبيعة الحال على الثوابت الجامعة التي لا يمكن وضعها محل تساؤل ومزايدة أو تهاون بأي شكل من الأشكال.

واشار الى ان هنالك صعوبات يمكن تذليلها تدريجيا بالحوار، وتجارب الأمم والشعوب في العصر الحديث تؤكد ذلك، وعلينا الصبر والمثابرة، علما بأننا خلال الأشهر الماضية حققنا بعض التقدم في العديد من النقاط التي توافقنا عليها، مثل آلية إدارة الجلسات، وأن مخرجات الحوار تكون اتفاقا نهائيا، كذلك تم وضع مشروع جدول الأعمال وكذلك آليات تنفيذ المخرجات المتوافق عليها.

وقال أنه لا يعقل بعد 4 أشهر من انطلاق الحوار والجلسات والمناقشات المطولة أن يأتي طرف من أطراف الحوار لفرض تغيير تركيبة طاولة الحوار، من دون أي مبرر قانوني أو سياسي مقنع، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول الغاية من هذا الطرح الذي يبدو عاملا معرقلا للتوافق ومؤخرا للتقدم نحو الأهداف من هذا الحوار.

وشدد وزير العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية على ان الحوار في البحرين هو حوار الأخوة في الوطن الواحد بعيدا عن تأثيرات المعادلات الإقليمية والدولية.كما شدد على ان طموحنا كمواطنين بحرينيين هو التوافق الوطني الذي يحمي كيان الدولة وشرعيتها، واستقرارها ونماء شعبها ووحدتها الوطنية.

واكد ان شعب البحرين ينشد الاستقرار والأمن والسلام والتعايش والازدهار معربا عن تفاؤله في الوصول إلى حل متوافق عليه، لأننا شعب واحد وفي مركب واحد، وليس لنا من بد من التوافق، وهذا سوف يتطلب المزيد من الحكمة والعقلانية والوصول إلى حلول وسط في ما يتم الاختلاف بشأنه سياسيا.

وعلى صعيد تطوير منظومة العدالة في مملكة البحرين قال اننا نبحث تطوير الأداء من حيث الجانب الإداري عبر استحداث نظام إدارة الدعوى للإسراع في البت في القضايا. كما نعمل على توفير بدائل جديدة لفض النزاعات مثل التحكيم والوساطة.وكذلك متابعة التدريب القضائي بتطبيقات حرية التعبير وحرية التجمع, ومبادئ المحاكمة العادلة وتطوير قواعد التفتيش القضائي على المؤسسات القضائية وأماكن الاحتجاز والمهم أن يكون هناك نقل لمفهوم العدالة الناجزة إلى الرأي العام وتعزيز دور المجلس الأعلى للقضاء.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 12:56 م

      بلد العجائب

      1) هل يغقل أن مسجداً مقام لأكثر من 400 عام أن يصبح متعدياً أو داخل أملاك خاصة. 2) هل يعقل أن تسحب الجنسية من أبناء البلد و تعطى لمن هب و دب.
      3) هل يعقل أن من سطالب بحقه مدان و يسجن و يقتل و أن يكّرم من يسجنه أو يقتله 4) هل يعقل أن تقبل شهادة الكاذي و لا تقبل ضهادة الصادق 5) هل يعقل أن يجلس على طاولة حوار يراد منه حل أزمة مزمنة طرفان أحدهما يستفيد من الوضع القائم و لا يريد إيجاد أو قبول أي حل, 5) هل يعقل أن تمنع الصلاة و لا تمنع المنكرات

    • زائر 23 | 12:25 م

      ....

      فبل قبول دخول المعارضة لما يسمى بالحوار كانوا يشترطون التوازن.

    • زائر 22 | 11:31 ص

      الحوار لم يبدأ

      سعادة الوزير كيف تدعي بأن الحوار بدأ من أربعة أشهر ولحد الآن لم تحسم أسس الحوار ولم يتم مناقشة أي بند من البنود الأساسية.

    • زائر 20 | 10:49 ص

      ابو حسين

      مع الاسف الشديد بكل صدق الامانة اذا كان هذا الرجل هي المسؤل الاول عن الحوار
      فلا نتوقع اي خير او مصلحة من هذا الحوار المزعوم

    • زائر 19 | 10:14 ص

      بالعكس تماما....

      بالعكس نماما ياوزير ف هدذا الطلب هو عين العقل والصواب ليش ؟؟
      بعد هدذة المدة اذا وجت الطرف الاخر لا يستجيب ولا يسارك ولا يفهمك ولا يوافقك في مصلحت الشعب ف من الواجب تغييرة طبعا!!! تماما مثل ما يغير اي مسئول او مدير او وزير بعض الموضفين لاسباب معينة منها مثلا المصلحة العامة وليس لاسباب شخصية او مذهبية طائفية!! حاول تسمع الطرف الاخر بعد لة..

    • زائر 18 | 10:02 ص

      السلطة والوفاق باسم المعارضة

      لايمكن ولا يعقل لطرف يدخل مسمي الحوار وهو يتظاهر اسبوعيا بدعاوى شتى وعليه اما ان تجلس فى الحوار كما ارتضيت دخوله واما ان تنسحب وتطالب من خلال الشارع بالتظاهر والا اعتبر هذا نفاق سياسي فالبعض سيظهر ويقول لايوجد تعارض بل هو قمة الاستغباء بعقول الناس فلا يمكن لقدم فى البور وقدم فى الطين فاما هنا واما هناك فبلاش ضحك ع ذقون الشعب وللمسئولين للحوار فاما ان تنعقد الجلسات للحل الدائم فاما بلاها فلا تعتقدون انكم ستضحكون ع الشعب فمصر تعيد الناس جميع الناس الى 14 فبراير ويكفي مهازل

    • زائر 16 | 9:21 ص

      و هل

      التجنيس و ايلاء المجنسين ثقة اكبر و اهميه اكثر من المواطنين هو من ضمن التعدديه السياسيه و الاصلاح؟
      عجبا و الله مما تقولون, فادعاؤنا اعلاه بيّن و ما هو خاف حتى عن الصم و العميان. و في مقدمة ما نعنيه الاسكان الذي احكامه تجعل المواطن ينتظر دوره لأكثر من 30 عاما و المجنسين بيوتهم و وظائفهم جاهزه قبل وصولهم! يا شيخنا ترى الاسكان سوت سواياها في المواطنين بحجج تجديد البيانات و جعلت طلبات 1976 مصنفه من ضمن 1994 و لا زالوا ينتظرون و منهم من اختاره الله و لم يحظى بنصيبه!! ما رأيك يا عزيزي؟

    • زائر 15 | 8:59 ص

      السؤال يا وزير العدل هل التركيبة عادلة أم لا ؟؟!!

      السؤال يا وزير العدل هل التركيبة عادلة أم لا اذا كانت غير عادلة ولا تحقق رغبات الشعب المضحي المطالب بأقل القليل فيجب التصحيح ... اما اذا رأيتها عادلة لنذهب على تمثيل الاطراف عن طريق الانتخاب المباشر لا عن طريق التعيين و فرض الارقام كخكومتك الموقرة المعينة التي اتت بك الى السلطة يا وزير العدل اعدل بين الناس .

    • زائر 14 | 8:58 ص

      السلطة أرادت الحوار للإعلام و كسب الوقت

      المعارضة و الشعب يعرفون أنكم أردتم الحوار لكسب الوقت و للإعلام الخارحي و ليس لإرجاع الحق لأهله فالحق بين و من أراد الحق يعرف طريقه و لكنكم لم تريدوه لذلك إتبعتم سياسة اللف و الدوران حفاظاً على مناصب و مزابا لن تنالوا منها إلا دمار اّخرتكم و لكن للباطل جولة و للحق دولة

    • زائر 13 | 8:40 ص

      اي نعم ليس معقول ما تقول

      اللي فهمناه ان من اول جلسات الحوار. ان المعارضة الوطنية. عرضت عليكم يا سعادة الوزير رسالة للتباحث في بعض الامور ومن ضمنها تركيبة طاولة الحوار. وليس الطلب جديد

    • زائر 12 | 8:27 ص

      شخص وزير التربيه في الحوار

      وزارة معروفه بالطائفيه شنو دخل وزير تنفيذي في الحوار التنفيذ ياتي بعدا لا قبلا بس عندنا الامور بالمقلوب شلون يصير توافق 4 ضد 1 فهمونا لا و 3 كلهم حكوميين اكثر من الحكومه فلا توافق ينشد من الحوار

    • زائر 11 | 8:13 ص

      زائررررر

      لا صادق يالشيخ - كلام منطقي، الشعب عايش في وادي والبلد في وادي

    • زائر 10 | 8:09 ص

      قناص

      ماهي الاسس التي لاتقوم الديمقراطية بدونها هل هي زيادة الاعتقالات ومداهمة المنازل والتعدي على ممتلكات الغير وهدم المساجد وتجاوزات كثيرة . كفاية هرج بدون فائدة .

    • زائر 9 | 7:51 ص

      الحوار ولد فاشل وسيموت فاشل ...

    • زائر 8 | 7:50 ص

      عجيب أمرك يا دمقراطي

      لكل بلد عربي تجربته الخاصة أيضا، لكن هذه الخصوصية لا يجب أن تؤدي إلى إلغاء الفكرة الديمقراطية أو تشويهها، أو الحد مما هو جوهري فيها، وهو الحريات العامة والخاصة والمشاركة السياسية والمواطنة المتساوية ودولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان..، هذا كلامك كل اللي نطالب به ان تتقيد انت والملك والحكومه بما جاء في السطر اعلاه. اترك عنك نطالب بالمواطنين المتساويه

    • زائر 6 | 7:44 ص

      شعبنا لا يحتاج دروس في السياسة !!

      بدون لف و دوران الديمقراطية تعني السيادة للشعب . نقطة على ع السطر أسأل نفسك قبل الآخرين من فرض تركبية الخوار ..!

    • زائر 5 | 7:37 ص

      وما طريقة بناء الفكر السياسي والديمقراطي؟

      نعم، تتم التهيئة للطلاب عبر إقصاء المتميزين بمقابلة مدتها خمس دقائق تحدد مصير دراسة مدتها 12 سنة من الجد والاجتهاد والتفوق، وعن طريق الهجوم الليلي على الناس وهم نيام، والتعدي على الحرمات وهدم المساجد وظلم الناس...
      هكذا يتم بناء الديمقراطية الحقة وبالتدريج الناعم

    • زائر 4 | 7:28 ص

      بقاء الحال من المحال

      شعب البحرين مل من الفساد واحتكار كل شيء (الثروة . الامن . الجيش) ولم يبقى لهذا الشعب الا الكفاح وعدم التوقف عى المطالبة بحقوقه المشروعة
      ابو حسن

    • زائر 3 | 7:28 ص

      سعادة الوزير - سؤال فقط

      المشكلة الموجوده في البحرين سياسية بين الحكومه والمعارضة فما دخل جمعيات الفزعة في القضية

    • زائر 2 | 7:20 ص

      4 شهور والمعارضة تطالب بالتمثيل المتكافئ

      3 أطراف محسوبة على السلطة مقابل طرف واحد محسوب للشعب، فأي نتائج ترجى منه، للأسف طول هالفترة المعارضة قاعدة تأذن في خرابة

    • زائر 24 زائر 2 | 12:47 م

      اي شعب

      تكلموا على قدر قياسكم ولا تفرضوا علينا آرائكم وتكلموا عن عدد من يتبعكم ويمتلك ما يثبت انكم تمثلونه ولا تتكلموا عن الشعب والشعب , لا يكون قصدكم شركات علي الشعب والمنارتين للأسمنت

    • زائر 1 | 7:13 ص

      عجيب

      عجيب !؟

اقرأ ايضاً