العدد 3947 - الخميس 27 يونيو 2013م الموافق 18 شعبان 1434هـ

فلذات الأكباد... مثواكن الجنّة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما أن سمع الجميع بخبر حادث كوبري السيف الأليم حتّى ترحّموا على الفتاتين اللتين توفّيتا في الحادث، وتألّموا لحال والديهم وأهلهم على مصابهم الجلل، ودعوا المولى بأنّ يكون مثواهم الجنّة.

الحذر لم يوقف القدر، وها نحن نرى أمام أعيننا ما أصاب الفتيات الثلاث، إذ أنّ واحدةً منهن نجت بمعجزة، وندعو الله لها الشفاء العاجل واللطف بحالها، فمهما وصفنا معاناتها، فإننا لن نفلح في محو تلك الذكرى الأليمة التي مرّت عليها.

هؤلاء الفتيات كنّ في مقتبل العمر يذهبن بالسيارة إلى مقر تدريبهن، كتلة من الطاقة والحيوية وريعان الشباب، دفعن ثمن غفلة أحدهم، وما هذه الغفلة بالبسيطة، فلقد تضرّرت عوائل منها وأصحاب وأحباب. وما دعاؤنا لهنّ إلاّ أن يُحتسبن عند الله شهيدات، فلقد كان العلم منارتهنّ من أجل الحياة، ومتن في طريقه.

نعم، هناك لائمة على الحواجز الموجودة في الكوبري، ولكن من يذهب إلى بلدان أخرى يجد شوارع بلا حواجز، بلدان متقدّمة ليس بشوارعها حواجز، ولكن لدى أهلها الوعي التام بأصول القيادة، فحياتنا وحياة الآخرين في خطر ما دام هناك مستهترون في الشوارع!

كم حادثاً أليماً أدّى إلى الموت هذه السنة؟ كم شاباً وشابّة لقوا حتفهم بسبب تهوّر البعض؟ لماذا لا نساعد الإدارة العامّة للمرور في سعيها الحثيث لتطبيق قواعد الأمن والسلامة؟ لماذا لا توجد اختبارات نظرية قبل الحصول على الرخصة، فالاختبارات العملية ليست كافية؟ هل هناك خطّة ستتّخذها الإدارة العامة للمرور من أجل تقليل نسبة الحوادث المرورية الخطرة؟ ولماذا هذه الحملة على وزارة الأشغال، خصوصاً أنّ الحواجز الاسمنتية أثبتت خطورتها كذلك؟

أسئلة كثيرة وهناك أسئلة أكثر لدى الجميع، فكلّما نجد الموت أمامنا في حادث أليم، نترقّب من أجهزة الدولة السعي من أجل نشر الوعي المروري، فذاك الشاب لقي حتفه بسبب انشغاله بهاتفه، وتلك الشابة لقيت حتفها بسبب إهمال ذلك السائق ودخوله على مسارها وهو في سرعة قصوى، وبالطبع القدر أمامنا ولكن ألا يجب علينا الحذر؟ فلقد بتنا نلقي الشهادة قبل خروجنا من البيت، لأنّ هناك مستهتراً قد يلقي بنا إلى التهلكة!

سمعنا عن القوانين التي ستسنّها الإدارة العامة للمرور، وسمعنا بالنكات والسخريات حول هذه القوانين، ولكن أنا مع الإدارة العامّة للمرور في سعيها بأية طريقة ممكنة إلى إيقاف ما نراه كل يوم من حوادث تأخذ فلذّات الأكباد إلى بطن الأرض، ونعم معاشي لا يوازي المخالفة، ولستُ من ذوي الدخل العالي، ولكني عندما أرى استهتار البعض برسوم إدارة المرور حول الأمن والسلامة وقواعد السياقة، فإنّي أتمنى أن يُسن القانون وبسرعة قصوى.

لا تستغربوا هذا الرأي يا اخواني، فلقد رأيت بعض الناس يسلمون السيّارة لأبنائهم من دون رخصة قيادة، والتعرّض لقتل أبرياء من غير قصد، وفي النهاية يتحسّرون ويبكون. ووجدت البعض الآخر يقود السيارة ولكأنّها طائرة حتى لا تكاد ترى غبار إطاره، وبعد أن تصل إلى نقطة معيّنة، تجد رأسه متناثراً في وسط الشارع من شدّة الصدمة! أهذا ما نريده لأجيال المستقبل؟ أهذا السبب يجعلنا نوقف قوانين الإدارة العامة للمرور؟ فقد يكون قانون واحد رادعاً لعشر حوادث مرورية أليمة!

أتذكّر طالبتي فاطمة زينل، التي وافتها المنيّة منذ سنوات بسبب السرعة، تلك الطالبة الحسّاسة والمتقدة بالحياة، التي طالما افتخرت بها أمّها أمامي، وكانت على قدر المسئولية، فكانت من أوائل الطالبات في العلم، وأكثرهنّ مشاركة في الفعاليات، وكانت مواطنة قد تكون في منصب قيادي في يوم من الأيام، ولكن تلك مشيئة الله، ولو كانت هناك قيود أكثر على السائقين، لما تعرّضت هذه الفتاة إلى ذلك الحادث الأليم، ولما كتبنا عنها وعن فتيات حادث كوبري السيف أبداً.

ندعو الله لكل أب وأم فقد ابناً له في حادث بالصبر واللطف، فلله ما أخذ ولله ما أعطى، كما ندعو لهاتين الفتاتين ولطالبتي وللجميع بالجنّة والفردوس الأعلى، فلقد كنّ ضحيّة حادث سير ونعتبره حادث قتل. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3947 - الخميس 27 يونيو 2013م الموافق 18 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:44 م

      هل الخمر حلال

      لان الملاهي في زياده وندعي الاسلام و دولة اسلامية

    • زائر 22 | 11:26 ص

      المصلي

      اللهم تغمد الفقيدتين بالرحمة والرضوان ويلهم اهلهم ومحبيهم الصبر والسلوان حقيقة موضوعك اليوم فيه من الفوائد الكثيرة لمن يبتغي لنفسه ولغيره عابري الطرق الحيطه والحدر ولكن دعيني أختي مريم أن أقول لك أن الحدر لايؤخر القدر فالمكتوب على الجبين لازم تصيبه العين هم أخذوا نصيبهم من هذه الدنيا الزائله وختارهم الله الى جنبه وثقي وعتقدي أن في موتهم صلاح وفي بقائهم في هذه الدنيا صلاح وحينما يختار الله لهم الموت فنعم الأختيار وأنما هو الفراق مر المذاق لذويهم ومحبيهم اللهم أمسح على قلوبهم بالصبر وأثبهم عليه

    • زائر 21 | 10:20 ص

      سنابسيون

      اقدم احر التعازي لعائلات الفقيدتين واتمنى الشفاء العاجل للمصابه والله يكون في عونهم ففقد الاولاد صعب وطعمه مر طالبات في عمر الزههور خطفهم القدر في غمضة عين لكن ما نقدر نقول الا انها مشيئة الله الذي ارادهم ان يقابلوه وهم في ريعان الشباب الله يرحمهم ويجعل مثواهم الجنه هذا الحادث احزن كل البحرينيين جميعنا آلمنا صراحة

    • زائر 20 | 7:33 ص

      قولي لادارة المرور ومنتسبيها

      ان يراعوا هم اولا القوانين ويطبقوها على الكل

    • زائر 18 | 4:35 ص

      نعم لسن قوانين صارمة لشي الزائد المبالغ و المسبب للموت

      و ليس قوانين هدفها الضغط المادي و سرقة رزق المواطن و قوته
      نعم لقانون صارم للمسكرات في الشارع و في الفنادق و البارات
      نعم لقانون صارم للسرعة القاتلة المبالغ فيها
      نعم لقانون صارم لمن يتم مخافته اكثر من مرة لاستخدام التلفون
      نعم لقانون صارم يطبق على الجميع و ليس البعض
      و من هنا اقول لا لتطبيق قوانين المرور لانها لا تطبق على الكل هدفها ليس هدف سامي

    • زائر 17 | 4:06 ص

      الحل مو في المخالفات القويه

      الحل في رخصة القيادة، روحي يا استاذه مدرسة تدريب السياقه وجود بعينك نسبة البحرينين ونسبة الأجانب الي تتدرب، مافي اجنبي او اجنبيه دخلت البحرين اله وحصلت رخصه سياقه، من دون كل دول العالم البحرين غير وغير، مافي اي شيء يمنع الاجنبي من الحصول على رخصة سياقه

    • زائر 16 | 3:51 ص

      حوادث السير وقوانين ادارة المرور

      صباح الخير اختي الكريمة اشكرك على مقالك وأقول لك أنا مع كل قانون تسنه ادارة المرور للحد من الحوادث, ولكن لي وجهة نظر واحدة حبذا لو تكتبين عنها, ألا وهي مطالبة ادارة المرور وقف اصدار رخص السياقة لكل من هب ودب, وخصوصا الأجانب, حبذا لو تقتصر السياقة للأجانب على الطبيب أو المهندس أو المدير وليس صغار الموظين والعمال, حيث يلاحظ بعض الأحيان أن من جاء لغسيل السيارات يأتي يسبارته الخاصة. (محرقي/حايكي)

    • زائر 19 زائر 16 | 4:42 ص

      وقف اعطاء رخص سياقة لكل اجنبي ( بطريقة ذكية ) و احياء مصدر رزق المواطنين

      وقف اعطاء رخص سياقة لكل اجنبي من خلال رفع اصدار الرخصة ( ب 500 ديتار مثلا و ساعة التدريب ب 25 او حتى 50 ) و احياء مصدر رزق المواطنين و ايجاد فرص عمل للبحرينيين
      و لكن لا حياة لقوانين في مصلحة المواطن

    • زائر 14 | 3:36 ص

      طبقو القانون

      نتوقع من ادارة المرور ان تكون اكثر صرامة وشده في تطبيق القانون وان يكون لرجالها حضور واضح وقوي في كل مكان ليلا ونهارا . نطالب الداخليه بوقف اعطاء تصاريح القياده للأجانب وخصوصا للأسيويين ممن ليس لهم سبب في الحصول علي الرخصه . الحكومه ليست ملزمه بفتح ابوابها لكل اسيوي او وافد ومساوته مع ابناء البلد . هل لدي المرور اي تصور عن الوضع المروري في البحرين بعد ثلاث سنوات من الان ادا ما استمر الحال بنفس وتيرة زيادة السيارات . اكيد سيكون الوض المروري كارثيا.

    • زائر 13 | 2:48 ص

      السؤال لحضرت النواب

      لماذا لم يكن لكم تعليق في وفاة السعودي الذي سقط أيضا من فوق الكوبري قبل سنة تقريبا أو لان أهل المتوفين يهمكم موضوعهم البلد وما يحصل فيه أنتم شراكاء في ما يحصل وأما الحواجز ليست حسب المواصفات المفروض عليكم أخذها من بعد حادث السعودي أنتم شركاء في سرقة الاراضي وكل شيء بلدي البحرين

    • زائر 12 | 2:40 ص

      الوعي وتطبيق القانون

      المشكلة تكمن بالأساس في الوعي وتطبيق القانون. تشاهد الكثير من السائقين يمسكون بالهاتف وقت السياقة .. ليس للتحدث فقط بل للمراسلة بالكتابة . هذا بالإضافة إلى عدم الالتزام بقوانين وإرشادات السياقة من سرعة وتجاوزات. أما القوانين لو تكون أكثر صرامة واكثر تطبيق فستكون النتيجة مجدية.

    • زائر 10 | 2:30 ص

      سن قانون بالسجن مدى الحياة

      لمن يتسبب في حادث يؤدي الى حالة وفاة وهو مخمور ولكن ابصم بالعشر لن يرى هذا القانون النور لانه بتغلق العديد من البارات والملاهي وخصوصا التي تمول حزب ( الشيطان ) ونحافظ بها على اسرار الداخلية والدفاع الصراحة مقالش امس واجد عجبني ولكن لا حياة لمن تنادي .

    • زائر 15 زائر 10 | 3:43 ص

      الله يعينك

      الا الحماقة اعيت من يداويها . انت جاهل وضحل باءمتياز

    • زائر 9 | 2:29 ص

      أنا مع الإدارة العامّة للمرور

      أنا مع الإدارة العامّة للمرور في سعيها بأية طريقة ممكنة إلى إيقاف ما نراه كل يوم من حوادث و إنّي أتمنى أن يُسن القانون وبسرعة قصوى.

    • زائر 8 | 2:28 ص

      التذكير اليومي

      ويش اليوم ما ذكرتيهم الظاهر انش اتأدنين في خرابه

    • زائر 7 | 1:44 ص

      إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وإعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

      لو كانت الحواجز إمسويه عدل لما كانت السياره طارة عدل، لكن تعددت الأسباب والموت واحد- فناء ولا يرد القضاء الا من قضى وحكم وأمر- الله. وهذه مشيئته ولا يستطيع الانسان رد القضاء ولا تغييره الا بالدعاء والعمل الصالح.. فقد يكون الموت عبره للبعض، بينما للآخرين لا يجدون فيه ذلك. فانا لله وإنا اليه راجعون ولا ننسى أننا جميعا سائرون الى هذا الطريق والاحسن الواحد يأخذ من العاجله الى الآجله أي الآخره. يعني بعد يعمل بالحسنى ويعامل الناس كما يحب أن يعاملوه. وهل يؤجل عمل اليوم الى الغد ممكن ما يلحق الواحد؟

    • زائر 6 | 1:34 ص

      الله يرحمهم ويحفظ شبابنا وشاباتنا انشاءالله

      نعم لسن قوانين صارمه ونعم لاخذ ادارة المرور الترتيبات لتقليل الحوادث ونعم لزيادة السن القانوني للمتدربين الى فوق واحد العشرين 21

    • زائر 5 | 12:44 ص

      سيارات سرعتها لا تزيد عن 100 كم|ساعة

      السرعة هي السبب الأساسي في الحوادث البليغة.. الأخطاء واردة ولكن لولا السرعة لما كانت الأضرار كما هي في حوادث اليوم.. شوارعنا والمسافات عندنا لا نحتاج لسيارات سريعة جداً..

    • زائر 4 | 12:14 ص

      انا معك أستاذة 100%

      وياريت هالقوانين تبدأ من الجسر.. لان وايد من الحوادث سببها خليجيين خصوصا السكارى.. وانا اتكلم كتجربة عشتها للأسف.. والله رحم بحالنا انا وزوجي وولدي في بطني..

    • زائر 3 | 11:30 م

      بارك الله فيك

      كنت أرغب أن أزيد على ما كتبتبه. لكن الخوف من معرفتى من قبل المسئولين فى المرور و الطرق و إنتقامهم منى، منعنى. أتمنى من وجودى بينهم التمكن من تحسين الوضع، مع العلم بأنهم لا يتحركون ولا يستمعون الى أىة نصيحة و إرشاد و لا يفعلون شيئا الا اذا صدرت لهم الأومر من الأعلى بشكل أمر غير قابل للتأجيل. فى حينها أيضا يحاولون تطبيق أفكارهم دون الأخذ بنظر الإعتبار كل الأمور المستحدثة و الإعتراف بأفكارهم البالية.

    • زائر 2 | 10:58 م

      نصائح من ذهب

      الله يعطيك العافية لتطرقك لهذا الموضوع المهم ورحم الله الفقيدتين والله يصبر اهلهما كما رحم الله من قرأ سورة الفاتحة وأهدى ثوابها للفقيدتين المأسوف على شبابهما

    • زائر 1 | 10:49 م

      حزن فقد الشباب خانق لا يقاوم اسألي اهل القرى اختاه

      ايه كم شاب صوب نحوه غريب اداة القتل فارداه قتيلا و ترك اباه و امه يعتصرهم الالم و تقتلهم الحسرة او عذب حتى لفض روحه هؤلاء ونحن نشعر الم الفراق لاهل العزيرتين وندعو الباري عز وجل ان يهبهم الصبر و الرحمة للفقيدتين و الشفاء للابنة المصابة

اقرأ ايضاً