العدد 3948 - الجمعة 28 يونيو 2013م الموافق 19 شعبان 1434هـ

«سينما التحريك في إفريقيا»... حين صار لميكي ماوس أخٌ مصري

يرى باحث وفنان مصري أن بلاده التي حملت جدران مقابرها الفرعونية أول تسجيل لجذور الرسوم المتحركة في التاريخ شهدت العام 1936 «أول فيلم رسوم متحركة إفريقي بحق» وكان أخاً مصريّاً لميكي ماوس إلا أن تهميش إفريقيا صرف أنظار كثير من المؤرخين عن هذا الفن الذي بدأ بفيلم أخرجه أميركي في جنوب إفريقيا العام 1915.

ويقول أستاذ قسم الرسوم المتحركة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا محمد غزالة في كتاب «سينما التحريك في إفريقيا» إن آلات السينما التي حملها مصورو مخترع السينما لوميير وصلت العام 1896 إلى القارة السمراء لتصوير معالمها في أجواء استعمارية حيث كان «من المحرم على الزنوج التصوير السينمائي بقوة القانون لكونها أداة من أدوات التعبير عن الذات».

ويضيف أن «أول فيلم رسوم متحركة ينتج في القارة أخرجه العام 1915 الأمريكي هارولد شو (1876-1926) في جنوب إفريقيا أما في شمال القارة فقدم إخوة فرنكل العام 1936 «النسخة المصرية لوالت ديزني» وهم ينتمون إلى عائلة فرنكل الروسية التي هاجرت إلى الإسكندرية العام 1914 «للبحث عن العمل والأمان والحرية هاربة من المناخ غير المتسامح» في أوروبا. ويقول إن إخوة فرنكل قدموا العام 1936 أول فيلم ضمن سلسلة أعمال للرسوم المتحركة عنوانها: «مشمش أفندي» التي استحسنها الجمهور.

وقدم «مشمش أفندي» في عرض واحد مع فيلم روائي غنائي، وينشر الكتاب صورة ضوئية من إعلان يضع «مشمش أفندي» أسفل صورة «الآنسة أم كلثوم في تاج الأفلام المصرية (نشيد الأمل)».

وينقل عن الجريدة اليومية «أصبح لميكي ماوس أخ مصري من خلال فيلم الرسوم المتحركة الأول لإخوان فرنكل، فمثل ميكي ماوس وبيتي بوب في أميركا أصبح لمصر اليوم مشمش أفندي وهو بطل أول فيلم كارتون مصري تم عرضه هذا الأسبوع في سينما كوزموجراف».

وكتاب «سينما التحريك في إفريقيا» أحد منشورات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية التي افتتحت الاثنين في مدينة الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومتراً جنوبي القاهرة وتعد متحفاً مفتوحاً وتضم كثيراً من كنوز مصر الأثرية الفرعونية.

وينظم المهرجان ورشة «صناعة الفيلم)» يشرف عليها المخرج الإثيوبي البارز هايلي جريما بمشاركة ثلاثة أفارقة هم المخرجان الإفريقيان أمبيسا جير برهي وأندرو ميلينغتون ومدير التصوير برادفورد يانغ ويستفيد من الورشة نحو 30 من الشباب السينمائيين من مصر والدول الإفريقية وستعرض الأعمال التي سينجزونها في ختام المهرجان.

كما ينظم المهرجان أيضاً ورشة للرسوم المتحركة تستضيفها كلية الفنون الجميلة بالأقصر للتدريب على تقنيات الرسوم المتحركة ويستفيد منها نحو 20 من الشباب من ليبيا وتنزانيا وجزر القمر ورواندا ومصر.

ويدير الورشة مؤلف الكتاب غزالة وهو أيضاً مدير الفرع الإقليمي للاتحاد الدولي للروسم المتحركة (أسيفا). ويقع الكتاب في 254 صفحة كبيرة القطع تضم النص العربي وترجمته الإنجليزية التي أنجزها خالد مكاوي وإشراق درديري.

وقال الإيطالي جيان - ألبرتو بينداتزي مؤلف كتاب «أفلام الكارتون... مئة عام من سينما التحريك» في مقدمة كتاب غزالة إنه «أول مرجع عن الرسوم المتحركة الإفريقية.»

ويقول غزالة إن المصريين القدماء حفروا في جداريات بني حسن في محافظة المنيا الجنوبية «أول تسجيل متقن لتتابع الحركة الحية للإنسان... وهو المبدأ نفسه الذي قامت عليه تقنية الرسوم المتحركة،

وتسجل الحركة لقطة لقطة».

ويسجل أن المصريين الأخوين مهيب «علي وحسام» تمكنا من تمصير هذا الفن حيث كان علي مهيب (1935-2010) «أول إفريقي ينتج أفلام رسوم متحركة» منذ قدم فيلمه الأول (الخط الأبيض) العام 1962 وفي النيجر قدم الرائد مصطفى الحسن - الذي كرمه المهرجان في حفل الافتتاح الاثنين الماضي- فيلمه الأول العام 1963 «وهو صاحب أول فيلم تحريك في إفريقيا فيما يتعلق بمحتواه» وفي العام نفسه قدم الجزائري محمد عزام فيلمه (عيد الشجرة).

العدد 3948 - الجمعة 28 يونيو 2013م الموافق 19 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً