تخرج من الحديث معها بصداقة راقية ،إذ تستقبل زائراتها وتودعهن بحُب وإبتسامة . هي بلسم أنثوي ترتبط بمريضاتها إرتباط عاطفي وإنساني قبل أن يكون إرتباط مهني، يزول بزوال العلة فمريضاتها هن صديقاتها و أخواتها .

في مستشفى إبن النفيس ، إلتقينا بالدكتورة هدى الجفيري استشارية أمراض نساء وولادة وزمالة في جراحة الأورام النسائية و تنظير عنق الرحم، لنبارك لها نجاحاتها و نلقي الضوء على مسيرتها.

الجفيري، هي أم قبل أن تكون طبيبة، وتحاول جاهدة أن تعوض أبنائها إنشغالها بالعمل لفترات طويلة، كلما أتسع الوقت لذلك.

فرفقة أولادها والقراءة هما أكثر عملين تقضي الجفيري أوقات فراغها الشحيحة. بداية أشارت الجفيري” مهنتي كطبيبة، أخذتني من حياتي الإجتماعية والعائلية كثيرا”، فلا يوجد وقت محدد للمهنة ، فحالات الولادة تحدث في كل الأوقات لاسيما ساعات الفجر الأولى! ، وهذا التحدي الأكبر الذي يواجهني، ويواجهه معي أطباء أمراض نساء وولادة . مشددة “أن لزوجي دور كبير في نجاحي العملي ، فهو إنسان متفهم وصبور وملح على مواصلة دراستي وتفوقي ، كان يتولى الإهتمام بالأولاد في فترات الدراسة ، و يشجعني على تجاوز المعوقات.

المرأة أختي،

«وأعشق مساعدتها»

وعن سبب دخولها لمجال أمراض النساء والولادة، تبتسم الجفيري وتقول: “أعشق مساعدة المرأة”، فهو التخصص الذي يؤهلني لخدمة المرأة وتفهم خصوصيتها التكوينية.

وتبدي “أنا متولعةا بمتابعة مراحل الحمل خطوة بخطوة مع الأم، فالمتابعة الشهرية ضرورية للحامل ، وأسعد حينما أحقق حلم الإنجاب لزوجين كانا مصابان بالعقم.

ولأن النساء هن أكثر تفهماً لبعضن البعض، غالباً ما تفضل المريضات التعامل مع طبيبة تتشارك معها آلامها و مشاعرها، والجدير بالذكر إن عدد الأطباء الرجال في هذا المجال، لايتعدى عشرة أطباء في البحرين.

التطور الطبي

في البحرين ..معقول

وفي الحديث عن مستوى الرعاية الصحية في البحرين، تؤكد الجفيري” تطورت التقنيات الطبية في البحرين إلى جانب خبرة وكفاءة الإستشاريين في جميع المجالات الطبية. وتقول: “نحن في طريق التطور الطبي و نطمح للأفضل بالتأكيد”، وكما تكشف عن بهجتها لوجود مختلف التخصصات الفرعية لأمراض النساء في البحرين كطفل الأنابيب و جراحة الأورام و جراحة المسالك البولية النسائية، هو ما يؤهلنا لمعالجة جميع الحالات، إلا بعض الحالات المستعصية التي يتوجب إبتعاثها للخارج على نفقة الدولة.

حذار .. «المراخة» تضر جنينك

وتفتخر الجفيري بالمرأة البحرينية، فهي إنسانة راقية في تعاملها ومثقفة وتستوعب طبيعة مرضها ، ولكن هناك عدة سلوكيات خاطئة تقوم بها بعض الحوامل في مجتمعنا البحريني وتتمنى القضاء عليهم . ومن أبرزها اللجوء لمدلكة “مراخة” وذلك لإعتقاد الحوامل بتأثير التدليك الإيجابي على صحة الطفل والأم، غافلين تأثيره السلبي على الطفل كإنفصام المشيمة، و إلتفاف الحبل السري عليه. إلى جانب ذلك يلجأ البعض لوضع ملح في مهبل الأم بعد الولادة، وذلك حسب تعبيرهن لتضييق المهبل وإزالة الأوساخ المتراكمة في داخل الجسم، حيث تحذر الجفيري من هذا التصرف الغير صحي ،لما له من دور في حدوث حروق أو إلتهابات في تلك المنطقة الحساسة من جسم المرأة .

قراءة نتائج الفحوص

يحدد إستجابة المريض

ونظرا لعمل د.الجفيري لمدة عشر سنوات في مجال الأورام، تعول “أن الخوف الذي يتناب مرضى الأورام يعود إلى عدة عوامل تتباين من شخص لآخر، فخلفية المريض الثقافية ومجتمعه وعمره يحددون مدى إستجابته ووعيه لمرضه، إضافة إلى فن الطبيب في قراءة نتائج الفحوص. إذ أنصح بمراعاة إيصال نتائج الفحوصات الطبية السلبية بطريقة صريحة وواضحة ، فمن الأخطاء المنتشرة في مجتمعنا هو إخفاء نتائج الفحوص عن المريض كنوع من حمايته . المرض لايعني بالضرورة نهاية المطاف او الموت حيث يمكن علاج 99% من المرض على حد قول الجفيري في حال إكتشافه بمرحلة مبكرة.

لذلك تشدد الدكتورة الجفيري على ضرورة الفحص الدوري النسائي لأكتشاف الامراض قبل حدوثها في مرحلة ما قبل الخبيث.

ورم بوزن 10 كيلوغرام

في شهر مايو/ آيار الماضي كان للجفيري إنجاز في مجال الأورام ، حيث أستطاعت بفضل فطنتها و خبرتها أن تستأصل ورم يزن 10 كيلوغرام من إمرأة ستينية، كانت تعاني من إنتفاخ واضح في بطنها . ومن خلال الفحص تبينت الجفيري وجود الورم الخبيث في “ كبسولة الورم “. مما أضطرها لعمل إستئصال سريع ، مع مراعاة تجنب حدوث تسربات لمواد الورم في تجويف بطن المريضة.

وتضيف الجفيري: فرحت برؤية المريضة بعد العملية و بدى واضحاً عليها التغيير قبل وبعد العملية .

للزوجين .. رسالة

نصيحة أخيرة تبثها الجفيري للأزواج، هو التحلي بالصبر عند تأخر الحمل في بداية الحياة الزوجية، فهو أمر طبيعي ولايستدعي الخوف إلا بعد مرور عام على الزواج . إلى جانب ذلك تود الجفيري التأكيد على إن العلاقة الجنسية الخاصة بين الأزواج لا تنتهي بمجرد الحمل ، حيث يمكن للزوجين مواصلة حياتهم بشكل طبيعي .بخصوص الغذاء فتأمل الجفيري في إلتزام الزوجات بالغذاء الصحي المتكامل في فترة الحمل والإبتعاد عن تناول فاكهة الباباي والكبدة لما لهما من تأثير سلبي على الحامل.