مرة أخرى يُثبت الاتحاد البحريني لكرة السلة أنه موقع إثارة للجدل بسبب القرارات التي يتخذها أو القرارات التي (يتغاضى) عن اتخاذها بالإضافة لبعض الحالات التي لا يتعامل معها وفق الصورة الصحيحة، إما لقصور في اللوائح أو عدم تطبيقها كما يجب، وربما لعدم امتلاك الجرأة لاتخاذ قرارات (قوية) تتناسب مع حجم الحدث أو الفعل المُرتكب، وهذا الأمر الأخير أجده في قرارة نفسي ينطبق على ما حصل من أحداث في اللقاء الأخير للمربع الذهبي بين المحرق والمنامة والذي على إثره تحدد طرفا النهائي وهما الفريقان أنفسهما بعد تحقيق المحرق للمطلوب والفوز بفارق خمسة أهداف أو أكثر.

بعض جماهير المُحرق في ذلك اللقاء خرجوا عن المألوف وتلفظوا بألفاظ لا يمكن أن نقول عنها سوى ألفاظ (عنصرية) بحق محترف المنامة وهو السنغالي بيب سو ولا نجد تفسيراً آخر غير (العنصرية) لتلك الألفاظ والتي قبل أن ترفضها كل المنظمات العالمية واللجان الأولمبية والاتحادات القارية والدولية، فإن ديننا الحنيف يرفضها رفضاً تاماً، وكما قال رسولنا الكريم (ص) في الحديث الشريف «لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى»، فأين نحن من ذلك؟ ومن يتعذر بأن بيب سو هو من قام بحركات استفزازية لجمهور المحرق قبل المباراة فإن ذلك عذر أقبح من ذنب، فالقيادة الجماهيرية يجب أن تقوم بدورها كما يجب وأن تهدئ الأمور، لأن الجماهير متكونة من عدة فئات وأعمار ولو تمكنت القيادة من تهدئة الوضع بدلاً من سكب الزيت على النار لما وجدنا الأمور تصل إلى ما هي عليه، ثم أن الحركة غير الأخلاقية التي قام بها اللاعب المنامي سو للجماهير المحرقاوية بعد المباراة غير مبررة إطلاقاً ولا تُعبر إطلاقاً عن هويته كلاعب مُحترف، فهي حركة (مُسيئة) تماماً وشاهدها الجميع عبر شاشات التلفزيون بعد اللقاء، وبدلاً من أن يتعلم لاعبونا الصغار كل ما هو إيجابي من اللاعبين المحترفين، فإنهم للأسف شاهدوا تلك (الحركة).

وتصوروا بعد كل ذلك يأتي الاتحاد البحريني لكرة السلة ويشارك في (المهزلة) التي حصلت باتخاذه قرارات تبعث على الضحك من باب (شر البلية ما يُضحك)، بتغريمه نادي المحرق مبلغ 50 دينارا ولفت نظر جماهيره (يعني يقولهم آخر مرة ليكم)، وأيضاً غرامة أخرى 50 دينارا لجمهور المنامة الذي خرج عن النص كذلك في بداية المباراة مع لفت نظر للسنغالي سو (أيضاً آخر لك مرة)، وسؤالي هنا لأعضاء اتحاد السلة هل لو كان أحد فيكم من البشرة السمراء الذين لا فرق بيننا وبينهم ووجده شخص في الشارع ووصفه بالوصف نفسه الذي قالته جماهير المحرق لسو فهل سيقول له (آخر لك مرة)؟ وأيضاً نفس الأمر إن قام أحد الأشخاص بعمل حركة غير أخلاقية لأحد الأعضاء بمثل ما فعله سو فهل سيأتي الرد منه (آخر لك مرة)!، والله إن القيامة ستقوم لو حصل ذلك، لكن هنا في الاتحاد بدت الأمور طبيعية وتم الاكتفاء فقط بلفت النظر دون أن تكون هنالك جرأة في اتخاذ قرارات قوية تتناسب مع حجم الأحداث التي حصلت فقط لأننا على أعتاب المباريات النهائية، وإن كان ذلك يستند على اللوائح ولا أظن ذلك فإن هذه اللوائح لا تصلح حتى لدورات (الفرجان) وليس لاتحاد يمتلك أقوى دوري في الخليج في ألعاب الصالات، ثم أن هنالك العديد من القرارات تتُخذ من دون الاستناد لأي لوائح، والاتحاد نفسه وبالرئيس نفسه بالأمس القريب اتخذ قراراً بإيقاف الجماهير وبغرامات مشددة على بعض (الأهازيج)، وحينها اللوائح نزلت من (السماء)!.