لا يختلف اثنان على أن النظام السوري، نظام سياسي شمولي مستبد بالقرار والثروة، وهو منفصلٌ عن عامة شعبه، إلا من والاه بالتقاط فضلاته، سواءً المادية أو اللوجستية، من خلال تمييزه على باقي سواد الشعب، وبهذا تكون طائفة الموالاة، ليسوا أحرار الرأي، ولا موقف لهم ولا قيم، لا أخلاقية ولا حقوقية، ولا هم أصحاب مذهب بعينه، بل جهاز رخيص غير مكلف من أجهزة الدولة، وتحظى بالرعاية الرسمية، ربما لعبودية تربّوا عليها، أو لعقلية «حاضر سيدي»، لأي حاكم، اليوم وغداً، لا فرق عندهم بين ظالم وعادل، إلا بما ملكت يداه.
الوضع السياسي والحقوقي في سورية لا يختلف عن كثيرٍ من البلاد الأخرى، ودول الخليج أولها، ولن تنتهي بامتداد دول الشرق الأوسط إلى إيران وتركيا، وبلاد أخرى كثيرة، وليس مهماً تقسيمها إلى دول ذات نظام جمهوري انتخابي سواءً دينياً أو مدنياً، ملكياً أو أسرياً وراثياً، طالما كانت السمة المشتركة هي الاستحواذ على السلطة والثروة، فترى في كل منها، انعدام نظام المؤسسات والقانون، ليغلب عليها القرارات الفردية حسب النفوذ السياسي والمالي، وطالما ينعزل النظام بجميع أجهزته العسكرية والأمنية والمخابراتية وحتى الخدمية، ويسد أذناً بطين وأذناً بعجين، عن مطالب شعبه، وترى النظام يتبع نظام السخرة مع مواطنيه، ليشترى قوة عملهم، ليسخرها لخدمة استمرار تفرده بالسلطة والثروة.
قد يقول قائل، بأن السلطة في بلد ما، تنشئ الطرقات والجسور والمدارس، والجامعات والمستشفيات، وتخصّص المعونات الاجتماعية وتوفّر السكن... الخ، فهي إذاً عادلةٌ مع شعبها، ويغيب عن باله أنها إنّما تقوم بكل ذلك من أجل بقائها مهيمنةً، ماسكةً بزمام الأمور، ليس إلا. فلينظر القائل لردّات فعل السلطات لأبسط مطالبة شعبية جماعية، ليرى أنها مرهبة للسلطات، لتُكالب عليها جميع أجهزتها بالقمع الأمني والعسكري، لتعيد الحال إلى ما كانت عليه، من افتراق الشعب كنتيجةٍ لسياسة يتبعها النظام ليقف حجر عثرة أمام توحيد كلمة الشعب، باتباع سياسات «فرّق تسد». ولينظر القائل إلى سياسات النظام في التعامل مع مؤسسات المجتمع السياسية والمدنية غير الحكومية، المختلفة عن ما له من مثلها، ليتبين له ذلك.
إذاً، بماذا اختلف النظام السوري عمّن عداه، لتتكالب عليه كل القوى المستبدة من جميع دول العالم، وأخَصّها الدول الإسلامية، المتمذهبة سلطاتها بالمذهب السني من المتشددين والسلفيين والإخوان، وامتداداتهم في تنظيم القاعدة والجهاديين، ولأنهم عجزوا عن إزاحته عن كرسي الحكم، استنطقوا دين الإسلام بما ليس فيه، وحثّوا الناس إلى الجهاد في سورية، وليس فلسطين، وجمعوا مليارات الدولارات، لينفقوا منها قليلاً على المجاهدين، والكثير لتكدّس في الحسابات البنكية لمشايخ الدين المزعومين. أفلم يحيلوا الجهاد إلى الارتزاق، ويجعلوا ممن يخدعونهم بالجهاد مرتزقة، يحاربون من أجل المال والمناكحة في الدنيا، ولهم ما لهم في الآخرة من لدن ربهم، بما كانوا يعملون، إلا الجهاد الملوّث بنصرة «إسرائيل».
نعم «إسرائيل»، التي تحميها دول أوروبا وأميركا، لا لشيء إلا أن تقييمهم للمسلمين، أنهم آكلو لحوم البشر وشاربو الدماء، وخصوصاً أولئك المفتين بالجهاد. فَلِمَ لا يخطّطون وقد عرفوا تمام المعرفة، وشخّصوا الهوية والعقلية العربية والإسلامية، في الفرقة والتحارب من أجل الزعامة السياسية والدينية، التي يغطون فجورها بدعاوى الفوز بالآخرة، ووسيلتهم في ذلك الجهاد الارتزاقي، فنجحت «إسرائيل» والغرب أيّما نجاح، في تفريق العرب والمسلمين إلى فرق متصارعة، في أرض معركة سورية، وبهذا فهم يضربون اثنين وعشرين عصفوراً عربياً وأكثر إسلامياً، بحجر.
فالاستراتيجية السياسية في سورية، هي إشغال الشعوب عن استبداد أنظمتها، وإلا فكيف لمستبدٍ أن يحارب مستبداً آخر، إن لم يكن صراعاً على الزعامة الدينية والسياسية، وخصوصاً أن سورية وحلفاءها من روسيا وإيران وحزب الله، إذ يعيبهم النظام الشمولي، إلا أنه يمايزهم إيجابياً، تصديهم لـ «إسرائيل»، الأمر الذي يزعج المستبدين الآخرين، من حيث أنهم مصدودون عن التقارب وتطبيع العلاقات مع «إسرائيل»، والذي ينسيهم مذلة 65 عاماً من استباحة فلسطين وشعبها ومقدساتها الإسلامية، بخضوعهم للأمر الواقع. وإلا فأين هم مما يجري في البلدان العربية الأخرى، بما فيها البحرين، الشبيهة أحداثها بأحداث سورية، عدا التدخلات الخارجية المحدودة في البحرين، وتلك المرسومة للإيقاع بكل العالمين العربي والإسلامي في سورية.
والإستراتيجية العسكرية في سورية، هي أن أميركا والغرب و«إسرائيل»، قد استفادوا من التجارب، بعكس العرب والمسلمين، فحقنوا دماء أبنائهم، ليتركوا إراقتها للعرب والمسلمين من كل أصقاع الأرض، فتسيل الدماء العربية والإسلامية بأيدي أهلها وبسلاح غربي مدفوع الكلفة بالمال والنفط العربي والإسلامي. ولهذه الإستراتيجية وجهان، الأول إضعاف الدول العربية والإسلامية، فيخضعوا للغرب و«إسرائيل»، والثاني، أن تتكشف لهم الفرق الجهادية العاملة والمُسوِّقة للجهاد، ليحيلوهم إلى العائدين من الجهاد هنا وهناك، إلى المجاهدين في دولهم لتكتمل النتيجة المرجوة، في الاحتراب الطائفي والمذهبي على كامل مساحة الوطن العربي والإسلامي، فيسهل على الغرب و«إسرائيل» التدخل غير المكلف لا بشراً ولا سلاحاً ولا مالاً، لتفتيت المساحات العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية، تستمر في التطاحن والاحتراب، ويكون لهم فضل فكاك العالم المتحضّر من سوءات العرب والمسلمين، من تحت غطاء بعض التمايزات هنا أو هناك في الدول الصغيرة لتشجيع التعددية.
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 3945 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ
دجلة والفرات وماء النيل بس في حياء أو ما فيه ما يندره
ليسوا بسكارى لكن إمسمرين ومعسكرين مع التيارات الجارفه.. وش , وش؟
يقولون وما أكثر ما يقولون وينقولون أنهم ليسو أغبياء لكن أغنياء، بينما الغنى غنى النفس وليس الغنى غنى المال أو العقار. وهذا لأبسط بديهيه مسلمً بها أن مالك الملك ليس الناس وإنما هو الله. لكن ويش إتشوي ناس تعتقد وآخرين يضنون وناس بين الشك.. وأين اليقين عجل؟ أووا ليس بعضه إثماً؟
تصنيفات داروين ومصنفات داراسين ورباعيات الخيام
تصنيفات داروين ومصنفات داراسين ورباعيات الخيام
ليس بسر أن داروين صنف الكائنات الحيه الى حيوانات ونبات، كما صنف حكماء الصين الكائنات الى هواء ماء أرض وماء ، إلا أن إتضح في تصنيف فرويد صنفان من البشر إما حيوان أو إنسان بحسب تحليله لنفس الفرد وسلوكه. فعاد شوف الله خلق الجنه للآدميين ما خلق الجنه لغيرهم. فهل ما يفعل البشر إنتحارتدريجي أو متعاونين مع من لا يريدهم أن يكون مقرهم الجنه وإنما الى سقر. وهذا عاد مقر؟ من الواح المحفوض للبشر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها 19... يعني عذاب مقيم.
هل البحث عن الأثر أو السبب أو الناتج
قال المولى عز وجل .. لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب.. لكن يظهر أنهم كانوا مو من أهل الكتاب بل كانوا من اليهود والنصارى الذين ناصروا أمثال أبو سفيان يعني من الجاهليه تطلع أبو جهل. فهل تغير الحال من الجاهليه الى القرن الحادي والعشرين؟ الجدير هنا بالذكر أن اليهود إستطاعوا أن يشنوا حرب في الشارع العربي دون أن يشاركوا، كل ما فعلوه شحن وفي داخل صدور بعض الناس شحنه تحتاج الى تفريغ. فالاقتراب من غاز بشعله بتشب يعني مين يطفيها. فهل ما في الصدور أم إتباع كلام اليهود سبب وأثره حرب؟ أو حليمه لعادتها عاد
طز
محد دمر الامة الاسلامية الا المحسوبين على المسلمين وهم ليسوا بمسلمين و من هم على شاكلتك اللي افكارهم ممزوجة بالاختلال و النفاق ...
الوجه التكفيري
توزع صكوك الرحمة والمغفرة من جيبك وعلى كيفك هذا مسلم وهذا مشرك من سمح لك ومن تكون انت
هون عليك
لمادا تثبت للاخرين بأنك جاهل وبحاجة الي ان تثقف نفسك وتعلمها كيف تكون موضوعيه وتتقبل افكار الأخرين . التهجم علي الاخرين بدون فهم يدل علي وجود غسيل دماغ والعياد بالله .
أخظأت في أن روسيا
أخي العزيز أنت على خطأ قولك ان روسيا معادية لسرائيل وصديقة للعرب روسيا منذ عام 1948 اخذت موقفاً حاسماً معادياً للعرب ومؤيدا لإسرائيل حينه وقفت مع قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وفتحت باب الهجرة من يهود الإتحاد السوفيتي إلى فلسطين فروسيا لا تختلف عن باقي الدول الإستعمارية فهي تحمي مصالحها وتبحثا ولكن ليس على حساب علاقتها المتميزة مع إسرائيل
ابدعت استاذ يعقوب
للاسف من يتحكم في العالم هي قوى الشر التي تستحوذ على مقدرات الدول باساليبها الترهيبية
لا يمكن الرجوع الى حكم الاسد
و لكن لا يمكن الارتماء في احضان الإرهابيين و التكفيريين
فكلاهما منتهك لحقوق الانسان و دكتاتوري
صح كلامك يا اخي زائر 6 لا يمكن الرجوع الى حكم الاسد و لكن لا يمكن الارتماء في احضان الإرهابيين و التكفيريين كلاهما منتهك لحقوق الانسان و دكتاتورين
يكم وقبله ابوه حكم من عام 1970م لا يمكنت الرجوع الى بشار الاسد و لا يمكن الرجعو الى جمعاة نصرة الارهابيه لا تيار اسلامي اخواني ولا بطيكي هناك يوجد معارضين سلمين عقلاء لا تصغر عقول المثقفين السورين لا يمكن نسخر من الاساتذه والعقلاء و مثقفين ودكاتره من سورية الشقيقه بشار هو ليسة رب لناس ان بشار سياستة هو او تقبلني انا او اقتلك او انا احكم او اذا انت تريد انا ابيدك واقتلك هذا قول الشاعر المتنبي يقول فيك ال
تناقض ما بعده تناقض
أيضا والغريب في الأمر أن بعض هذه الدول التي تطالب بالديمقراطية في سوريا وجعل الشعب مصدر للسلطات هي في الاساس لا ديمقراطية لديها ولا برلمان ولا مجالس منتخبة وحكم وراثي وقبلي ، وكأنهم جهادهم لبسط الديمقراطية في سوريا وبقاء الاستبداد في دولهم سيدخلهم الجنة . هناك حرام وهنا حلال.
ليس من سوء الا ان ترجع الجاهليه والاقطاعيه وتدمير الاخضر واليابس بعد
من الملحوظ غير المحفوظ ولا الملاحظ أن الكثير من الناس لم تلاحظ بعد أنها لم تلحظ أنها لم تدرك بعد لما خلقت؟. فقد يكون بأنها لم تعرف بعد الفرق بين لما وكيف أو بين ملاحظه من مشاهدة أو مراقبه. وهذا قد يكون صحيح في تخيل حدث ما أو صوره من شبها أو شكل من ظل يعني لا تستطيع التفريق و لا التمييز و أقرب بأنها تفرط ولا تفرق ولا تجمع. يعني مرتزقه والرزاق ذو القوة المتين، بينما مشايخ آخر زمن صاروا منهم بعد يترزقون على الطريقه العبريه. مو عدل بالعربي أو بالعبري الانجليزي؟ وأين منجزات القرن الـ20؟