العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ

الأولاد الجواسيس 2: جزيرة الأحلام الضائعة

كان هذا الاسبوع على وشك أن يحدث ضجة بسبب المخاوف من الروح التجارية والربحية السائدة وكيف أن الآباء والأمهات المساكين مضغوطون ومجبرون في جلب أطفالهم لمشاهدة أفلام مملة ومخدرة للعقل، وحتى نضيف الإهانة على الجرح يتوقع منهم شراء كل السلع المرتبطة بتلك الأفلام، في المرة المقبلة التي يمشون فيها في أحد أروقة السوبرماركت.

لا أستطيع أن أنكر أن تفكيري تأثر بزيارتي الوشيكة لعالم ديزني في باريس حيث كما أخبروني أن تلك الروح التجارية قد طاولت برج إي?ل ذاته.

بعد ذلك ذهبت إلى مشاهدة الجزء الثاني من فيلم الأولاد الجواسيس وخرجت معتقداً أن ساعات التجسس ذات جزء من بليون من التقنية هي في الواقع رائعة جداً. كما أن الفيلم لم يكن شيئاً للغاية.

يأتي الجزء الثاني من سلسلة مغامرات الأكشن والإثارة الحيّة لمخرجها روبتر رودريجز إلى شاشتنا فيما يزيد بقليل عن العام لصدور الجزء الأول منه - وهو بهجه غير متوقعة حطم حاجز المئة مليون دولار في سوق مبيعات الأفلام الأميركية.

وفي غضون ذلك تم وضع تاريخ افتراضي في الثالث والعشرين من يوليو/تموز العام المقبل لإطلاق الجزء الثالث منه في الأسواق. بالطبع فإن القلق الكبير هنا هو أن الأفلام تصبح ممارسة ساخرة في صنع الأموال فيما تكون في أثناء هذه العملية مجرد استنساخ مضجر من الفيلم الأصلي. لكن الأولاد الجواسيس (2): جزيرة الأحلام الضائعة هو كل شيء تمنى معجبو الجزء الذي سبقه في مشاهدته في هذا الفيلم. اذا كانوا جميعهم بهذا المستوى الجيد باستطاعتهم ان ينتجوا جزءاً في شهرين. المغامرة الكبرى الجديدة - جواسيس أكبر قليلاً هو شعار الجزء الثاني وهو يوضح الفكرة كاملة. يفتتح الفيلم بالعميلة كارمن (فيغا) والعميلة جوني كورتز (سابرا) وهما تبدآن مهمتهما الفردية الأولى. وفيما يحتاج إلى الانقاذ مرة أخرى يتم إرسال أبطالنا إلى جزيرة غامضة حيث يقع عالم مجنون (بوشيمي) في شرك مخلوقاته التي حولها جينياً.

الأسوأ يأتي عندما يكتشفان ان آلاتهم المتقدمة تقنياً لا تعمل. ثم يجدان نفسيهما في منافسة مع زملائهما الجواسيس جيري (أوليري) وجيرتي (أوزمينت) جيجلز. هل سيتمكنان من إنجاز مهمتهما بأنفسهما أو سيضطران للإستعانة بخدمات الجواسيس السوبر الأم (جويجنو) و الأب (بانديراس)؟ في الواقع ليس الوالدان فقط يشتركان في المهمة بل حتى الجدان ريكاردو مونتالبان وهولند تايلور. التركيز، بالطبع ليس على الراشدين بل مثل السابق، على الأطفال ومقالبهم الغريبة والرائعة. في هذه السلسلة يطلق رودريجز العنان لمخيلته للتمرد - مثلما نرى مع مجموعة المخلوقات الغريبة جداً والدخيلة.

يضيف المخرج كذلك حيوية وحماساً رائعين واحساساً بالعبث والأذى الطفيف على فيلمه. كل مشهد يعمل على أنه خزانة لعرض مخيلته وحاسة تمييزه المرئية. مع ذلك فإن العيب الوحيد في ذلك هو أن سرعة سير أحداث الفيلم تبدو مسعورة أحياناً بشكل يضر القصة. انه عيب بسيط ربما يكون الأكثر إبداعاً وتسلية في أفلام الصغار هذا الصيف. مع ذلك مازلت أريد الذهاب إلى عالم ديزني في باريس.

 خدمة الاندبندنت خاص بـ "الوسط"

العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً