يعتبر الفنان القدير حسين رياض حالة سينمائية فريدة فقد قدم شخصية الأب في السينما المصرية كما هي في الحياة بمنتهى الحنان والأبوة كما كان يختار أدواره بكل الحرص ويهتم بكل تفاصيل الشخصية التي يؤديها. وقد اتسم أداؤه بالتلقائية والطبيعية لدرجة انه كان يتعامل مع كل الفنانين الذين يشاركونه في أي عمل فني بروح الأب نفسها الذي يخاف عليهم ويوجههم لما هو في صالحهم دائماً.
ولد حسين رياض محمد شفيق في 13 يناير/ كانون الثاني 1900 بحي السيدة زينب في القاهرة وبعد حصوله على شهادة البكالوريا أراد والده ان يلحقه بالكلية الحربية حتى يتخرج ضابطاً، إلا انه انضم إلى الجمعية الاتحاد التمثيلي مع عباس فارس وحسن فايق وروز اليوسف، وساعد الفنان والمخرج عزيز عيد الذي التفت إلى موهبته، ولهذا فقد تفرغ حسين رياض لفن التمثيل تماماً في العام 1916 وترك الدراسة وتألق في أول أدواره على خشبة المسرح في مسرحية «فقراء نيويورك» سنة 1917 وهي ثاني مسرحية تقدمها جمعية الاتحاد التمثيلي.
وقد التحق حسين رياض بمعهد التمثيل العربي وهو معهد أهلي يديره عبدالعزيز حمدي، وهناك تعرف على بشارة واكيم وأحمد علام ومحمد عبدالقدوس، وقدم أثناء دراسته بالمعهد الكثير من الأدوار الجادة منها دوره في مسرحية «جريمة الاسكندرية» وأخذ ينتقل من فرقة إلى أخرى برفقة صديقه المخرج عزيز عيد، كما قام بالتمثيل مع الكثير من الفرق المسرحية منها فرقة منيرة المهدية وأولاد عكاشة وعلي الكسار وفاطمة رشدي وكان وقتها يتقاضى أجراً قدره ستون جنيهاً في الشهر.
ولا أحد يستطيع ان ينسى الدور الذي لعبه حسين رياض في فيلم «رد قلبي» 1957 حيث قدم شخصية الأب «عبدالواحد». وقد اختير هذا الفيلم ضمن أشهر كلاسيكيات السينما المصرية، أو دور (سلامة) في فيلم «وا إسلاماه» 1961 أو دور الباشا في فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» 1962 ولذلك أطلقوا عليه لقب «الممثل ذو الألف وجه».
بعض أفلام حسين رياض
بدأ حسين رياض أول أدواره السينمائية في العام 1931م في فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه» ثم «حوادث كشكش بيه» 1934 و«الدفاع» 1935 «وليلى بنت الصحراء» و«سلامة في خير» 1937 و«لاشين» 1939 و«الملاك الابيض» في 1946 و«بابا مين» 1950 و« أسرار الناس» و«ليلة الغرام» و«طيش الشباب» 1952 و«حياة أو موت» و«رسالة غرام» و«الملاك الظالم» و«رقصة الوداع» 1954 و«العاشقة» و«المراهقات» و«لحن السعادة» و«البنات والصيف» و«بهية» 1960 و«في بيتنا رجل» و«رسالة إلى الله» و«السبع بنات» و«لا تذكريني» و«وا إسلاماه» 1961 و«رابعة العدوية» و«الناصر صلاح الدين» و«زقاق المدق» و«شفيقة القبطية» و«أغلى من حياتي» 1963 و«شادية الجبل» و«من أجل حنفي» و«الابن المفقود» 1964 و«الخائنة» و«المماليك» و«ليلة الزفاف» 1965.
قدم حسين رياض رصيداً فنياً يقرب من 150 فيلماً سينمائياً و240 عملاً مسرحياً و150 تمثيلية تلفزيونية .
كما حصد رصيداً كبيراً من حب الجمهور واحترامه لما تميز به أداؤه من تلقائية وصدق كما حصل أيضاً على وسام العلوم والفنون في عيد العلم 1963 ثم رحل في 17 يوليو/ تموز 1965.
خدمة (أ. ب)
العدد 37 - السبت 12 أكتوبر 2002م الموافق 05 شعبان 1423هـ