كما هو حال التطور الحاصل في مجال الاتصال وطفرة الهاتف الذكي وفي مجال تقنية المعلومات، هناك تطور موازٍ في العلوم الطبية وتقنية عمليات الشبكية الدقيقة، وهي طفرة نوعية وسريعة جعلت خلال 10 سنوات عمليات أمراض الشبكية أكثر نجاحاً وأقل مضاعفاتٍ.

ولعل أكثر الصعوبات التي تواجه جراحي الشبكية هي صعوبة الرؤية من خلال بؤبؤ العين حال إجراء العملية وحجم الجروح اللازمة لإدخال الأدوات الجراحية داخل العين الصغيرة، وبالتالي كثرة المضاعفات الناتجة عن تهتك الشبكية أثناء إجراء العمليات والمضاعفات الناتجة عن التئام الجروح التي تؤدي في الغالب إلى تدهور النظر وفقدان الوظيفة الناتج عن التليفات في الشبكية والذي يُعَد السبب الرئيس للفشل في عمليات الشبكية.

وتدرج التطور في تقنية علاج الشبكية من خلال الجيل الجديد من الميكروسكوبات الحديثة والعدسات المصاحبة الخاصة لرؤية الشبكية من خلال بؤبؤ العين التي زادت الدقة ووضوح الرؤية للجراح أثناء إجراء العملية وسهلت العمليات الدقيقة ولاسيما عمليات البقعة الصفراء التي أصبح زمن إجرائها لا يتعدى نصف ساعة، هذا بالإضافة إلى أجهزة الإنارة التي تُعتبَر لازمةً لكل عمليات الشبكية وهي إحدى المعطلات سابقاً، وقد تم التغلب عليها بعدة أنواع حديثة من الإضاءة كالثريات الثابتة التي تعطي الجراح الحرية لاستخدام اليدين أثناء العملية وتوفر أجهزة الإضاءة التي سمح بها دخول الغرفة الخلفية من العين من خلال فتحات صغيرة، زد على ذلك التطور الطارئ على أجهزة إزالة الجسم الزجاجي وهي الأجهزة اللازمة لإزالة الجسم الزجاجي ومخلفات النزيف والألياف وهي أجهزة تقطيع سريعة جداً والأجهزة الحديثة جداً بمقدورها إزالة الجسم الرجاجي من العين في عدة دقائق بفضل السرعة التي تصل إلى 10 آلاف قطع في الدقيقة مقابل الأجهزة القديمة وهي ألف قطع فقط.

ويتزامن كل ما تقدم مع التقدم الحاصل على حجم الجروح التي هي الفتحات اللازمة للعملية والتي أصبحت متناهية الصغر وهي في حجم الإبر المستخدمة للتغذية في الوريد ومن خلالها يتم إدخال الأدوات اللازمة لإزالة الجسم الزجاجي والنزيف والليزر والإضاءة، وبعد إتمام العملية تُغلَّق ذاتياً دون الاحتياج إلى خياطة، وقد ساهم كل هذا في تقليل وقت العملية ودقة العملية وارتفاع نسبة النجاح لتتعدى 90 %، كما أن فترة النقاهة قلت إلى عدة أيام فقط؛ إذ يرجع المريض لمزاولة عمله خلال أيام مع عدم وجود أي آثار للجروح.