العدد 3946 - الأربعاء 26 يونيو 2013م الموافق 17 شعبان 1434هـ

للتذكير بيوم المعذّبين في الأرض

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

احتفل العالم أمس (26 يونيو) بـ «اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب»، الذي أقرّته الأمم المتحدة ضمن أجندتها الأممية للعمل على إنهاء التعذيب في كل بقاع العالم.

في كلمته بالمناسبة، دعا الأمين العام الأممي بان كي مون الدول لتكثيف جهودها لمساعدة كل من عانوا التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، في سياق نهج يسعى إلى التركيز على ضحايا التعذيب، وتبنّي الدول المتورطة في هذه الجرائم ضمان تعويض الضحايا.

هذا على المستوى النظري، أما على المستوى العملي، فالجمعيات السياسية والحقوقية ما فتئت ترصد انتهاكات حقوق الإنسان التي لم تتوقف شهراً ولا أسبوعاً ولا يوماً. وآخرها اعتقال 21 شخصاً أمس من سلماباد (وهي واحدة من أصغر قرى البحرين)، بينما أفاد أحد الناشطين الحقوقيين أن من تم اعتقالهم فجر أمس من قريتي الدير وسلماباد دون مذكرة قبض بلغوا ثمانية وعشرين شخصاً. وهو مجرد مثالٍ عابرٍ لما يجري يومياً من مداهمات واعتقالات في كثير من مناطق البحرين.

التعذيب في سجون البحرين لم يتوقف منذ ستين عاماً، وقد زادت أعداد الضحايا أضعافاً في فترة ما بعد الاستقلال، وبينما كان يعاقب المعارضون أيام الاستعمار البريطاني بالسجن والنفي، سجل عهد الاستقلال استشهاد عدد من الضحايا تحت التعذيب في منتصف السبعينات. وهو أمرٌ محزنٌ أن يستمر وتتصاعد وتيرته في الحراكات الشعبية التالية، بين من يسقط في الشارع وبين من يسقط في أقبية السجون. وهو أمرٌ لم يعد ممكناً إخفاؤه أو التعتيم عليه أو التهوين من شأنه كما كان يجري في عقود سابقة.

اليوم، ومع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات التعذيب التي أخذت صوراً جديدة أكثر بشاعةً في الأعوام الأخيرة، أخذت توازيها جهود توثيقية مهمة، على أيدي جهات سياسية وحقوقية كثيرة، وبات من المتيسّر للرأي العام المحلي والأجنبي، الاطلاع على أرقام دقيقة وموثوقة عن آخر الضحايا وأصناف التعذيب البربري التي يواجهها السجناء والمعتقلون.

إنه لا يشرّف نظاماً أن تنشر أنواع التعذيب التي يلقاها معارضوه في السجون، من قبيل التعليق والقتل والحرق والصعق بالكهرباء والاحتجاز في غرف باردة جداً. ومن المسيء جداً في بلد عربي، أن يكون من بين طرق التعذيب المعتمدة، الحرمان من الطعام والشراب، أو الذهاب إلى دورة المياه لساعات طويلة، والمنع من الصلاة. ومن المحزن حقاً في دولة مسلمة، أن يكون من بين طرق تعذيب المعارضين، الاعتداءات والتحرشات الجنسية، والتعرية من الملابس، والتهديد بالاغتصاب.

مثل هذه الطرق ليست مجرد روايات مرسلة، بل باتت في حكم اليقينيات لشدة تواترها على ألسنة الضحايا والمعذّبين. وهم صفوفٌ طويلةٌ من المواطنين، من مختلف الأعمار والمناطق والوظائف والمهن. وقد رواها الأطباء وسجّلوها بالتفصيل، حتى باتت مستنداتٍ وثائقيةً مهمةً تدين المرحلة السياسية الراهنة.

إننا في مأزق، حكماً ومعارضةً وشعباً، وكلما أمعنا في المعالجات الأمنية القامعة، كلما زادت الأكلاف والخسائر، وكلما ابتعدنا أكثر عن إخراج هذا البلد المفجوع من دوّامته الفارغة. فهذا البلد لا يتحمل كل هذا العذاب والتعذيب، والتعليق الدائم على خشبة الصليب.

اليوم، في هذا البلد الصغير، هناك أكثر من ألفي معتقل وسجين، ومازال الإعلام يستولد شهرياً «الخلايا الإرهابية» التي لا يُوجد عشرها حتى في فلسطين المحتلة. وهناك مداهماتٌ يوميةٌ واعتقالات، واستمرار الاستخدام المكثّف للغازات الخانقة على الأحياء السكنية في القرى الآمنة على امتداد خارطة الوطن.

بلدٌ صغيرٌ، وشعبٌ مسالمٌ منذ قرون الإسلام الأولى، لا يحتمل كل هذا الصلب والعذاب والتعذيب.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3946 - الأربعاء 26 يونيو 2013م الموافق 17 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:10 م

      ضريبة

      هذه ضريبة المطالبة بالحقوق والمشاركة بالقرار. الحقوق لا تعطي مجاناً. هذه هي تجارب الشعوب من غاندي الى مانديلا. شعب طيب ومثابر يستحق الأفضل.

    • زائر 8 | 8:50 ص

      تعدد الزوجات وتعدد الأسباب ومساكين ها المعذبين

      يقال والله أعلم مين قال حكمة المحكمه حضورياً.. و .. وحكمة المحكمة غيابياً .. إشلون يعني حكمت المحكمة على المتهم .. مو أولا متهم وملعون سلفيله ومعذب ومضروب، بعدين من الذي حكم قاضي تها أو حاكم أو محكمه وبأي قانون؟؟.. شوف من الذكاء أو الغباء أو في غياب القانون ملعبه صارت مو عدل. ويش عاد قاضي تها غلطان أو المحكوم عليه غلطان أو الحكام التي لا تعرف القواعد والأحكام والناس تتعذب وبس.. لوجه إبليس أو لوجه من؟ مو الحاله هذه كشره أو الناس ما يتعاشرون بس يتعافرون وكل واحد جاير على الثاني؟ بس من المذنب؟

    • زائر 7 | 5:53 ص

      شكرًا لك يالطيب

      عزيزي حفظكم الله وابقاكم في خير ويبعد عنكم اولاد الحرام ..

    • زائر 6 | 3:53 ص

      الله يمهل ولا يهمل وهو الذي لا يظلم احد عنده

      مهما تعمقت العذابات والجراحات سنظل ننشد حريتنا الحقة التي تنصف المواطن والانسان بغير ان ينظر من هو ومع اي طرف هو وما هو خطه وهواه

    • زائر 5 | 3:22 ص

      صمود

      شعب أبي صامد، ويجب فضح هؤلاء المجرمين ومن يقف خلفهم.
      كل فعل نقوم به بعين الله.

    • زائر 4 | 1:57 ص

      من يسمع صوتك في هذه البرية؟

      بلدٌ صغيرٌ، وشعبٌ مسالمٌ منذ قرون الإسلام الأولى، لا يحتمل كل هذا الصلب والعذاب والتعذيب.

    • زائر 3 | 1:22 ص

      إبليس حادنهم أو الله ما هداهم حتى إيسون في الناس ها الفعايل

      ليس من الأسرار صار اليوم الحالات في البحرين المتضررة من التعذيب كثيره ومتكرره من قبل سبعينيات القرن الماضي ، بس خذ نفس طويل وإحمل معك منديل أو منشفه وقم بزيارة مستشفى الطب النفسي في السلمانيه وتكتفي كيف بعض من تعرضوا لتعذيب حالتهم تقطع القلب لا هو عايش ولا ميت. أهله ما يدرون ويش إسوون له وهو مايدري بنفسه. بالله عليك يا سلمى هذه حالت أسلام أو حالت ويش يعني؟

    • زائر 2 | 12:22 ص

      انواع التعذيب في البحرين

      ربط الاعضاء التناسلية ببجلدة أو ربل وإعطا مادة مثل عصير الكرز يدر الابوال بعد3 دقائق الى ان تنتفخ الاعضاء التناسلية ويجلس على كرسي فاتح رجليه والى جنبيه اثنان من المعذبين يضربون ركبتيه كي تضغط على الاعضاء التناسلية وهي في حالة الانتفاخ مما يسبب الام كبيرة حتى الاغماء ويؤدي هذا الى موت الاعصاب المتصلة بالأعضاء التناسلية مما يؤدي الى عدم التحكم بالأعضاء بها وعدم القدرة على ممارسة الحياة الجنسية أو التحكم في حالة التبول واكثر الاوقات يكون البول مختلط بدم وغيره مما لا يستطيعون ممارسة حياتهم الطبيعة

اقرأ ايضاً