العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ

عقم ابنك بيدك

بعد عام من الزواج يفترس شبح العقم عش الزوجين، لتبدأ هي وهو ماراثون التحري عن أسباب التأخر في الحمل، وليبدأ محيط الزوجين التعويل على القدر والمكتوب.

ومن الشائع أن تتوجه الأنظار للزوجة لتُتَّهم بخلل ما في أعضائها حتى انتظام الجماع مع شريكها فالزوجة مسئولة عن 50 % من أسباب التأخر في الحمل، وعادةً ما يتسلل الزوج من دائرة الشك هو وحيواناته المنوية ولربما سجارته اللعينة وأخطاؤه على رغم كونه يتحمل مسئولية 30 % من ذلك أيضاً، إلا أن أسباب التأخر في الحمل – حسب الدراسات العلمية - يتحمل عاتقها الاثنان معاً بفارق النسب بينهما.

ولأن البنين هم زينة الحياة الدنيا، كان لزاماً أن يبتكر الطب تقنيات تسهل الحمل من أبرزها الإخصاب خارج الرحم لمن فقد القدرة على الإخصاب الطبيعي، وهذا ماقام به الباحث البريطاني البروفيسور روبرت إدواردز عام 1978، ليمنح البسمة لـ 4 ملايين مولود إلى يومنا هذا لطالما حنّ آباؤهم لإتمام لذة الدنيا بهم.

لاتجعلي المصادفة وحدها من تقودكِ لاكتشاف علل ابنكِ؛ إذ عليكِ أن تتأكدي من وجود أعضاء ابنكِ التناسلية في أماكنها التي أراد لها الخالق أن تستقر، والخصيتان هما أبرز تلك الأعضاء.

إن بقاء الخصيتين بعد الولادة في تجويف البطن أو في خارج القناة الإربية أو داخلها، يسمى علمياً بالخصية المعلقة، وهو عبارة عن خصية لم تنزل الى المكان المُعَد لها في داخل الكيس الجلدي خلف القضيب (الصفن Scrotum) قبل ولادة المولود الذكر أي في الشهر الثامن أو التاسع من الحمل.

وهنالك 2 إلى 5% من إجمالي المواليد الذكور يعانون من الخصية المعلقة في إحدى الخصيتين أو كلتيهما، وهي ظاهرة شائعة جداً للمواليد الذكور الذين ولدوا قبل اكتمال 37 أسبوعاً من الحمل.

ولايزال المسبب الحقيقي للخصية غير النازلة غير معروف، ولكن هناك عوامل عدة تزيد من خطر ظهوره كعنصر الوراثة ووزن الولادة المنخفض والولادة المبكرة، إضافة إلى إصابة الجنين بمتلازمة داون أو عيوب في جدار جوف البطن، وللأم دور فعال في ذلكفتدخين الأم أو تعرضها لتدخين سلبي أثناء فترة الحمل يزيد احتمالية الإصابة.

ومن خلال دقة ملاحظاتكِ لابنكِ ستضمنين له ممارسة دور الأب مستقبلاً، فإن بقاء الخصية معلقة لسن البلوغ يتسبب في موت الحيوانات المنوية التي لا ترضى بالعيش إلا بدرجة حرارة أقل من الجسم؛ وهذا مايسبب العقم لابنك.

والتدخل الطبي في هذا الصدد متوافر في البحرينأما نسبة نجاحه فتتوقف على سرعة اكتشافه،فكلما تقدم طفلك في العمر انكمش نور الشفاء، وهنالك خياران للعلاج أحدهما هرموني يتمثل في زيادة وزن الخصية بغرض نزولها تلقائياً لكيس الصفن، أو علاج جراحي يتوجب فيه فتح جراحي بسيط بالاستعانة بالمنظار الجراحي لتثبيت الخصية في مكانها الطبيعي.

وعادةً ما يحتاج الطفل للبقاء في المنزل والابتعاد عن ممارسة الأنشطة الرياضية المضنية وركوب الدراجاتبعد العملية،ولكن من بعدها سيستأنف حياته رجلاً مفعماً بالخصوبة.

العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً