العدد 3948 - الجمعة 28 يونيو 2013م الموافق 19 شعبان 1434هـ

تصنيف الأختام الدلمونية

الفصول السابقة كانت مقدمات لدراسة هوية دلمون؛ فهوية دلمون الحقيقية يجب أن تدرس «فن النقش» الدلموني الذي يميز دلمون عن غيرها من الحضارات، وفي الوقت نفسه يعطي صورة واضحة لنوعية التأثيرات الثقافية التي أثرت في الدلمونيين. في هذا الفصل سنكتفي بذكر أهم المجموعات التي تصنف فيها الأختام، وسنتناول في الفصول القادمة كل مجموعة بصورة منفردة ونوضح «فن النقش» وتطوره والتأثيرات الثقافية التي يعكسها. وفي الوقت نفسه، سنكون مفتاحاً تصنيفياً يسهل عملية تصنيف الأختام فنياً وزمنياً لكل مجموعة من أختام دلمون. وتصنف الأختام التي عثر عليها في البحرين في ثلاث مجموعات أساسية، بالإضافة لعدد من الأختام النادرة والغريبة الشكل. وهذه المجموعات هي: أختام الدمغ الدائرية، والأختام الأسطوانية، والأختام الموشورية.

أختام الدمغ الدائرية

ويمكن تقسيم الأختام الدائرية بحسب المادة التي صنعت منها إلى قسمين رئيسيين: الأختام الصدفية والأختام الحجرية.

أولاً: الأختام الدائرية الحجرية:

غالبية الأختام التي عثر عليها في البحرين تنتمي لهذا النوع والذي عرف باسم «الأختام الدلمونية». ولا يعرف إحصائية محددة لعدد الأختام التي عثر عليها في البحرين. ويبلغ أعداد الأختام التي تم نشرها قرابة 454 ختماً، وأغلبها نشر في كتاب خالد السندي «أختام دلمون 1994»، وكتاب Crawford حول أختام دلمون في موقع سار الأثري (Crawford 2001)، بالإضافة لعدد من الأختام المهمة التي نشرت في بحوث متفرقة (Kjaerum 1994) و(Dentun 1997) و(Hojlund et al 2005) و(Laursen 2010). وتتميز هذه الأختام بشكلها الدائري، ولها وجه أمامي مسطح منقوش عليه، ووجه خلفي محدب وبه ثقب بحيث يمر منه خيط لكي يتم تعليقه. ويتميز الوجه الخلفي، أيضاً، بحفر ونقوش معينة يصنف على أساسها يصنف الختم. وقد قسم Kjaerum هذه الأختام زمنياً وفنياً، بحسب الزخرفة الظهرية والزخرفة الأمامية، لثلاث مجموعات أساسية، نذكرها هنا مع تغيير بسيط في مسمياتها.

أختام دلمون المبكرة

وقد أسماها Kjaerum أختام الخليج الفارسي. وقد عثر في البحرين على ما لا يقل عن 93 ختماً من هذا النوع، بالإضافة لأعداد بسيطة عثر عليها في وادي الرافدين وشرق الجزيرة العربية، والمرجح أن هذه الأختام تم تطويرها في البحرين اعتماداً على نسخ أختام حضارات وسط أسيا وإيران (Kjaerum 1994، Laursen 2010). ويرجح أنها ظهرت في الفترة ما بين 2050 و2000 ق. م. وسنتناول خصائصها الفنية في فصل لاحق.

الأختام الوسطية

وقد أسماها Kjaerum أختام دلمون الأولية أو أختام ما قبل دلمون Proto-dilmun. وتعتبر هذه الأختام حلقة وصل ما بين أختام دلمون المبكرة، السابقة الذكر، وأختام دلمون المتأخرة التي سنذكرها لاحقاً. وبحسب وصف Kjaerum لهذه الأختام فإنه يمكن تحديد قرابة 33 ختماً تنتمي لهذه المجموعة ضمن كتاب أختام دلمون (Al-Sindi 1999)، بالإضافة لختمين عثر على أحدهما في موقع قلعة البحرين والآخر في موقع معابد باربار، وقد ذكرا بصورة منفصلة (Kjaerum 1994) و (Hojlund et al 2005). وتعتبر هذه الأختام نادرة في جزيرة فيلكا حيث إن هذه الأختام نشأت وتطورت في البحرين.

أختام دلمون المتأخرة

وقد أسماها Kjaerum أختام دلمون، حيث إن هذه الأختام تمثل إقليم دلمون، وقد عثر عليها بأعداد كبيرة في البحرين وجزيرة فيلكا. وقد ظهرت هذه الأختام بعد العام 2000 ق. م. وقد قسم Kaerum هذه الأختام زمنياً وفنياً إلى ثلاث مجموعات:

أ – الطراز الأول:

ويقسم إلى قسمين، الطراز الأول أ (style IA) والطراز الأول ب (style IB). وغالبية أختام دلمون المتأخرة تنتمي للطراز IA، والذي تطور لاحقاً ليعطي الطراز IB، والذي يختلف عن السابق في بعض الفنيات، ولم يعثر في البحرين إلا على قرابة ستة أختام تنتمي لهذا الطراز.

ب – الطراز الثاني:

ظهر هذا الطراز بعد الطراز الأول، مع وجود فترة زمنية يتداخل فيها الطرازان. ولهذا الطراز ميزات فنية سنناقشها في فصول لاحقة. وأعداد الأختام التي نشرت من هذا الطراز ربما لا تتجاوز العشرة أختام.

ج – الطراز الثالث:

يعتقد أن هذا الطراز ظهر في الفترة ما بين 1700 و1450 ق. م. وقد عثر في البحرين على ما لا يقل عن 11 ختماً ينتمي لهذا الطراز، وقد نشرت Denton تفاصيل هذا الطراز في العام 1997م وسنناقشه بالتفصيل في فصول لاحقة.

ثانياً: أختام الدمغ الدائرية الصدفية:

عثر في البحرين على ما لا يقل عن 268 ختماً مصنوعاً من الأصداف البحرية (آل ثاني 1997، هامش ص 148)، وهذه الأختام محلية التصنيع، وهي أختام معاصرة للأختام الدلمونية الحجرية (Al Khalifa 1986)

الأختام الأسطوانية

يبلغ عدد الأختام الأسطوانية التي عثر عليها في البحرين وتم نشرها قرابة 25 ختماً أسطوانياً، وتم تقسيمها إلى ست مجموعات:

– أختام أور الثالثة، ختمان، محلية التصنيع (Denton 1999).

– أختام دلمون الأسطوانية، ثلاثة أختام، محلية الصنع (Denton 1992، 1996) و (Crawford 2001).

– أختام مينتانية، 14 ختماً، مستوردة (Denton 1992، 1999).

– أختام كشية، ختمان، محلية/ مستوردة (Rice 1988) و (Denton 1992).

– أختام آشور الجديدة، ختم واحد (Lombard 1985).

– أختام بابل الجديدة، ثلاثة أختام (Lombard 1985).

الأختام الموشورية

وهي الأختام التي تكون على شكل منشور ثلاثي، وقد نشر من هذا النوع ستة أختام. ويمكن تقسيم هذه الأختام إلى مجموعتين:

– النوع السندي، وعثر على ختمين من هذا النوع في مقبرة الحجر الأثرية، وهو شبيه بالأختام السندية من هذا الطراز؛ حيث نقش على ثلاثة الأوجه بنقوش قريبة لفن النقش السندي (During Caspers 1993) و (Denton 1999).

– النوع الدلموني، وقد عثر على 4 أختام من هذا النوع وجميعها من موقع سار الأثري، وتتميز هذه الأختام بنقوشها الدلمونية التي نقشت على وجه واحد فقط بينما زين الوجهان الآخران بعلامات دلمونية مميزة سنناقشها لاحقاً (Crawford 2001).

العدد 3948 - الجمعة 28 يونيو 2013م الموافق 19 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً