العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ

هل بالإمكان زيادة الذاكرة؟

البروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر -رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الخليج العربي الأمين العام للجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي

هل تعرضْتَ لنسيان اسم شخص مألوف لديك؟ هل نسيْتَ أين تركت مفاتيح سيارتك أم فجأةً لا تتذكر لماذا ذهبت إلى مكان معين؟

اطمأن ولا تقلق فطالما نسيانك كامن في عدم تذكرك مكان وضعك مفاتيح سيارتك ولا يتعدى عدم تذكرك للمفاتيح أصلاً فلربما كان السبب ناتجاً عن التقدم في السن، ولكن بالتأكيد ليس إصابتك بمرض الخرف (Alzheimer)، فأنت لست الوحيد الذي يعاني من هذه الحالة، فالكثيرون يشكون من نوع ما في اختلال الذاكرة، غير أنه لابد من ذكر أن العلم مازال يجهل أكثر مما يعلم عن كيفية عمل مخ الإنسان، فلقد كان الاعتقاد السائد بين الوسط العلمي إلى سنوات مضت بوجود علاقة وثيقة بين فقدان الذاكرة المرتبط بتقدم السن وفقدان أو ضمور خلايا الدماغ، بيْد أنه تبين أن تقدم السن لا يتسبب في فقدان أو ضمور خلايا المخ والأعصاب (وخصوصاً في الجزء من المخ الذي يحافظ ويسترجع الذاكرة المسمى بـ Hippocampus)، بل أن الأبحاث تؤكد أن هناك ثمة إضافة لخلايا جديدة للأعصاب إلى هذا الجزء من الدماغ خلال فترة الشباب.

تُعتبَر هذه المعلومة طفرةً كبيرةً في المفهوم الخاص بالمخ وعمل الدماغ؛ ما يغير الكثير من المعتقدات السابقة، فإن ضمور الأعصاب المرتبط بتقدم السن يحدث في الجزء من المخ الذي تحتاج الخلايا الدماغية فيه إلى وسائط كيماوية في سبيل نقل المعلومة العاملة على التناغم والتنسيق بين الأجزاء المختلفة للمخ، فهذه المواد هي التي تجعلك على سبيل المثال تربط العلاقة بين منظر الحديقة في منزلك وبين الرائحة المميزة لقص الحشيش؛ لذا فإن تناقص الذاكرة أمر غير مستبعد للكل، ولكن هل بالإمكان المحافظة على خلايا المخ ومنعها من الضمور وبالتالي المحافظة على المعلومات المخزنة فيها؟

ومن أجل الحفاظ على القدرات الذهنية واتساع مجال الذاكره فإنه لابد من الإشارة إلى أن الدماغ بحاجة إلى الرعاية والعناية غير المنقطعتين، وبالتالي ولتحسين الذاكرة توصي الدراسات بالتدريب المستمر للذهن “على التركيز”، كذلك أهمية الإدراك أن نكون لطيفين مع أدماغتنا عن طريق الابتعاد عن الضغوط النفسية، والابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين وشرب المسكرات، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وممارسة النشاط البدني، إضافة للحذر والوقاية أو علاج الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر لما لهما من تأثيرات سيئة على الدماغ.

وأخيراً فالسؤال المطروح عما إذا كان هناك علاج فعال لفقدان الذاكرة؟ والإجابة تكون بأنه مازالت الأبحاث جارية لاكتشاف ذلك العقار ولم يكتشف أي شيء متفق عليه 100 % من قبل جميع المراكز اللهم إلا بعض مستحضرات الأعشاب المسماة Ginkgo Biloba (عشبة مستخرجة من شجرة صينية) التي يُدَّعى أنها تساعد على الذاكرة، ولكن يبقى ما هو بيد الشخص نفسه عمله من الوسائل الوقائية المذكورة أعلاه للحفاظ على الذاكرة.

العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً